16-05-2009, 01:01 PM
|
#215
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة الثانية والثمانين بعد المئة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الفأرة لما سمعت كلام البرغوت قالت :
إذا كان الكلام على ما أخبرت فاطمئن هنا وما عليك بأس ولا تجد إلا ما يسرك ولا يصيبك إلا ما يصيبني وقد بذلت لك مودتي ولا تندم على ما فاتك من دم التاجر ولا تأسف على قوتك منه وارض بما تيسر لك من العيش فإن ذلك أسلم لك وقد سمعت أيها البرغوت بعض الوعاظ ينشد هذه الأبيات :
سلكت طريق القناعة والإنفراد ........ قضيت دهري بماذا اتـفـق
بكسرة خبـز وشـربة مـاء ........ وملح جريش وثوب خـلـق
فإن يسر الله لي عـيشـتـي ........ وإلا قنعت بـمـا قـد رزق
فلما سمع البرغوت كلام الفأرة ، قال :
يا أختي قد سمعت وصيتك وانقدت إلى طاعتك ولا قوة لي على مخالفتك إلى أن ينقضي العمر بتلك النية .
فقالت له الفأرة :
كفى بصدق المودة في صلاح النية .
ثم انعقد الود بينهما وكان البرغوت بعد ذلك يأوي إلى فراش التاجر ولا يتحاور بلغته ويأوي بالليل مع الفأرة في مسكنها فاتفق أن التاجر جاء ليلة إلى منزله بدنانير كثيرة فجعل يقلبها ، فلما سمعت الفأرة صوت الدنانير أطلعت رأسها من جحرها وجعلت تنظر إليها حتى وضعها التاجر تحت الوسادة ونام فقالت الفأرة للبرغوت :
أما ترى الفرصة والحظ العظيم ، فهل عندك حيلة إلى بلوغ الغرض من تلك الدنانير ؟
فقال لها البرغوت :
قد التزمت لك بإخراجه من البيت .
ثم انطلق البرغوت إلى فراش التاجر ولدغه لدغة قوية لم يكن جرى للتاجر مثلها ، ثم تنحى البرغوت إلى موضع يأمن فيه على نفسه من التاجر فانتبه التاجر يفتش على البرغوت فلم يجد شيئاً فرقد على جنبه الآخر فلدغه البرغوت لدغة أشد من الأولى فقلق التاجر وفارق وخرج إلى مصطبة داره فنام هناك ولم ينتبه إلى الصباح ثم إن الفأرة أقبلت على الدنانير حتى لم تترك منها شيئاً .
فلما أصبح الصباح صار التاجر يتهم الناس ويظن الظنون .
ثم قال الثعلب للغراب :
واعلم أني لم أقل لك هذا الكلام أيها الغراب البصير العاقل الخبير إلا ليصل إليك جزاء إحسانك إلي كما وصل للفأرة جزاء إحسانها إلى البرغوت فانظر كيف جازاها أحسن المجازاة وكافأها أحسن المكافأة .
فقال الغراب :
إن شاء المحسن يحسن أو لا يحسن وليس الإحسان واجباً لمن التمس صلة بقطيعة وإن أحسنت إليك مع كونك عدوي أكون أتسبب في قطيعة نفسي ، وأنت أيها الثعلب ذو مكر وخداع ومن شيمتك المكر والخديعة لا تؤمن على عهد ولا أمان لك ، وقد بلغني عن قريب أنك غدرت بصاحبك الذئب ومكرت به حتى أهلكته بغدرك وحيلتك وفعلت به هذه الأمور مع أنه من جنسك وقد صحبته مدة مديدة فما أبقيت عليه فكيف أثق منك بنصيحة وإذا كان هذا فعلك مع صاحبك الذي من جنسك فكيف فعلك مع عدوك الذي من غير جنسك ؟ وما مثالك معي إلا مثال الصقر مع ضواري الطير .
فقال الثعلب :
وما حكاية الصقر مع ضواري الطير ؟
فقال الغراب :
زعموا أن صقراً كان
|
|
|