عرض مشاركة واحدة
قديم 16-05-2009, 02:07 AM   #193
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الثامنة والستين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن هذا ما كان من أمر نزهة الزمان وزوجها وزوجة ضوء المكان .
وأما ما كان من أمر كان ما كان وابنة عمه قضى فكان فإنهما كبرا وترعرعا حتى صار كأنهما غصنان مثمران أو قمران أزهران .
وبلغنا من العمر خمسة عشر عاماً وكانت قضى فكان من أحسن البنات المخدرات ، بوجه جميل وخصر نحيل وردف ثقيل وريق كالسلسبيل وقد رشيق وثغر ألذ من الرحيق كما قال فيها بعض واصفيها هذين البيتين :
كان سلاف الخمر من ريقها بـدت ........ وعنقودها من ثغرها الدر يقطف
وأعنابها مالت إذا ما ثـنـيتـها ........ فسبحان خلاق لـهـا لا يكـيف
وقد جمع الله كل المحاسن فيها فقدها يخجل الأغصان والورد يطلب من خدها الأمان وأما الريق فإنه يهزأ بالرحيق تسر القلب والناظر كما قال فيها الشاعر :
مليحة الوصف قد تمت محاسنها ........ أجفانها تفضح التكحيل بالكحل
كأن ألحاظها في قلب عاشقهـا ........ سيف بكف أمير المؤمنين علي
وأما كان ما كان فإنه كان بديع الجمال فائق الكمال عز في الحسن عن مثال الشجاعة تلوح بين عينيه تشهد له لا عليه وقيل كل القلوب إليه وحين اخضر منه العذار كثرت فيه الأشعار كقول بعضهم :
ما بان عذري فيـه حتـى عـذرا ........ ومشى الدجى في خده متحـيرا
فأعجب لهم شهدوا ومسكنهم لظى ........ ولباسهم فيها الحرير الأخضـر
واتفق في بعض الأعياد أن قضى فكان خرجت تعيد على بعض أقاربها من الدولة والحواري حواليها ، والحسن قد عمها وورد الخد يحسد خالها والأقحوان يبتسم عن بارق ثغرها فجعل كان ما كان يدور حولها ويطلق النظر إليها وهي كالقمر الزاهر فقوى جنانه بالشعر لسانه وأنشد هذين البيتين :
متى يشتفي قلب الدنو من الـبعد ........ ويضحك ثغر الوصل من زائد الصد
فيا ليت شعري هـل أبـيتن ليلة ........ بوصل حبيب عنده بعض ما عنـدي
فلما سمعت قضى فكان هذا الشعر أظهرت له الملامة والعتاب وتوعدته بأليم العقاب فاغتاظ كان ما كان وعاد إلى بغداد وهو غضبان ثم طلعت قضى فكان إلى قصرها وشكت ابن عمها إلى أمها فقالت لها :
يا بنتي لعله ما أرادك بسوء وهل هو إلا يتيم ومع هذا لم يذكر شيئاً يعيبك فإياك أن تعلمي بذلك أحداً ، فربما بلغ الخبر إلى السلطان فيقصر عمره ويخمد ذكره ويجعل أثره كأمس الدابر والميت الغابر .
وشاع في بغداد حب كان ما كان لقضى فكان وتحدثت به النسوان ثم إن كان ما كان ضاق صدره وقل صبره اشتغل باله ولم يخف على الناس حاله واشتهى أن يبوح بما في قلبه من لوعة البين فخاف من غضبها وأنشد هذين البيتين :
إذا خفت يوماً عتاب التـي ........ تغير أخلاقها الـصـافـية
صبرت عليها كصبر الفتى ........ على الكي في طلب العافية


 

رد مع اقتباس