الموضوع
:
ياحبيبتى .. يامصر
عرض مشاركة واحدة
28-03-2009, 03:17 AM
#
66
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
19648
تاريخ التسجيل :
03 2007
أخر زيارة :
10-11-2020 (02:43 AM)
المشاركات :
12,794 [
+
]
التقييم :
94
لوني المفضل :
Cadetblue
g
ثانية البلايا التى ابتلى الله بها عالمنا الإسلامى كانت :
التتار
من هم التتار :
فى القرن السابع الهجرى ؛ وعلى أطراف الدولة الإسلاميه فى أواسط
آسيا ؛ وتحديداً فى منغوليا ظهرت دولة التتار بقيادة زعيمها الأول " جنكيزخان"
وهذه الكلمة تعنى : قاهر العالم ؛ وقيل ان اسمه الأصلى : تيموجين ..
كان سقَّكاً للدماء ؛لكنه كان قائداً عسكرياً شديد البأس ؛ مُحنَّكاً فى القياده ؛
قاد هذه القبائل الهمجيَّة الى تكوين دوله ومملكه كان لها فى التاريخ الإنسانى مساحه دمويَّة لا تُنسى ..
أحوال العالم الإسلامى قبل الغزو التتارى :
وقبل أن نتطرق الى توسُّعات هذه الدوله ؛ نُلقى بنظرة سريعه على حال
الدولة الإسلاميه فى تلك الآونه ..
شملت الدولة الإسلاميه مساحةً كبرى ؛ حيث امتدت من غرب الصين شرقاً ممتدةً عبر آسيا وشمال أفريقيا حتى الأندلس غرباً ؛ إلا أنها عاشت
فُرقةً شديده ؛ وشهدت على المستوى السياسى تدهوراً بجميع الإقطار ؛
تمثَّل فى :
الدوله العباسيه :
اضمحلت سلطة الخلافه العباسيه ؛ حتى انحصرت فى بغداد بالعراق ؛ تحف
بها عشرات الإمارات المُستقلَّة استقلالاً حقيقياً ؛ وإن لم تعلن نفسها كخلافه
منافسة للخلافه العباسيه ..وأهمل الخلفاء العباسيون دورهم فى إقامة الخلافه
وتوفير الأمان للدوله وتقوية الجيش ورفع مستوى معيشة الشعب ؛ وتفرَّغوا
لتوطيد أركان السلطان فى هذه البقعه الصغير ؛ وجمع المال ؛ والحرص على
البقاء فى كراسى الحكم ؛ وتوريثها للأبناء ...
الدوله الأيوبيه :
وكانت مصر والشام والحجاز محكومه بالدولة الأيوبيه ؛ التى أنشأها صلاح الدين
الأيوبى ؛ ثم خلفه حكاماً لم يكونوا على شاكلته ؛ بل تنازعوا الحكم بينهم ؛
وقسَّموا الدوله الى ممالك صغيره مُتناحره .....
دولة الموحدين :
أما بلاد المغرب والأندلس فكانت تحت امرة دولة الموحدين ؛ والتى كانت قويَّة
فى بادىء أمرها ؛ إلا أن التنازُع والشقاق بين حكامها أدى الى إضعافها ؛ وأودى
بها الى الإحتضار ...
الدولة الخوارزميَّة :
وفى الشرق كانت الدولة الخوارزميَّة المترامية الأطراف تُسيطر على معظم
البلاد الإسلاميه فى آسيا ؛ وكانت على خلاف مع الدولة العباسيه ؛ جرَّهم الى
الدخول فى نفق المؤامرات والمكائد ؛ التى أضعفت كليهما ..
لكل ذلك ؛ دب الضعف والخور فى جسم الإُمة الإسلاميه العريض ؛ وتفككت
أوصالها ؛ مما جعلها مطمعاً للمعتدين ...
دولة التتار :
وبينما الدولة الإسلاميه فى حالها هذا ؛ نشأت دولة التتار ( ومن التتار قبائل المغول والتُرك السلاجقة ) كما أسلفنا على يد جنكيزخان ؛ وبدأت فى التوسُّع
حتى بلغت حدودها كوريا شرقاً الى حدود الدولة الخوارزميه غرباً ومن سهول
سيبيريا شمالاً حتى بحر الصين جنوباً ..
ديانة التتار :
وكانت للتتار ديانة عجيبه ؛ هى خليط من أديان البوذيه والمسيحيه والإسلام ؛
جمع بينها جنكيزخان فى كتاب أسماه " الياسك " جعله كالدستور لهم ..
التتار عسكريَّاً :
وقد تميَّز التتار فى حروبهم بسرعة إنتشار رهيبه ؛ ونظام محكم ؛ وترتيب عظيم
وإعداد هائله ؛ وتحمُّل للظروف القاسيه ؛ وقيادة عسكريه بارعه ؛ كما أنهم كانوا
قبائل بلا قلب !!!!! لذا كانت حروبهم حروب غير طبيعيه ؛ من تخريب وتدمير
وسقك للدماء وقتل للسُّكان الآمنين بقصد إفناء النوع الإنسانى وتدمير العالم
أكثر من قصد الملك والمال ؛ كما كانوا بلا عهد ولا ذمَّة ..
ببساطه : كانوا قوه همجيه بشعه بلا تاريخ ؛ ولا حضاره ؛ ولادين ..
بداية الحروب على العالم الإسلامى :
تبدأ قصَّتهم مع العالم الإسلامى ؛ عندما أرسل لهم الصليبيون وفداً رفيع المستوى من أوروبا يحضهم على الإجهاز على الخلافه العباسيه فى بغداد ؛
وإزالتها ؛ وسلب أملاكها ؛ فسال لُعاب التتار وقرروا غزو بلاد المسلمين ..
الإجتياح الأول :
بدأ جنكيز خان بالتحرُّش بالدوله الخوارزميه ( الأقرب الى مملكته ) ونقض عهد
الجوار مع ملكها محمد خوارزم شاه ؛ مُتذرعاً بحادث مقتل بعض التجار من التتار
فى أرض خوارزم ؛ وطالب من محمد خوارزم شاه تسليمه قتلة هؤلاء التجار
لمحاكمتهم فى بلاده ؛ إلا أن الملك المسلم رأى فى ذلك إعتداء على سيادة
الدولة الإسلاميه ؛ فرفض ؛ مما أطلق شرارة الإعصار التترى الرهيب على
الدولة الإسلاميه ...
صمدت دولة خوارزم فى بادىء الأمر ؛ ثم انهارت قواها تحت جحافل الغُزاه ؛
خاصةً عندما أعطى التتار ( عهد الأمان ) للبلاد المسلمه بأن يفتحوا لهم
الأسوار على أن يضمن التتار لهم الأمان من الإفناء والإباده ؛ لكن التتار نقضوا
العهد وأعملوا سيوفهم فى رقاب المسلمين بالإباده ؛ فاجتاحوا بُخارى ثم
سمرقند ثم أورجنده فأزربيجان وأرمينيا وجورجيا وخرسان ؛ يرتكبون الفظائع التى
يشيب لهولها الولدان ؛ حتى وصلوا أفغانستان ...
أول هزيمه للتتار :
وفى أفغانستان لقيهم " جلال الدين بن خوارزم شاه " بجيش عظيم ؛ أنزل بالتتار
أول هزيمه فى هذا الإجتياح الغازى الذى قاموا به ؛ وتمكَّن المسلمون من قتل
خلق كثير من التتر ؛ ثم أتبعوا هذه الهزيمه بإلحاق هزيمه ثانيه بالتتار فى كابول
وغزنه ..
انتكاسه !!
لكن وقع خلاف بين قوَّاد الجيش الإسلامى ؛ وتفرق الى فرق وفصائل رفعت
السلاح فى وجه بعضها البعض طمعاً فى الغنيمه وثمار النصر ..
وبينما هم كذلك إذ دهمهم جيش جنكيز خان ؛ وقتل وأباد الكثيرين ؛ وطارد جلال
الدين فيمن بقى معه ؛ حتى حصرهم عند نهر السند ؛ ففر جلال الدين عبر النهر
تاركاً شعبه للمصير المحتوم على يد التتار ؛ الذين صبوا جام غضبهم على البلاد الإسلاميه حتى وصلوا الى حدود الدولة العباسيه وبدأوا فى تهديد أربيل العراقيه ..
جيش عبَّاسى هزيل :
انتبه الخليفه العباسى " الناصر لدين الله " وبدأ فى تجميع جيش كبير يواجه به
هذا التهديد التترى الهمجى ؛ لكن أخبار فظائع التتار فى البلاد التى دخلوها ؛
والمجازر التى ارتكبوها ألقت الرعب فى قلوب الناس ؛ والقت فيها الوهن ؛ لدرجة
أنه لم يجتمع للخليفه العباسى من قوات أكثر من800 رجلاً فقط !!!!
على الجانب الآخر كانت مكانة الدولة العباسيه وتاريخها العريق قد ارهبت الجيش
التتارى ؛ وعظَّمت فى نفوسهم مكانة هذه الدوله ؛ فلم يُصدقوا أن هؤلاء الـ800
رجل هم فقط الجيش الإسلامى ؛ وحسبوا أنها خدعه من الخليفه العباسى وفخ
نصبه للإيقاع بهم ؛ فتريَّثوا فى اقتحامهم الى حين ..
عودة جلال الدين الخوارزمى :
فى هذا الوقت عادجلال الدين من السند ؛ وأغرته فترة السكون هذه على
محاولة البحث عن الملك الضائع فى خوارزم ؛ فعبر نهر السند ودخل اقليم كرمان
جنوب باكستان ؛ ثم تجاوزه الى جنوب فارس ؛ وجمع حوله الأنصار ؛ وتحالف مع
سعد الدين بن دكلا ضد أخيه غياث الدين ودخل معه فى حروب على مافى يد
غياث الدين من سلطات محدوده حتى وصل الى قرب العراق حيث العباسيين.
ولما كانت العلاقه متوتره قديماً بين الخلافه العباسيه ودولة خوارزم ؛ ووجد جلال
الدين فى نفسه قوه وفى العباسيين ضعفاً ؛ فقد أعلن الحرب على الخلافه
العباسيه ؛ مُتجاهلاً التتار القابعين على مقربه يسيره شرق إيران ..
دخل جلال الدين بجيشة الى البصره وحاصرها ثم تركها واتجه شمالاً ليمر قريباً
من بغداد فخاف الناصر لدين الله الخليفه العباسى على نفسه ؛ فحصَّن المدينه
وجهَّز الجيوش لدفع خطر جلال الدين ؛ الذى بسط سيطرته على المناطق المحيطه ببغداد ثم شمال العراق وشمال فارس ؛ وبدأ يدخل أذربيجان ..
كل ذلك والتتار مشغولون بإحكام قبضتهم على المساحات الشاسعه من آسيا
وأوروبا التى احتلوها ..
وقد بلغ سلطان جلال الدين الخوارزمى فى ثلك الآونه من جنوب فارس الى
الشمال الغربى لبحر قزوين ؛ وهى وإن كانت منطقه كبيره إلا أنها مليئة بالقلاقل
والإضطرابات ..
وفاة جنكيز خان :
ثم حدث أمرٌ هام عام624هـ.. بوفاة جنكيزخان عن عمر يناهز 72عاماً ؛ وبوفاته
هدأت الأمور نسبياً اى أن أتت سنة 628هـ.. حملةً معها :
الإجتياح التترى الثانى :
وكان بقيادة شورماجان الذى وصلته أنباء ضعف قبضة جلال الدين وتضعضع مُلكه
؛فانطلق شورماجان بجحافله مُدمراً فى طريقه كل شىء ؛ وهزم جيش جلال الدين وضم شمال فارس ؛ ثم زحف الى أذربيجان وأجهز على مملكةجلال الدين
وظل لمدة خمس سنوات فى هذه المنطقه يُثبت أركان مُلكه ؛ الى أن جاءت
سنة 634هـ.. فانطلق شورماجان وخليفته (باتو بنجاجى) الى التوسُّع فى بلاد
روسيا وأوكرانيا وبولندا حتى وصل الى سواحل البحر الأدرياتى ؛ وصارت مملكة
التتار فى عهد الخاقان " كيوك بن اوكيتاى " القوة الأولى فى العالم..
تولى بعد ذلك " منكوخان " زعامة التتار ؛ فعيَّن إخوته لإدارة أرجاء الإمبراطوريه ؛
وكان من نصيب الأخ الثالث " هولاكو " إدارة فارس وماحولها ؛ مما جعله فى
مواجهه مع الدولة الإسلاميه ..
هولاكو :
وهولاكو يُعد بحق من أبشع الشخصيات فى التاريخ ؛ فهو زعيم تترى ؛ سفَّاح ؛
لا يمتلك أية نزعه إنسانيَّة ؛ لا ترويه إلا الدماء البشريه..
بدأ عمله عام 649هـ.. فى التجهيز للقضاء على الخلافه العباسيه على عدة
محاور :
على المحور السياسى : قام بعقد تحالفات مع الإمارات المسلمة حول بغداد .
وعلى المحور النفسى : بث دعايته وأنباء انتصاراته وشراسته مع أعدائه فى
صفوف الناس لينشر الرعب بينهم ؛ ثم يسهل عليه اقتناصهم .
وعلى المحور العسكرى : مضى فى إعداد جيوشه على مدار خمس سنوات
كامله ؛ بنى فيها جيشاً قوياً ؛ وجهه أولاً الى الطائفه الإسماعيليه الشيعيه التى
كانت تسيطر على شرق العراق ؛ والمعروفه بقدراتها الحربيه العاليه ؛ وذلك بقصد إخضاعها والقضاء عليها ..فلما رأى زعيم هذه الطائفه " ركن الدين خورشاه" قوة
الجيش التتارى أعلن التسليم والخضوع ..
سقوط بغداد :
قرر هولاكو الإستيلاء على بغداد ؛ فقسَّم جيشه الى ثلاثة أقسام ؛ وجعل
الميمنه لقائده " بيجو " التى كانت قواته فى شمال العراق ؛ وقام هولاكو على
القلب ؛ وجعل الميسرة بيد " كتبغا " ..
ورغم منعة بغداد وقوة حصونها ؛ إلا أن الحرب النفسيهالتى أطلقها هولاكو أمام
جيوشه ؛ والمرجفون من حول الخليفه ؛ وضعف استعداد الخليفه ؛ كل أؤلئكم
جعل الخليفه يخرج فى وفد من حاشيته ووررائه للتفاوض ممع هولاكو ..
لكن هذا الأخير أمر بقتل الوفد المفاوض وأبقى على الخليفه وحده ؛ وطلب منه
أن يأمر الناس فى بغدار بوضع السلاح ؛ بعدما أرهب الخليفه بقت أبنائه وسبى
أخواته ونسائه أمام عينيه ؛ وبالفعل تم لهولاكو ماأراد ودخل بغداد بلا قتال بعد
أن سلَّمت ؛ ثم استدار الى الخليفه بأمر بقتله ( ركلاً ) بالأقدام !!!!!!!!!
وماإن انساح الجنود التتار فى المدينه حتى استباحوها : بشرياً ومالياً وتراثياً ؛
وأظهروا طبائعهم البربريه الغير مُتحضره على أوضح مثال ..
فترة الأقامة :
6655 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
1857
إحصائية مشاركات »
اسامه السيد
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
1.92 يوميا
اسامه السيد
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات اسامه السيد