عرض مشاركة واحدة
قديم 15-05-2009, 05:34 PM   #124
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الواحدة بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندان قال لضوء المكان :
إن الجارية قالت لوالدك :
إن أخت بشر الحافي قصدت أحمد بن حنبل فقالت له :
يا إمام الدين إنا قوم نغزل بالليل ونشتغل بمعاشنا في النهار وربما تمر بنا مشاعل ولاة بغداد ونحن على السطح نغزل في ضوئها فهل يحرم علينا ذلك ?
قال لها :
من أنت ?
قالت :
أخت بشر الحافي .
فقال :
يا أهل بشر لا أزال أستنشق الورع من قلوبكم .
وقال بعض العارفين :
إذا أراد الله بعبد خيراً فتح عليه باب العمل .
وكان ملك بن دينار إذا مر في السوق ورأى ما يشتهيه يقول :
يا نفس اصبري فلا أوافقك على ما تريدين .
وقال أيضاً :
سلامة النفس في مخالفتها وبلاؤها في متابعتها .
وقال منصور بن عمار :
حججت حجة فقصدت مكة من طريق الكوفة وكانت ليلة مظلمة وإذا بصارخ يصرخ في جوف الليلة ويقول :
إلهي وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتك مخالفتك وما أنا جاهل بك ولكن خطيئة قضيتها علي في قديم أزلك فاغفر لي ما فرط مني فإني قد عصيتك بجهلي .
فلما فرغ من دعائه تلا هذه الآية :
يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة .
وسمعت سقطة لم أعرف لها حقيقة فمضيت ، فلما كان الغد مشينا إلى مدرجنا وإذا بجنازة خرجت وراءها عجوز ذهبت قوتها فسألتها عن الميت فقالت :
هذه جنازة رجل كان مر بنا البارحة وولدي قائم يصلي فتلا آية من كتاب الله تعالى فانفطرت مرارة ذلك الرجل فوقع ميتاً .
ثم تأخرت الجارية الرابعة وتقدمت الجارية الخامسة وقالت :
ها أنا أذكر بعض ما يحضرني من أخبار السلف الصالح :
كان مسلمة بن دينار يقول :
عند تصحيح الضمائر نغفر الصغائر والكبائر ، وإذا عزم العبد على ترك الآثام أتاه الفتوح وقال :
كل نعمة لا تقرب إلى الله فهي بلية وقليل الدنيا يشغل عن كثير الآخرة وكثيرها ينسيك قليلها .
وسئل أبو حازم :
من أيسر الناس ?
فقال :
رجل امضى عمره في طاعة الله .
قال :
فمن أحمق الناس ?
قال :
رجل باع آخرته بدنيا غيره .
وروي أن موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين قال :
رب إني لما أنزلت لي من خير فقير .
فسأل موسى ربه ولم يسأل الناس وجاءت الجاريتان فسقى لهما ولم تصدر الرعاء فلما رجعتا أخبرتا أباهما شعيباً فقال لهما :
لعله جائع .
ثم قال لإحداهن :
ارجعي إليه وادعيه .
فلما أتته غطت وجهها وقالت :
إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا .
فكره موسى ذلك وأراد أن لا يتبعها وكانت امرأة ذات عجز فكانت الريح تضرب ثوبها فيظهر لموسى عجزها فيغض بصره ثم قال :
لهاك كوني خلفي .
فمشت خلفه حتى دخل على شعيب والعشاء مهيأ .


 

رد مع اقتباس