عرض مشاركة واحدة
قديم 22-04-2009, 05:46 PM   #2
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


حركة الشيخ عثمان دن فوديو

ونبدأ بأولهما مولدا، الشيخ عثمان دن فوديو الذي ولد حوالي سنة 1754م. درس الشيخ عثمان العلوم الإسلامية على يد والده و أعمامه وبدأ بنشر الدعوة وهو في سن العشرين في بلدته دقل. في بداية حياته وجهاده ربط الشيخ عثمان الجهاد بقرب ظهور المهدي آخذا برأي السيوطي الذي حدد في كتبه موعد ظهور المهدي بسنة 1200هـ. لكن الشيخ عثمان تراجع عن هذا التوجه بعد ما لاحظه من ادعاء بعض المفترين بالمهدية ونفى ان يكون هو نفسه المهدي.
أدى الشيخ عثمان فريضة الحج وعاش فترة بين أبناء جلدته من قدماء المهاجرين التكروريين، كما التقى برجال الدعوة السلفية للشيخ محمد بن عبد الوهاب في الحجاز وتأثر بها. الرئيس السابق لقسم التاريخ في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور مصطفى مسعد مؤلف كتاب " دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في حركة عثمان بن فودي الإصلاحية في غرب إفريقيا" يؤكد تأثر حركة الشيخ عثمان بن فوديو بالدعوة السلفية وبين تطابق أسلوب ومنهج الدعوتين. اتبع الشيخ عثمان نفس طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نشر الدعوة وهو أسلوب بعث الرسائل وبث الدعاة. كان الشيخ عثمان يجوب المساجد والأحياء ويلقي الخطب ويكتب باللغة العربية. وللشيخ قصائد بلغة الهوسه والفلاني مكتوبة بالأبجدية العربية. هذه المواعظ أكسبت الشيخ شهرة عريضة وكانت من أسباب التفاف الناس حوله من قبائل كثيرة.


وفي عام 1795م أعلن الشيخ عثمان الاستعداد لجهاد حاكم إمارة جوبير بهدف "إزالة الظلم والطغيان بعد تفشيه هناك" وتطهير العقيدة الإسلامية مما لحقها من الشوائب والشرك ونشر الاسلام بين الوثنين. حاكم إقليم جوبير الذي ينتمي له الشيخ، واسمه نفاثا، كان قلقا من حركة الشيخ عثمان وحأول السيطرة عليه. أعلن نفاثا أن امتياز الدعوة للشيخ فقط ولا يحق لاتباعية نشرها بين الناس. كما اصدر مراسيم قضت برجوع من اسلم من الوثنيين لوثنيتهم وان لا مسلم إلا من كان أبواه مسلمان. كما منع الرجال من لبس العمائم ومنع النساء من ارتداء الحجاب، ولا يستبعد أن تكون تلك الإجراءات بإيعاز من الانجليز الذين كان لهم وجود قوي في تلك المناطق. بل إن الحاكم حأول القبض على الشيخ عثمان أو التخلص منه.
كانت تلك الإجراءات سببا في خروج الشيخ واتباعه للصحراء ليستقر في مدينة بعيدة تسمى جودو. ومن هناك كانت بداية تأسيس إحدى اكبر الممالك الإسلامية في غرب إفريقيا. فمن جودو أعلن الشيخ عثمان الجهاد وخاض معارك كثيرة ووجدت دعوته استجابة واسعة في غرب إفريقيا وانضمت لحركة قبائل من مناطق تشاد والنيجر والطوارق. وانتظم الجهاد وشمل كافة لإمارات مثل كانو وزاريا ثم تُوج الجهاد بتأسيس خلافة سكوتو عام 1831م وسمي الشيخ بأمير المؤمنين. اسمرت حياة هذه الإمارة حتى عام 1903م حيث سقطت على يد الاستعمار الانجليزي وأعوانه. توفي الشيخ عثمان بعد ذلك الجهاد الطويل وخلفه ابنه محمد بيلو

للشيخ عثمان مؤلفات كثيرة منها "إحياء السنة وإخماد البدعة" ونصيحة أهل الزمان" وكتاب " أصول الدين" وتؤكد هذه المؤلفات أن الشيخ كان واسع الاطلاع على الأحاديث النبوية الشريفة ، وأقوال الخلفاء الراشدين وأتباعهم وآراء الأمة الأربعة. كان الشيخ يهدف من مؤلفاته إصلاح أحوال العلم والعلماء وتطبيق أحكام الله، و تصحيح الإيمان بشكل يؤدى إلى إقامة الشريعة كما أمر الرسول نهى والتبصر في الدين. كان الشيخ رحمه الله فصيحا بليغا، جميل العشرة كريم الصحبة.


 

رد مع اقتباس