16-05-2009, 01:14 PM
|
#222
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة التاسعة والثمانين بعد المئة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن أبا الحسن ذهب بالجارية ودخل البيت فلما رآه علي بن بكار فرح به فقال له أبو الحسن :
سبب مجيئي أن فلاناً أرسل إليك جاريته برقعة تتضمن سلامه وذكر فيها أن سبب تأخره عنك عذر حصل له ، والجارية واقفة بالباب فهل تأذن لها بالدخول ؟
فقال علي بن بكار :
أدخلوها .
وأشار له أبو الحسن إنها جارية شمس النهار ففهم الإشارة ، فلما رآها تحرك وفرح وقال لها بالإشارة :
كيف حال السيدة شفاها الله وعافاها ؟
فقالت الجارية :
بخير .
ثم أخرجت الورقة ودفعتها له فأخذها وقبلها وناولها لأبي الحسن فوجد مكتوباً فيها هذه الأبيات :
ينبئك هذا الرسول عن خبـري ........ فاستغن في ذكره عن النظـر
خلقت صباً بحـبـكـم دنـفـاً ........ وطرفه لا يزال بالـسـهـر
أكابد الصبر في البلاء فـمـا ........ قلبي حلق مواقـع الـقـدر
فقر عيناً فلست تبـعـد عـن ........ قلبي ولا يوم غبت عن بصري
وانظر إلى جسمك النحيل وما ........ قد حله واسـتـدل بـالأثـر
وبعد فقد كتبت لك كتاباً بغير بيان وأطلقت لك بغير لسان وجملت شرح حالي أن لي عيناً لا يفارقها السهر وقلباً لا تبرح عنه الفكر فكأنني قط ما عرفت صحة ولا فرحة ولا رأيت منظراً باهياً ولا قطعت عيشاً هنياً ، وكأنني خلقت من الصبابة ولم ألم الوجد والكآبة فعلى السقام مترادف والغرام متضاعف والشوق متكاسر وصوت كما قال الشاعر :
القلب منقبض والفكر منبسـط ........ والعين ساهرة والجسم متعوب
والصبر منفصل والهجر متصل ........ والعقل مختبل والقلب مسلوب
واعلم أن الشكوى لا تطفئ نار البلوى لكنها تتعلل من أعله الإشتياق وأتفله الفراق وغني اتسلى بذكر نفط الوصال وما أحسن قول من قال :
إذا لم يكن في الحب سخط ولا رضا ........ فأين حلاوات الرسائل والكـتـب
قال أبو الحسن :
فلما قرأناها هيجت ألفاظي بلابلي وأصابت معانيها مقاتلي ثم دفعتها إلى الجارية فلما اخذتها قال لها علي بن بكار :
أبلغي سيدتك سلامي وعرفيها بوجدي وغرامي وامتزاج المحبة بلحمي وعظامي واخبريها أنني محتاج إلى من ينقذني من بحر الهلاك وينجيني من هذا الارتباك .
ثم بكى فبكت الجارية لبكائه وودعته وخرجت من عنده وخرج أبو الحسن معها ، ثم ودعها ومضى إلى دكانه .
|
|
|