عرض مشاركة واحدة
قديم 16-05-2009, 01:13 PM   #220
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة السابعة والثمانين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن أبا الحسن ودعه ، فقال له علي بن بكار :
يا أخي لا تقطع عني الأخبار .
فقال أبي الحسن :
سمعاً وطاعة .
ثم إن أبا الحسن قام من عنده وأتى إلى دكانه وفتحها فما جلس غير قليل حتى أقبلت إليه الجارية وسلمت فرد عليها السلام ونظر إليها فوجدها خافقة القلب يظهر عليها أثر الكآبة ، فقال لها :
أهلاً وسهلاً كيف حال شمس النهار ؟
فقالت الجارية :
سوف أخبرك بحالها ، كيف حال علي بن بكار ؟
فأخبرها أبو الحسن بجميع ما كان من أمره فتأسفت وتأوهت وتعجبت من ذلك الأمر ثم قالت :
إن حال سيدتي أعجب من ذلك ، لما توجهتم رجعت وقلبي يخفق عليكم وما صدقت بنجاتكم فلما رجعت وجدت سيتي مطروحة في القبة ، لا تتكلم ولا ترد على احد وأمير المؤمنين جالس عند رأسها لا يجد من يخبره بخبرها ولم يعلم ما بها ولم تزل في غشيتها إلى نصف الليل ثم أفاقت ، فقال لها أمير المؤمنين :
ما الذي أصابك يا شمس النهار ؟ وما الذي اعتراك في هذه الليلة ؟
فلما سمعت شمس النهار كلام الخليفة قبلت أقدامه وقالت له :
يا أمير المؤمنين جعلني الله فداءك إنه خامرني خلط ، فأضرم النار في جسدي فوقعت مغشياً علي من شدة ما بي ولا اعلم كيف كان حالي .
فقال لها الخليفة :
ما الذي استعملتيه في نهارك ؟
قالت شمس النهار :
أفطرت على شيء لم آكله قط ثم أظهرت القوة واستدعيت بشيء من الشراب فشربته .
وسألت أمير المؤمنين أن يعود إلى انشراحه فعاد إلى الجلوس في القبة فلما جئت إليها سألتني بما فعلت معكما وأخبرتها بما أنشده علي بن بكار فسكتت ، ثم إن أمير المؤمنين جلس وأمر الجارية بالغناء فأنشدت هذين البيتين :
ولم يصف لي شيء من العيش بعدكم ........ فياليت شعري كيف حالكم بعدي
يحق لدمعي أن يكون مـن الـدمـا ........ إذا كنتم تبكون دمعاً على بعدي
فلما سمعت هذا الشعر وقعت مغشياً عليها .


 

رد مع اقتباس