عرض مشاركة واحدة
قديم 18-10-2002, 10:37 PM   #1
هدهد سليمان
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية هدهد سليمان
هدهد سليمان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1651
 تاريخ التسجيل :  05 2002
 أخر زيارة : 24-10-2012 (12:54 AM)
 المشاركات : 1,920 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
هذه التي قطعت أعناق الرجال..!!



هذه التي قطعت أعناق الرجال..!!
المؤمن الحق لابد أن يسيطر عليه هاجس الخوف من سوء الخاتمة , والحذر من أسبابها وهكذا كان الصالحون يخشون سوء الخاتمة , ويسألون الله أن يتوفاهم على الإسلام إذ:"ربما غلب على الإنسان ضرب من الخطيئة , ونوع من المعصية , وجانب من الاعراض , ونصيب من الافتراء , فملك قلبه , وسبى عقله , وأطفأ نوره , وأرسل عليه حجبه , فلم تنفع فيه تذكرة , ولانجعت فيه موعظة , فربما جاءه الموت على ذلك فسمع النداء من مكان بعيد , فلم يتبين المراد , ولاعلم ما أراد وإن أعاد عليه وأعاد".

وبكى سفيان الثوري ليلة إلى الصباح فقيل له : أبكاؤك هذا على الذنوب؟
فأخذ تبنة من الأرض وقال:الذنوب أهون من هذه , إنما أبكي خوف سوء الخاتمة..!!

وقال بعضهم :"إذا سمعت بحال الكفار وخلودهم في النار فلا تأمن على نفسك في تلك الحالة فإن الأمر
على الخطر , ولايدرى ماذا يكون من العاقبة , وماالذي سبق لك في السابقة , ولاتغتر بصفاء الأوقات , فإن تحتها غوامض الآفات".
وقال الإمام البربهاوي – إمام اهل السنة في عصره - :"واعلم أنه ينبغي للعبد أنه تصحبه الشفقة أبداً ما صحب الدنيا ؛ لأنه لايدري على ما يموت , وبما يختم له, وعلى مايلقى الله عز وجل , وإن عمل كل عمل من الخير".
وقال ابن أبي جمرة في شأن الخاتمة "هذه التي قطعت أعناق الرجال مع ماهم فيه من حسن الحال لأنهم لايدرون بماذا يختم لهم".*

فهاهو النبي الملهم والقائد المسدد والمعصوم –صلى الله عليه وسلم – أشد الناس خوفاً من ربه وأقربهم إليه , ومع ذلك كان يخشى الانتكاس ويخاف على نفسه سوء الخاتمة.
وقد كان بأبي هو وأمي يكثر من قوله :"يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك".
وقد تعجبت زوجه عائشة – رضي الله عنها – من هذا الدعاء فأخبرها أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. ولاشك أن كون الرسول- صلى الله عليه وسلم – يخشى من ذلك فإننا نحن أولى بهذه الخشية , إن المؤمن يخاف ويرتجف عندما يسمع هذه الأحاديث وأخبار من حوله..
فأين القلوب الواعية؟
أين.....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

*فتح الباري
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس