عرض مشاركة واحدة
قديم 18-04-2009, 04:14 PM   #1
الولو
عضو نشط


الصورة الرمزية الولو
الولو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27282
 تاريخ التسجيل :  03 2009
 أخر زيارة : 31-05-2012 (04:39 PM)
 المشاركات : 207 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الا ما دمت عليه قائما نظرات فى اكل حقوق الاجراء



الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبيه الأمين ، وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، أمَّا بعد:
فقد جاء الإسلام بحفظ حقوق العاملين ، والوفاء بالعهود معهم ، وتأدية حقوقهم على الوجه الشرعي ، فقال ـ تعالى ـ :(يا أيُّها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ) وقال ـ سبحانه ـ:(وأوفوا بالعهد إنَّ العهد كان مسؤولاً) ريثما إذا تأمَّلنا واقع المسلمين العملي فسنرى خللاً بيِّناً حيال هذه القضية.

فعدَّة من أنواع المعاناة وقفت عليها ، وتحدَّث إلي أصحابها ، حول عديد من المؤسَّسات أو رجال الأعمال الذين عملوا لديهم برهة من الزمن ، على عقد معيَّن قد اتفق بين المتعاقدين على بنود العمل فيه ، ووسائل الرقي به ، ثمَّ ذاقوا الويلات من جرَّائه!

هذا أحدهم يروي قصَّته قائلاً: عملت لدى إحدى المؤسَّسات(مديراً تنفيذياً) على أن أتقاضى راتباً معيَّناً ، ولي مع ذلك نسبة تقدر بـ10% من نسبة الأرباح في البضاعة المُتاجَر بها ، وأستلم الراتب في نهاية كلِّ شهر، وأمَّا النسبة فأسْتَلِمُهَا عقب انتهاء كلِّ صفقة تجارية...
ويمضي صاحبنا قائلاً: إلاَّ أنَّه ـ وللأسف ـ كنت واثقاً كامل الثقة من صاحب المؤسسة، حيث إنَّه تأخر عليَّ بعد أن أمضيت معه قرابة ستة أشهرمماطلة منه في تسليمي الراتب ،إلى أن مضت السنة ولم يعطني صاحبي شيئاً ، وحين ذكَّرته بذلك ، ذكر أنَّ هناك أزمة مالية ، ووعدني أن يعطيني حقَّي كاملاً ، وبقي هذا الزميل يعمل لدى ذلك الرجل إلى أن اكتشف أنَّ صاحب المؤسَّسة، رجل (خائن)لا يخاف الله بل لا يتقن إلاَّ الكلام المعسول ، بالإضافة إلى المواعيد الكاذبة ، التي يُمنِّي بها الموظفين!!
ويتابع صاحبي قائلاً: ومضت ثلاث سنوات وأنا أسعى لطلب حقِّي من ذلك الرجل الذي كنت أحسبه ثقة أميناً! وصرت ما بين برهة وأخرى أقوم على رأسه مطالباً بحقِّي، وحين لم يستجب لي هدَّدته بالشرطة ، فقال لي: افعل ما بدا لك فلن تستطيع أن تأخذ مني ولو مبلغاً يسيراً!
هكذا يجيب ، وبكلِّ بساطة ... يحسبه هيِّناً وهو عند الله عظيم!

إنَّها قصة مأساوية بين مئات من قصص الموظَّفين الذين ضاعت حقوقهم عند من أحسنوا الظن بهم فعملوا عندهم ، إلى أن صدموا بأكل حقوقهم ، أو تأخيرها عن وقت أدائها.
كم من قصة على هذه الشاكلة سمعتها عن أكل حقوق الموظفين أو العاملين لدى شركائهم أو رؤسائهم ومديريهم؟!
وكم من رجل قد يتظاهر بالصلاح يعد الناس بإعطائهم حقوقهم بعد أن يدخلوا معه في شركة أو وظيفة ، وبعدها يكتشفون أنَّه متلاعب بأموال الناس وحقوقهم!
إنَّها إذن مشكلة عويصة، وتحتاج إلى مناقشة جادَّة... خاصَّة أنَّنا في زمن قلَّت فيه الكتابات عن حقوق المسلمين وأهمية التكافل الاجتماعي فيما بينهم، وعطف أطراف المجتمع الإسلامي كلٌّ منهم على الآخر، وإعطائهم حقوقهم، والحذر من العصبية العرقية الجاهلية ، والتمييز الطبقي الذي يؤدِّي إلى خرق في الوحدة الإسلامية ، ممَّا ينتج عنه عدَّة أساليب من أدوات الإقصاء والنظر بالدونية لمن كان أقلَّ منهم وضعاً ، وأضعف مقاماً.
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس