نفساني - عرض مشاركة واحدة

27-03-2009, 02:01 AM

لا ...انا لست بأديبة لأتفهم كل الذي كتبت ...
انا فلاحة جدا ...وبسيطة جدا ...لو كانت كلماتي عنده ككلماتك عندي ..فهذا سيثبت اني في مصيبة ..لن استطيع الفكاك منها ...لك كل احترامي وتقدير العميق لكلماتك ..

الان اشعر بنعمة العامية بين الشعوب ....

يا سيدي...

ربما تستطيع روحي التحليق فوق الكلمات ...وتلتقط بعضا منها ...لكنها اجبن من ان تقرر ...
في عالمنا الشرقي الذكوري البحت ...اصعب ما يمكن على الانثى ان تقرر ..

تحتاج الانثى هنا دائما لان تلوذ بالفرار من واقع الى اخر ...ثم تكوى بنار الجلد عند اول هفوة او قوة قد تصدر منها ..فالقوة في نظر الغالبية تمرد غير مقبول ..

بالبلدي كدة ،، قرري الآن ماذا سيكون عليه حالك مع زوجك الثلجي والذي لن تذيبه نيران أنوثتك

بأي نار اذا تذاب تلك الكتل الجليدية ...؟؟
وتظن قلبي سيقبل ؟؟؟ان يعيش العمر وسط هذا البرد القارس الذي حارب الدنيا لاجل ان ينفك عنه ويبتعد ...؟؟ وباع في سبيل ذلك اشياء لا تباع ...رغم يقينه انه وسط وهم يعيش ...الان بعد ان صار هذا الوهم واقعا ...حقيقة يجب ان تكون ...؟؟ سيقبل ان يتنازل لاجل ان حلاله ثلج زجاجي لا يذوب ..؟؟

لا ....لن يقبل ...وهنا مشكلة اخرى

استميحك عذرا يا سيدي لاهذي هنا بأشياء كثيرة ...فبعض الجراح تفتأ بعض الجرح ..وقديما قيل " ..والصوت يعمل في نفوس لم تحركها القبل ..."
كنت اقف على مصليتي اناجي خالقي ...واقول .." اللهم اني اشكو اليك نفسي ...." كان ذلك بعد ان علمت ان نفسي وحش ثائر هائج مائج ...ترفض كل شيئ واي شيئ ..
مذ كنت طفلة وانا ما بيني وبيني نفسي قطة برية تخرمش وتجرح وتثور وتتكبر ...وتقلتني كل يوم ..وتبكي كل يوم .وترفض كل القوانين ..وتجلد وتسب وتلعن ...واقع احمق ارعن ...فإذا صارت بين الناس تحولت الى ارنب جبان خائف ..هادئ كالنسيم ..مطيع لا يعرف الا كلمة نعم ..اذا غضب بكى بصمت واذا ثار اختنق ....تحولت قطتي داخلي الى ذلك الوحش ...وارنبي الى دمية تحركها كل الاصابع ..وريشة في مهب الريح ...
قاسية على نفسي ومنها وعليها ...وامامهم نسيم يحسدون من حولي علي ...
هكذا تربت نفسي ..لست من ادبها انما تلك الحوادث والظروف ..
رغم كل ذلك كان هناك حلم يخالج نفسي ككل البشر ..كنت احسبني في لحظات كثيرة منهم ..رغم اخطائي الكثيرات وسقطاتي التي تتيعها الصفعات ..
الان آن لهذا الوحش ان يهدأ ...
وآن للارنب الخائف ان ينعم بالسلام ..
لهذا اشعر اني الان احارب ..
حليلي ذلك اختيار خالقي لي ...بعد دعاء مر طويل ..وتضرع ...رزقنيه برحمة منه وفضل ...
خط الرجعة عنه مسحيل ...والاستمرار معه واقع يقترب كل يوم من الالزام والديمومة ...
على علّاته ..وعلّاتي ...

اما هو ...فكما قلت انت ..ليس القائد لمنطقي ..وان كنت احسبه اكثر مني تعبا وارهاقا من هذي الحياة
وانا ...انثى شرقية تجتاحها الاف العواطف ...والافكار والصور ..اكبر منها بستين الف عام ..
فإن قررت الصمت والاستمرار وسط بردي وخوفي هذا ...وحياتي المحتملة معه ...اخشى ان قلبي المتوحش يفيق ..فيمارس طقوسه علي ونزواته ويفر بحثا عن امان ..فيدمر في طريقه كما فعل عشرات المرات مالا يمكن اصلاحه ..ولعله يعود الى وادي الذئاب هناك حيث يعلم ان بعضهم لا يزال يفتح ذراعيه بقناع صديق ...
اما ان قاومت ورحت ادافع عن حقي في الحياة ..فأخشى اني من فرط تعبي قد اليت الى الانهيار ..فما عاد في هذي الروح بقايا تصارع لاجل الحياة ..

هل اطالب بمعجزة ..؟؟ إن قلت اني اريد ان احظى بحياة رتيبة خالية من العقد ..
اريد ان انام على سريري وقد فارقت احلامي كوابيسها المفزعة
اريد ان احظى بكلمة حب حانية ولو كانت كذبا ..فقد ان تجمل بالحلال ..فطعم الحرام وان كان حلو ..مر اخره كالعلقم ..
اريد ان احظى بضمة عشق قبل ان يعاود للجسد اغتصابه وانتهاك حرماته
اريد ان ينطق بها يبسلالة ورقة ..اشتاقك ..واحبك الف مرة ...
ان يبعد على الاقل من شفتيه تكشيرته المريرة مرارة السنوات التي عاشها
ان يقتنع ان في هذي الحياة فرصة اخيرة عليه اغتنامها ..
ان يدمر كل قوانين التعاسة والالم ..وان يكون قويا ..لاختبئ ورائه وانعم بالهدوء
ان يجلجل صوته وسط جلسات الرجال وان يحظى بالاهتمام من بينهم ..ان يتحدث كما يتحدثون ...وان يقطع امامهم اطراقة رأسه وصمته القاتل لي
ان يعي ...ان العلم في هذا الزمن مطلب لا تسير ابدا بدونه عجلة الحياة شاء هذا ام ابى ..
ان يتفجر حبا وقوة وزمهريرا ..ليقطع كل الخوف والالم
اهٍ لو كان يعلم كم اشتاق لان اختبأ وراء ظله ..وان انعم بهدوء يعوض ما راح من العمر

اطلت؟؟؟
ولست ادري أخطت يدي هذيانا او شكوى ..او خربشات ..
كل الذي ادريه ..اني اريدك ان تراه بعيني وقلبي ..وان تشعر بحاجتي لأن يكون حلالا طيبا ..بديلا عن اي حرام ...ليس لأني اخشى خالقي فحسب ...بل لاني اخشى حماقات نفسي ايضا ....