29-04-2009, 09:02 PM
|
#1
|
المركز الثالث (عقد من ضياء)
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 18469
|
تاريخ التسجيل : 09 2006
|
أخر زيارة : 04-04-2024 (04:42 AM)
|
المشاركات :
2,518 [
+
] |
التقييم : 71
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Hotpink
|
|
حلم ليلة صيف
للمرة الاولي.- يقرر قادة الامة العربية في مؤتمر القمة الاستثنائي الذي عقدوه،.ان ((يكونوا عربا)) بكل ما تعنيه كلمة العربي من رجولة،. وشجاعة واقتحام..
وللمرة الاولي،. يتخلون عن بلاغتهم التقليدية،. وتشابيههم،.
واستعاراتهم ويخاطبون العالم باللغة التي يفهمها... بعد ان ثبت لهم،. ان لغة بديع الزمان الهمذاني،. والجاحظ،. ومقامات الحريري،. لن توصلهم الي اي مكان..
وربما،. للمرة الاولي في تاريخهم الحديث،. يتخلص العرب من عقدة الخوف الامريكية او بتعبير اكثر دقة،. من عقدة الانبطاح الامريكية ويبصقون الحصاة في وجه الكونجوس الامريكي،. فحملته المسئوولية الكاملة عن الوقوف وراء اسرائيل منذ ولادتها في .٥١ ايار. »مايو.« ٨٤٩١،. واغراقها بالمال والسلاح والمساعدات الاقتصادية حتي اسنانها،. بحيث تستطيع ان تهزم العرب مجتمعين... وان تبيد الشعب الفلسطيني كخطوة اولي،. والانقضاض علي الشعب العربي كخطوة ثانية..
لقد اصبحت الولايات المتحدة في مجلس الامن الدولي هي محام الشيطان الذي يقلب الحق باطل،. والباطل الي حق.. حتي اصبح استعمال. »الفتيو.« من حقوق الشعب العربي الفلسطيني عادة امريكية يومية..
ولو لم يكن لمؤتمر القمة،. سوي انجاز واحد،. هو اسقاط ورقة التين عن جسد الادارة الامريكية،. لكفي..
ان تسمية الأشياء بأسمائها،. كان لابد منها،. لوضع حد لهذا التداخل العضوي بين جسدين هما في الحقيقة جسد واحد... ولفصل هذا التوام الامبريالي الملتصق،. الذي نصفه اسرائيلي... ونصفه امريكي..
لقد تأخر العرب كثيرا في اجراء هذه الجراحة الضرورية لفصل الوجه عن القناع،. ولجأوا طويلا الي الأدوية الخارجية،. والمسكنات الدبلوماسية دون جدوي..
وها هم الأطباء العرب،. وبعد. »كونسولتوطبي.«،. يقررون ان يستعملوا المشرط،. لاستخراج الطرح من بطن الولايات المتحدة الامريكية..
ولكنني سألقي الضوء علي بعض النقاط الهامة والجديدة في هذه المقررات..
اولا.: استطاع المؤتمر،. ان يضع ميزانا دقيقا يحكم علاقات الدول العربية بالعالم،. رابطا اياها بمواقف الدول الاجنبية من القضية الفلسطينية،. ومن مسألة الهجرة اليهودية..
وهكذا لم يعد هناك محل للعواطف،. والمجاملات،. والرومانسية السياسية علي حساب القضايا العربية الكبري..
فمن يختار جانب اسرائيل،. ويصوت معها في المحافل الدولية،. ويقويها بالمساعدات المالية والاقتصادية والتكنولوجية،. فإن عليه ان يعرف مسبقا ان أبواب العالم العربي كله سوف تكون موصدة في وجهه..
وهكذا،. فإن الدول العربية مجتمعة،. سوف تكون قادرة علي تطبيق مبدأ الثواب والعقاب،. مع كل دولة تفكر في اختراق امنها القومي،. واللعب علي حبال الازدواجية..
ثانيا.: ومن اجمل واعمق النصوص في البيان الختامي للمؤتمر،. هو ذلك النص الخاص بحق الشعب العربي،. غير القابل للتصرف في التنمية الشاملة،. واستخدام منجزات العلم والتكنولوجيا لصالح المواطن العربي والانسانية جمعاء..
لقد ادرك المجتمعون،. ان التحدي الأكبر الذي تواجهه الأمة العربية،. هو تحد علمي وحضاري لكسب رهان المستقبل،. والاسهام الفاعل في اغناء الحضارة الانسانية..
فالعقل الاستعماري،. يريد ان يحتكر لنفسه كل مصادر المعرفة،. ويترك شعوب العالم الاخري،. في حالة جهل وتخلف..
ان العقل العربي،. في نظر الغربيين الجدد،. ممنوع من الابداع،. وممنوع من الخلق،. وممنوع من دخول القرن الحادي والعشرين،. وهو مسلح بكل المعارف الكونية التي تسمح له بالمشاركة في صنع المستقبل..
ثالثا.: واذا كان الأمن القومي العربي هو المفصل الرئيسي الذي تحرك حوله مؤتمر القمة،. فإن قادة الدول العربية أدركوا،. أن النار التي تقترب من البيت العربي،. تهدد الحي العربي بأكمله،. بل تهدد التاريخ العربي،. والجنس العربي،. والأجيال العربية القادمة بلا استثناء..
ولأن الخطر الذي يحاصر الأمة العربية،. ليس خطرا قطريا،. او فرديا،. او عائليا،. فقد اعتبر المؤتمرون أن الأمن القومي العربي هو سلسلة متداخلة لاتتجزأ ولا تنفصم،. وأن انكسار احدي حلقات السلسلة،. يعني انفراط كل أجزائها..
و بعد... وبعد...
فقد دخل العرب الي المؤتمر،. وهم يتكلمون إحدي وعشرين لغة... ويتحدثون باحدي وعشرين لهجة... ثم خرجوا وهم يتكلمون لغة واحدة... ولهجة واحدة..
دخلوا... وهم يحملون احدي وعشرين سنبلة... وخرجوا وهم حقل لانهائي من الحنطة..
دخلوا... وهم متفرقون كالأمواج،. ومتناثرون كالزبد... وخرجوا وفي اصواتهم هدير البحر،. وغضب المحيط الكبير..
دخلوا... وهم يلبسون احدي وعشرين عباءة... وخرجوا وهم يلبسون عباءة واحدة من القصب نقشت عليها أسماء الله الحسني... وشعارات الوطن العربي الكبير..
فقد اقتنع حكماء العرب ان الحكمة دائما ليست افضل الطرق لدخول الجنة... وان النظرية التي تقول ان قوة العرب في ضعفهم هي نظرية سخيفة... وانهزامية... وان العالم،. منذ ان كان العالم،. لايحترم الا القادرين،. والأقوياء،. والشجعان،. الذين يضعون ارواحهم علي اكفهم... ويضربون بقبضاتهم نوافذ المستحيل..
استيقظت من نومي... واذ به حلم ليلة صيف..
د.. سعاد الصباح
أخبار الأدب
|
|
|