15-05-2009, 05:35 PM
|
#125
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة الثانية بعد المئة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندان قال لضوء المكان :
وقالت الجارية الخامسة لوالدك :
فدخل موسى على شعيب عليهما السلام والعشاء مهيأ فقال شعيب لموسى :
يا موسى إني أريد أن أعطيك أجر ما سقيت لهما .
فقال موسى :
أنا من أهل بيت لا نبيع شيئاً من عمل الآخرة بما على الأرض من ذهب وفضة .
فقال شعيب :
يا شاب ولكن أنت ضيفي وإكرام الضيف عادتي وعادة آبائي بإطعام الطعام .
فجلس موسى فأكل ، ثم إن شعيباً استأجر موسى ثماني حجج أي ثماني سنين وجعل أجرته على ذلك تزويجه إحدى ابنتيه وكان عمل موسى لشعيب صداقاً لها كما قال تعالى حكاية عنه :
أني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تؤجرني ثماني حجج فإن أتممت عشراً فمن عندك وما أريد أن أشق عليك .
وقال رجل لبعض أصحابه وكان له مدة لم يره :
إنك أوحشتني أني ما رأيتك منذ زمان .
قال :
اشتغلت عنك بابن شهاب أتعرفه ?
قال :
نعم هو جاري منذ ثلاثين سنة إلا أنني لم أكلمه .
قال له :
إنك نسيت الله فنسيت جارك ولو أحببت الله لأحببت جارك ، أما علمت أن للجار علي حقاً كحق القرابة ?
وقال حذيفة :
دخلنا مكة مع إبراهيم بن أدهم وكان شقيق البلخي قد حج في تلك السنة فاجتمعنا في الطواف فقال إبراهيم لشقيق :
ما شأنكم في بلادكم ?
فقال شقيق :
إننا إذا رزقنا أكلنا وإذا جعنا صبرنا .
فقال :
كذا تفعل كلاب بلخ ولكننا إذا رزقنا آثرنا وإذا جعنا شكرنا .
فجلس شقيق بين يدي إبراهيم قال له :
أنت أستاذي .
وقال محمد بن عمران :
سأل رجل حاتماً الأصم فقال له :
ما أمرك في التوكل على الله تعالى ?
قال :
على خصلتين ، علمت أن رفاقي لا يأكله غيري فاطمأنت نفسي به وعلمت أني لم أخلق من غير علم الله فاستحييت منه .
ثم تأخرت الجارية الخامسة وتقدمت العجوز وقبلت الأرض بين يدي والدك تسع مرات وقالت :
قد سمعت أيها الملك ما تكلم به الجميع في باب الزهد وأنا تابعة لهن فاذكر بعض ما بلغني عن أكابر المتقدمين .
قيل :
كان الإمام الشافعي رضي الله عنه يقسم الليل ثلاثة أقسام :
الثلث الأول للعلم والثاني للنوم والثالث للتهجد .
وكان الإمام أبو حنيفة يحيي نصف الليل فأشار إليه إنسان وهو يمشي وقال الآخران : إن هذا يحيي الليل كله .
فلما سمع ذلك قال :
إني أستحي من الله أن أوصف بما ليس في .
فصار بعد ذلك يحيي الليل كله .
وقال الربيع :
كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان سبعين مرة كل ذلك في الصلاة .
وقال الشافعي رضي الله عنه :
ما شبعت من خبز الشعير عشر سنين لأن الشبع يقسي القلب ويزيل الفطنة ويجلب النوم ويضعف صاحبه عن القيام .
وروي عن عبد الله ومحمد السكري أنه قال :
كنت أنا وعمرة نتحدث فقال لي :
ما رأيت أروع ولا أفصح من محمد بن إدريس الشافعي .
واتفق أنني خرجت أنا والحرث بن لبيب الصغار وكان الحرث تلميذ المزني وكان صوته حسناً فقرأ قوله تعالى :
هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون .
فرأيت الإمام الشافعي تغير لونه واقشعر جلده واضطرب اضطراباً شديداً وخر مغشياً عليه فلما أفاق قال :
أعوذ بالله من مقام الكذابين وأعراض الغافلين اللهم لك خشعت قلوب العارفين ، اللهم هب لي غفران ذنوبي من جودك وجملني بسترك واعف عن تقصيري بكرم وجهك .
ثم قمت وانصرفت .
وقال بعض الثقات :
لما دخلت بغداد كان الشافعي بها فجلست على الشاطئ لأتوضأ للصلاة إذ مر بي إنسان فقال لي :
يا غلام أحسن وضوءك يحسن الله إليك في الدنيا والآخرة .
فالتفت وإذا برجل يتبعه جماعة فأسرعت في وضوئي وجعلت أقفوا أثره فالتفت إلي وقال :
هل لك من حاجة ?
فقلت :
نعم تعلمني مما علمك الله تعالى .
فقال :
اعلم أن من صدق الله ونجا ومن نجا ومن أشفق على دينه سلم من الردى ومن زهد في الدنيا قرت عيناه غداً أفلا أزيدك ?
قلت :
بلى .
قال :
كن في الدنيا زاهداً وفي الآخرة راغباً واصدق في جميع أمورك تنج مع الناجين .
ثم مضى فسألت عنه فقيل لي :
هذا الإمام الشافعي .
وكان الإمام الشافعي رضي الله عنه يقول :
وددت أن الناس ينتفعون بهذا العلم على أن لا ينسب إلي منه شيء .
|
|
|