الموضوع
:
ياحبيبتى .. يامصر
عرض مشاركة واحدة
28-03-2009, 06:52 AM
#
67
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
19648
تاريخ التسجيل :
03 2007
أخر زيارة :
10-11-2020 (02:43 AM)
المشاركات :
12,794 [
+
]
التقييم :
94
لوني المفضل :
Cadetblue
g
تتابع سقوط الشام :
ألقت الفظائع والجرائم التى ارتكبها التتار فى بغداد الرعب والفزع فى قلوب أُمراء
الشام ؛ فجاءوا متتابعين الى " هولاكو " يطلبون منه عهد الأمان وميثاق السلام
لكن أنَّى يكون لهولاكو عهد أو ميثاق ؟؟!!
لقد أطلق جيوشه تحتل وتُسقط مدن الشام وإماراته : حلب ؛ حمص ؛ وأنطاكيه ؛
ودمشق واحده تلو الإُخرى ؛ وكأنه عقد انفرط نظامه ؛ ولم يجرؤ أىٍ من هؤلاء
الأُمراء والحُكام على الوقوف فى وجه الغُزاه الهمجيين ..
إحتلال فلسطين :
قرر كتُبغا التقدُّم بجيشة صوب فلسطين بغرض إحتلالها ؛ فتم له ماأراد ؛ ووصل
بجنوده حتى غزَّه ؛ وصار على بُعد35كيلو متراً فقط من سيناء ..
ووضح أن الخطوة التاليه " مصر " ..
أحوال مصر :
كانت مصر فى هذه الفترة تحت سيطرة دولة المماليك الذين استعان بهم حكام الدولة الأيوبيه كما أسلفنا القول ؛ فنمت قوتهم وتطاولت سيطرتهم حتى دانت
لهم السلطه بعد انتهاء دولة الأيوبيين ..
سيف الدين قطز :
كانت الرايه فى ذلك الوقت قد عُقدت لنور الدين على بن عز الدين أيبك ؛ إلا انه
كان صغيراً لم يبلغ الخامسة عشر من عمره ؛.. لذا كان سلطانه صورياً ؛ ولُقِّب
بالمنصور ؛ وتولى الوصايه الكامله عليه أقوى الرجال فى مصر آنذاك " سيف
الدين قطز "كبير المماليك المُعزيَّة ؛ وقائد الجيش ..
وسيف الدين قطز ؛ واسمه الحقيقى " محمود بن ممدود " كان من بيت مُلك وسلطنه ؛ فخاله " جلال الدين محمود الخوارزمى " الذى مر ذكره ؛ فر من اجتياح
التتار لخوارزم ؛وسقط فى أيدى تجار رقيق أسموه " قطز " أى الكلب الشرس ؛
نظراً لشدته وبأسه وشجاعته ؛ وباعوه فى دمشق لمن انتقل به الى مصر ؛ حيث اشتراه عز الدين أيبك ؛ والذى توسَّم فيه آيات النبل والذكاء فقام على تعليمه
القيم الدينيه القويمه ؛ وكذا فنون الحرب والقتال ؛ وأمور الإداره والسياسه..
سياسته الحكيمه :
لكن وصوله الى سُدَّة الحكم أثار حفيظة منافسيه من المماليك البحريَّه ؛
فحاولوا إشاعة الفوضى فى البلاد ؛ إلا أنه بحكمته احتوى ذلك الموقف ؛ فألقى
بالقبض على زعماء التمرُّد ؛ ثم شرع فى تنظيم حكومته فعزل وولى ؛ وأسند
الأمر الى أولى الكفاءه والدرايه ؛لكنه رأى أن وجود السلطان الصغير يُعيقه عن
أداء مهامه على لوجه الأكمل ؛ فعزله ؛ ونصَّب نفسه بدلاً منه ؛وجمع العلماء والكُبراء والأُمراء ؛ وأوضح لهم حقيقة الأمر والظرف الدقيق الذى تمر به البلاد ؛
وجعل لهم الخيار فى إقراره على مافعل أو نقضه؛ فرأو عن حكمه إقراره ..
وبعد أن استقرت له الأمور الداخليه أصدر عفواً عاماً عن المماليك البحريه فى خطوه إيجابيه لبدء عصر جديد من التعاون والتكاتُف بين كافة القوى والطوائف؛ ثم استقدم ركن الدين بيبرس ؛ صديقه اللدود لما يعلم عنه من كفاءه حربيه لاتُبارى..
سياسته الخارجيه :
وفى سبيل تأمينه للجبهه الخارجيه بعد أن أمًّن الجبهة الداخليه ؛ قام بعقد اتفاقات
مع من بقى من امراء الشام ؛ حتى يضمن ولاءهم ؛ أو على الأقل حيادهم إذا
ماشرع فى حربه مع التتار ..
بناء الجيش :
ثم قام ببناء جيشة وتدريبه وإعداده للقاء المحتوم ؛ واحتاج فى سبيله لذلك
لفرض ضريبه على الشعب تُدر له المال اللازم ؛ ولم يرض بإنفاذها قبل اخذ رأى
من حوله ؛ فأشار عليه سلطان العلماء " العز بن عبدالسلام " فى شجاعه نادرة
بعدم جواز ذلك قبل أن تفرغ خزائن الأُمراء المُكدَّسه ليصيروا هم والعامه سواء
قبل فرض أقل ضريبه ؛ ورغم صعوبة ذلك الا أن السلطان أخذ به وأقره ؛ وبذلك
دعم موقفه أمام شعبه كإمام عادل ؛ فهفت له القلوب مُحبةً راضيه ..
سُفراء هولاكو :
فى هذه الأثناء وصل رسل هولاكو ؛ دخلوا مُصر برسالته المليئه بالتهديد
والوعيد ؛ فقرأها قطز ؛ ثم جمع مستشاريه ومعاونيه ؛ وعرض عليهم الأمر ؛
فوجد من البعض خوراً فى العزيمه نظراً للفارق الكبير بين دولة التتار العظمى
ذلك الوقت ؛ وبين مصر بإمكانياتها ؛ عندئذ قال قولته الشهيره : ( ياأُمراء المسلمين : من للإسلام إن لم نكن نحن ؟؟!!ياأُمراء المسلمين : لكم زمان تأكلون
من بيت المال وأنتم للغزاة كارهون !! أنا مُتوَجِّه ح فمن اختار الجهاد صحبنى ؛
ومن لم يخبر ذلك يرجع الى بيته ؛ وإن الله مطَّلع عليه " فوقعت كلماته من الأمراء
موقعها ؛ وأعلنوا موافقتهم على الجهاد ..
إذاً : مصر تعلن الحرب على التتار !! هكذا هى مصر ......
وإرهاباً لعدو الله ؛ وتطميناً للشعب والجيش ؛ أمر قظز بقطع رءوس السفرا ء
اوتعليقها على باب زويله ؛ وبذلك قطع الطريق على من تُسوِّل له نفسه التراجع
ولم يبق إلا إعداد خطة الحرب ..
الهجوم ..خير وسائل الدفاع :
قرر قطز ألا ينتظر التتار حتى يأتوا الى مصر ؛ بل سيخرج إليهم ليلقاهم حيث
يحتلون فلسطين ؛ مُستفيداً من عنصر المفاجأه ؛ وناقلاً ميدان المعركه من
أرضنا الى ارض المعتدى ؛ورغم بعض الإعتراضات على تلك الإستراتيجيه إلا
أن رأى السلطان انتصر فى النهايه ..
الخروج للقتال :
وبعد خمسة اشهر من الإستعداد والتجهيز ؛ خرج الجيش المصرى من معسكر
الإنطلاق فى الصالحيَّة فى يوليو 1260م. وجعل له فرقة استطلاعيه ؛ على رأسها بالطبع أكبر قوَّده بيبرس ؛ لتلقى فى روع العدو أنها قوام الجيش بالكامل
بينما يختبى السلطان ببقية الجيش الى أن يأت الوقت المناسب لظهوره ..
تحرير غزَّة :
كانت أولى بشائر النصر تحرير غزَّة من حاميتها التتاريه ؛ والتى فوجئت بطلائع
الجيش المصرى ؛ ثم زحف الجي عبر الساحل مارَّاً بعسقلان ؛ ثم يافا ؛ وطولكرم
وحيفا وعكا ؛ والتى أبرم قطز مع حاميتها الصليبيه مُهادنه وقتيه ,,فى هذه الأثناء وصلت أخبار الجيش المصرى الى "كتبغا " قائد التتار ؛ والذى غضب غضباً شديداً
لما لقيته حامية غزَّة من هزيمه ؛ فتحرَّك بجيشه الرئيسى من سهل البقاع فى
جنوب لبنان حتى يلقى اليش المصرى الزاحف نحوه ؛ والذى انضمت اليه إعداداً
غفيره من المتطوعين ؛ لما علموا أنها حرب حقيقية ؛ كما القى الله فى نفوس
المسلمين الذين يقاتلون فى جيش كتبغا عنوةً وقهراً أن يمدوا إخوانهم فى جيش
مصر بمعلومات مفيده من قلب جيش العدو ..
عين جالوت :
وفى صباح الجمعه 25رمضان 658هـ.. وبينما جيش التتار يندفع فى سهل عين جالوت ؛ إذا بقوات بيبرس تظهر أمامهم بأزياء وأعلام متعدده ؛ القت فى نفوسهم
أن هذا هو الجيش بتمامه ؛ فاندفعوا لقتال طامعين فى هذا العدد البسيط ؛ إلا أنهم وجدوا مقاومه باسله لم يعهدوها من قبل ؛ جعلت الكفتان ؛ رغم اختلاف
العدد متساويتين ؛ ثم بدأ بيبرس وجنوده فى تنفيذ الشق الثانى من الخطه بالإنسحاب المحسوب بدقه لسحب قوات التتار بكاملها داخل السهل ؛ فابتلع كتبغا
وجنوده الطعم واندفعوا بكامل عددهم ؛ حتى إذا ماأصبحوا جميعاً فى أرض المعركه أطبقت عليهم قوات الجيش الرئيسيه وطوَّقوهم من كل جانب ؛ ولم يسمحوا لهم بالفرار ؛ ودارت معركة رهيبه بين طرف يؤثر الشهاده فى سبيل الله
على أغلى مايملك : الحياه ؛ وبين طرف لامناص له من القتال وإلا تعرَّض للإباده.
وااسلاماه :
كان السلطان فى موقع القيادة يوجه ويعدِّل فى سير المعركه ؛ حتى رأى ميمنة
التتار تضغط ميسرة المسلمين ؛ بغية إيجار طريق أو مهرب من جهتها ؛ فحوَّل
للميسرة دعماً جديداً لكن الأمر لم يزدد إلا سوءاً وكادت خطة التتار تنجح ..
وهنا ألقى السلطان بنفسه على ظهر جواده بين جنوده يقاتل معهم يداً بيد ؛
وصيحته المُدويَّه ترتفع فوق الصليل والصهيل ((
وااسلاماه ))
؛ فالتهبت حماسة
الجنود ؛ وحملوا على عدوهم حملة رجل واحدحتى خففوا الضغط الواقع على الميسره وألجأوا المعتدين للتقهقر للخلف ؛ ولكن أنى لهمبذلك ؛ والمسلمون فى
أعقابهم يُعملون فيهم السيوف والرماح ؛ ولا يتركون لهم مجالاً للهرب حتى أفنوهم
فى معركه من معارك الإسلام الخالده ؛ التى تكتب فى التاريخ المصرى
العسكرى بحروف من نور ؛ فقد قضت على اسطورة الجيش التتارى الذى لا يقهر
وأفنت قواته التى حاربت نصف الأرض ؛ وكانت بداية النهاية لهذا الغازى التترى
الهمجى البغيض ...
عظيمه يامصر ..
فترة الأقامة :
6659 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
1857
إحصائية مشاركات »
اسامه السيد
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
1.92 يوميا
اسامه السيد
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات اسامه السيد