نفساني - عرض مشاركة واحدة

18-04-2009, 11:43 PM

أختى الغاليه / خواطر

أُعرِّفكِ ( والله على ماأقول شهيد ) أن حُزنكِ أبكانا ؛ وأن جرحكِ أدمانا ؛ فانتِ
ممن يُكن لهم الجميع هنا كل التقدير والإحترام ؛ ويستشعر معهم بالأُلفه
والأخوَّة ....
فهمتُ من كلامكِ أن ( الموضوع ) أنتهى ؛ صحيح الى غير ماتهواه نفسكِ
وتتمنَّاه ؛ لكن ( أنتهى ) ......
ومن مجموع ما حصَّلته من معلومات ( ساهمتِ أنتِ بجزء لا يُستهان به فيها)
أن التفكير فيما انتهى لا يُجدى ولا يجلب سوى مزيد من الأحزان ....
ولكونكِ على درجة عاليه من العقلانيه والتفكير الموضوعى ؛ أرجو منكِ أن
تبدأى فى محاولة طرح مافات ؛ والإلتفات الى ماهو آت ؛ مع اتخاذ خطوات
ماديَّة وملموسه لتغيير هذا الواقع الذى لا ترضينه لنفسكِ ( يقيناً ) ولا نرضاه
نحن لكِ ؛ ولن أقترح عليكِ أية خطوات فأنتِ أعلم بما تميل له نفسكِ وخاصةً
فى هذا الظرف الدقيق الذى تمُرين به ؛ المهم هو عدم الوقوف على حالة
الحزن وإجترار أحداث لن يُفيد اجترارها شيئاً ...
والله ياخواطر ؛ لقد أصبحتُ على قناعه تامه بأنه لايجرى من قدر الله إلا الخير!!
لاتتعجَّبى ..
فقد انتبهتُ الى حقيقة بالغة الأهميِّة ؛ ألا وهى أننا صنعة الله ؛ والصانع أحرص
مايكون على صلاح صنعته ؛ وصيانتها بما يُعلى قدرها ويُبقى على صلاحها ؛ إن
لم يزدها صلاحاً ؛ ومهما بدت الأحداث على غير هوانا ؛ فهى فى المصلحة بإذن
الله ؛ مالم يكن فى الدُّنيا ففى الآخره ..
فهناك فى الدُنيا : إكساب الصلابه ؛ وإبراز القدرات على تحمُّل الصعوبات ..
أما فى الآخره : فهناك تكفير السيئات ؛ ورفع الدرجات ....
ففى كلٍ خير بإذن الله ؛ وربما أجرى الله قدراً صعباً ومنع ماهو أصعب ...
أنا لاأنصحك أو أعظك ( حاشا لله ) ولكنى أُحدث ( أُختى ) بما ارضاه لها ....
لو تعرضتِ لظُلم ؛ أذكرى من يُجيب دعوة المظلوم ؛ واسأليه من واسع فضله..
لو تعرَّضت لخيبة أمل ؛ فاذكرى أن مانح الحياة والأمل لايزال ولن يزل موجود...
لو ضاعت منكِ فرصة ؛ أذكرى أن مارتَّبه الله لكِ خيرٌ مما تُريدينه لنفسك ..
أتدرين لماذا ؟؟
لأنه سبحانه مُطَّلعٌ على الغيب ؛ ويعلم نهاية الطريق قبل أن نبدأ بالسير
فيه ؛ فربما سرنا فى طريق آخره سد ؛ ونحن لاندرى ؛ وربما سرنا الى مايضرنا
دون أن نعلم ....
فحاولى أن ترضى بالقضاء ؛ فتكسبى سعادة الدنيا والآخره ..
واخرجى من أرشيف معلوماتك النفسيه مايُعينكِ على تخطى هذه الحاله التى
تمُرين بها ؛ وقدِّرى أن أحد ( المُحتاجين ) لجأ إليكِ وقصَّ عليكِ حالة مُشابهه
لحالتكِ ؛ فبماذا ستنصحينه ؟؟
أنا عارف ان اللى إيده فى المُيَّه مُش زى الى إيده فى النَّار ..
وأعلم أنه ربما كان الكلام سهلاً ؛ لكن التنفيذ صعب ...
لكنى عارف كمان أننى أُحدث ( إنسانه ) على درجة من العقل والثقافه
والإتزان النفسى والثبات الإنفعالى ؛ مما يجعلها قادرة على تجاوز صعوبات
تتعذَّر على غيرها ممن لم ينل حظها من هذه الصفات الكريمه ...
أطلتُ عليكِ ...
لكن يعلم الله أننى لو استطعت أن أُعطيكِ سنيناً من عمرى لتعودى بها الى
ماقبل ( مأساتُكِ ) لقبلت فوراً طائعاً مُختاراً راضياً ..
لكن ماباليد حيله .....
كتب الله لكِ الخير ...
وعجَّل بزوال حزنكِ ...
وحفظكِ لنفسكِ ولأبنكِ ولأهلكِ ولنا جميعاً ...