الموضوع
:
ياحبيبتى .. يامصر
عرض مشاركة واحدة
16-03-2009, 01:07 AM
#
40
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
19648
تاريخ التسجيل :
03 2007
أخر زيارة :
10-11-2020 (02:43 AM)
المشاركات :
12,794 [
+
]
التقييم :
94
لوني المفضل :
Cadetblue
g
"ادخلوا مصرإن شاء الله آمنين "
"وأوحينا الى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبله"
لمثل هذه الآيات الكريمات التى ذكرت مصر تصريحاً ؛ ولآيات أُخرى أشارت
اليها تلميحاً يتوجَّب علينا نحن أبناء تلك البقعه المباركه من أرض الله "مصر"
أن نسجد له سبحانه وتعالى حمداً وشكراً لماحبانا به من شرف ذكر اسم
بلدنا فى كتابه العزيز : القرآن الكريم ؛ فهذا الشرف دونه كل شرف ؛ وهذه
المكانه نتيه بها فخراً على ماعداها ..
مصر والإسلام :
تبدأ علاقة مصر بالإسلام قبل ميلاد نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأجيال
عديده ..ذلك أن نسب رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - ينتهى الى
النبى " اسماعيل " جد العرب الأكبر ؛ ابوه النبى " ابراهيم " وأُمه "هاجر"
المصريَّه ؛ فكانت رحماً ؛ حض -صلى الله عليه وسلم - على رعايتها ..
الميلاد والبعثه :
ولد نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم - على اصح الأقوال عام565م. من
أبوين شريفين من أهل مكه ؛ ونشأ ترعاه العناية الإلهيه معصوماً من الزلل
والخطايا ؛ حتى أذن الله باصطفائه لحمل الرساله العظمى ؛ التى هى آخر
ارسال السماء لهداية أهل الأرض ؛ وكان آنذاك فى سن الأربعين ؛ أى عام
605م.
وكسنَّة الله فى كل الرسالات السماويه ؛ فقد لاقى من قومه مُعارضه
لدينه الجديد ؛ ولاقى وأتباعه من صنوف الأذى والإيذاء الكثير ؛ حتى أذن الله
له بالهجرة الى " يثرب " التى سُميت بمقدمه اليها " المدينه " حيث بنى بها
دعائم دولة الإسلام ؛ وبدأ بنشر الدعوه خارج ربوع جزيرة العرب ؛ بإرسال الرسائل الى ملوك وحكام المعمورة ..
رسالة النبى الى المقوقس :
وكان ممن أرسل اليهم رسائله " المقوقس" عظيم القبط فى مصر ..
وهذا اللفظ ليس اسم الشخص نفسه ؛ ولكنه لقب له ؛ حيث أن أصل الكلمه
اليونانيه " المقوقز " بمعنى المُبَجَّل أو المُفَخَّر ؛ ويذكر بعض الباحثين أن اسمه
الحقيقى " جريج بن مينا " وأنه كان راس الكنيسه القسطنطينيه بمصر من قبل
الإمبراطور "هرقل " .. وهذه الكنيسه كانت على خلاف مع الكنيسه المصريه
كما أسلفنا ..
وكان " المقوقس "بمفهوم هذا العصر هو الحاكم الدينى والدنيوى لمصر من
قبل الإمبراطور الرومانى ؛ حيث كانت مصر ولايه تحت الحكم الرومانى آنذاك .
وقد جاء برسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الى المقوقس( أسلم
تسلم ؛ يؤتك الله أجرك مرتين . فإن توليت فعليك إثم القبط ) ..
وكان هذا الرجل فيما يبدو حكيماً ؛ إذ أنه استمع الى لغة العقل ؛ فأحسن
التعامل مع الرساله النبويه ؛ ورد عليها رداً كريماً ؛ وأهدى رسول الله بعض
الهدايا ؛ كان منها جاريتين إحداهما السيده " ماريا القبطيه " التى تزوجها رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - وأنجب منها ابنه ابراهيم ؛ الذى مات صغيراً .
فتح مصر :
نأتى الى زمن ثانى الخلفاء الراشدين " عمر بن الخطاب " والذى كثرت فيه
الفتوحات الإسلاميه الكبرى ؛ وكان منها فتح مصر على يد قائده "عمرو ابن
العاص " ..
اجتاز الجيش العربى الإسلامى بقيادة " عمرو " الحدود المصريه من جهة
الشام ؛ وذلك عام 639م. متقدماً على الطريق الساحلى ؛ حيث استولى
على رفح ؛ ثم العريش ؛ ثم الفرما شمال القنطره الحاليه ؛ ومنها الى بلبيس حيث هزم فيها جيش الروم بعد أن حاصرهم شهراً ؛ وبعدها استولى على
قرية أُم دينين ومكانها حديقة الأزبكيَّة الحاليه ..
حصار بابليون :
وفى شتاء عام 640م. حاصر "عمرو بن العاص " حصن بابليون والذى تحصَّنت
فيه القوة الرئيسيه للروم ؛ إلا أن أدوات الحصار فى جيش المسلمين لم
تكن كافيه لإقتحام هذا ????? المنيع ؛ مما دعا القائد "عمرو " الى إرجاء فتحه
وقام بتحويل سراياه الى الصعيد لإتمام فتحه بدلاً من الدلتا لحين وصول المدد
اللازم لإقتحام ????? ..وفى هذه الفترة أتم إخضاع الفيوم وبعض مناطق فى
صعيد مصر ؛ حتى علم بوصول المدد وتمركزه فى منطقة عين شمس
الحاليه ؛ فعاد مسرعاً الى ????? ؛ وخاض معركة كبيره مع القوه الرئيسيه
للروم بعد استدراجها خارجه ؛ وانتهت المعركه بانتصار جيش عمرو ؛ لكن بقى
????? صامداً ..
فتح ????? :
ولما طال أمد الحصار لحوالى سنتين داخل القلق الخليفه " عمر بن الخطاب"
وأرجع ذلك الى نقص فى إيمان الجيش المسلم ؛ وأرسل الى القائد "عمرو"
يعاتبه على هذا الإبطاء ؛ فاستنهض " عمرو " الهمم ؛ وفى يوم الجمعه
السابق لعيد القيامه عام641م. تسَوَّر الزُبير بن العوام ونفر من الجنود
الشجعان ????? ؛ مما ألقى بالرعب فى نفوس حاميته ؛ والتى سارعت
بالتسليم ؛ ثم طارد الجيش الإسلامى الروم المتقهقرين نحو الإسكندريه حيث
وقعت معركتان عنيفتان إحداهما عند " سُنطيس " قرب دمنهور ؛ والأُخرى عند
"كريون " قرب كفر الدوار انتصر فيهما المسلمون انتصاراً مهد لهم الطريق الى
الإسكندريه ..
فتح الإسكندريه :
قام " عمرو بن العاص " بحصار الإسكندريه عاصمة مصر فى ذلك الوقت لمدة أربعة أشهر حتى سقطت فى قبضته يوم الجمعه العاشر من ديسمبر 641م.
وعقد اتفاقيه مع حاميتها تنص على جلاء الحاميه الرومانيه فى أحد عشر شهراً
وماوافت سنة646م, حتى كانت مصر كلها تحت الحكم العربى الإسلامى ..
الفسطاط عاصمة مصر :
لم يرض الخليفه " عمر بن الخطاب " بأن تبقى الإسكندريه عاصمة لمصر نظراً
لبعدها عن جزيرة العرب ؛ ووجود فواصل بينهما من قنوات النيل المتشابكه
فبنى "عمرو بن العاص " عاصمةً جديده قرب حصن بابليون أسماها " الفسطاط"
وهى كلمة فارسيه أصلها " فوستام " وتعنى البيت أو الخيمه ؛ وبنى فيها أول
مسجد فى مصر وفى افريقيا عامةً مازال يحمل اسمه حتى يومنا هذا ..
عمرو يصف مصر :
وقد ارسل "عمرو بن العاص " الى أمير المؤمنين الخليفه " عمر بن الخطاب "
يصف له مصر ؛ تلك الدُرَّة الرائعه بين الفتوحات الإسلاميه كلها قائلاً ( مصر
تربة غبراء ؛ وشجرة خضراء ؛ طولُها شهر ؛ وعرضها عشر ؛ يكتنفها جبل أغبر ؛ ورمل أعفر ؛ يخُط وسطها نهر ميمون الغدوات ؛ مُبارك الروحات ؛ فبينما هى
ياأمير المؤمنين ورقة بيضاء ؛ إذ هى عنبره سوداء ؛ وإذ هى زبرجده خضراء؛
فتعالى الله الفعَّال لما يشاء )
المصريون يدخلون الإسلام :
بفتح الإسكندريه دانت مصر كلها للحكم العربى الإسلامى ؛ وبدأ أبناء الفراعنه
وأحفاد كهنة طيبه ومنف يدخلون فى الدين الإسلامى ؛ لما رأوه من سماحة
هؤلاء الفاتحين الذين كانوا على خلاف من سبقهم من الغُزاة المُحتلين ..
لم يعمد المسلمون الى إكراه أحد على الإسلام ؛ ولم يتسلطوا على أهل
البلد بالنهب أو التخريب كما هى عادة الفاتحين ؛ ذلك أنهم كانوا ينطلقون من
عقيده ومنهج ربانى يُقدِّر الإنسان ؛ جنس اُنسان ؛ أياً ما كان ؛ مبنى على
الدعوه الى الله بالحكمه والموعظه الحسنه ؛ بعيداً عن الغلظه المُنفِّره أو
الفظاظه المُكَدِّره ؛ يٌعلى شأن العقل والتفكير ؛ ويصون الأعراض والممتلكات
ويحمى الحريات ويدعو الى الفضائل والمكرمات ..
فكان الفتح الإسلامى إزاحه لتسلط المُحتل الرومانى ؛ وفتح الباب على مصراعيه أمام شمس الحريه والتحرر من أغلال الرق والعبوديه ؛ وترك الخيار
لمن شاء الدخول فى الإسلام ؛ أو البقاء على دينه مع دفع الجزيه ؛ التى
هى بمثابة مُساهمه منه للحاكم المسلم لقاء حماية حريّته والدفاع عنه ضد
المعتدى الداخلى أو الخارجى ..
لكل ذلك ولغيره من محاسن الإسلام التى تضيق المُجلدات ( فضلاً عن هذا البحث
الصغير) عن إحصائها سارع المصريون الى إعتناق الإسلام ..
ولم يكتفوا بأن يكونوا مسلمين هامشيين ؛ بل أبلوا بلاءً حسناً فى الذود عن
حمى الإسلام ؛ وبذلوا الغالى والنفيس دفاعاً عنه ضد كل الهجمات التى
تعرَّض لها على مدار التاريخ ؛ كما سنأتى على بيانه لاحقاً بإذن الله ..
فى اللقاء القادم نتحدَّث عن " مصر .. والخلافة الإسلاميه "
أطيب التمنيات بمتابعه مفيده ..
فترة الأقامة :
6651 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
1857
إحصائية مشاركات »
اسامه السيد
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
1.92 يوميا
اسامه السيد
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات اسامه السيد