16-05-2009, 01:52 PM
|
#227
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة الرابعة والتسعين بعد المئة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الجارية قالت للجواهرجي :
إن الرأي ما تراه أنت ، وأنا ذاهبة إلى سيدتي لأخبرها بما ذكرت وأعرض عليها ما قلت .
ثم إن الجارية توجهت إلى سيدتها وعرضت عليها الكلام وعادت إلى منزل الجواهرجي وقالت له :
إن سيدتي رضيت بما قلته .
ثم إن الجارية أخرجت من جيبها كيساً فيه دنانير وقالت له :
إن سيدتي تسلم عليك وتقول لك : خذ هذا واقض لنا ما نحتاج إليه .
فأقسم الجواهرجي أنه لا يصرف شيئاً منه فأخذته الجارية وعادت إلى سيدتها وقالت لها :
إنه ما قبل الدنانير بل دفعها إلي .
وبعد رواح الجارية ذهب الجواهرجي إلى داره الثانية وحول إليها من الآلات والفرش ما يحتاج إليه الحال ونقل إليها أواني الفضة والصيني وهيأ جميع ما يحتاجوا إليه من المآكل والمشرب .
فلما حضرت الجارية ونظرت ما فعله أعجبها وأمرته بإحضار علي بن بكار فقال لها :
ما يحضر به إلا أنت .
فذهبت إليه وأحضرته على أتم حال وقد راقت محاسنه فلما جاء قابله الجواهرجي ورحب به وأجلسه على مرتبة تصلح له ووضع بين يديه شيئاً من المشموم في بعض الأواني الصيني والبلور وصار يتحدث معه ساعة من الزمان ، ثم إن الجارية مضت وغابت إلى بعد صلاة المغرب ثم عادت ومعها شمس النهار ووصيفتان لا غير فلما رأت علي بن بكار ورآها سقطا على الأرض مغشياً عليهما واستمرا ساعة زمنية فلما أفاقا أقبلا على بعضهما ثم جلسا يتحدثان بكلام رقيق وبعد استعملا شيئاً من الطيب ثم إنهما صارا يشكران الجواهرجي على صنيعه معهما ، فقال لهما :
هل لكما في شيء من الطعام ؟
فقالا :
نعم .
فأحضر شيئاً من الطعام فأكلا حتى اكتفيا ثم غسلا أيديهما ثم نقلهما إلى مجلس آخر وأحضر لهما الشراب فشربا وسكرا ومالا على بعضهما ، ثم إن شمس النهار قالت له :
يا سيدي كمل جميلك واحضر لنا عوداً أو شيئاً من آلات الملاهي حتى أننا نكمل حظنا في هذه الساعة .
فقال الجواهرجي :
على رأسي وعيني .
ثم إنه قام وأحضر عوداً فأخذته وأصلحته ثم إنها وضعته في حجرها وضربت عليه جميلاً ثم أنشدت هذين البيتين :
أرقت حتى كأني أعشق الأرقـا ........ وذبت حتى تراءى السقم لي خلقا
وفاض دمعي على خدي فأحرقه ........ يا ليت شعري هل بعد الفراق لقا
ثم إنها أخذت في غناء الأشعار حتى حيرت الأفكار بأصوات مختلفات وإشارات رائقات وكاد المجلس أن يصح من شدة الطرب لما أتت فيه من مغانيها بالعجب ،
ولما استقر بهم الجلوس ودارت بينهم الكؤوس أطربت الجارية بالنغمات وأنشدت هذه الأبيات :
وعد الحبيب بوصله ووفى لـي ........ في ليلة ساعدها بـلـيالـي
يا ليلة سمح الزمان لنا بـهـا ........ في غفلة الواشين والعـذال
بات الحبيب يضمـني بيمينـه ........ فضممته من فرحي بشمالي
عانقته ورشفت خـمرة ريقـه ........ وحظيت بالمعسول والعسال
ثم إن الجواهرجي تركهما في تلك الدار وانصرف إلى دار سكناه وبات فيها إلى الصباح ، ولما أصبح الصبح صلى فرضه وشرب القهوة وجلس يفكر في المسير إليهما في داره الثانية ، فبينما هو جالس إذ دخل عليه جاره وهو مرعوب وقال :
يا أخي ما هان علي الذي جرى لك الليلة في دارك الثانية .
فقال الجواهرجي :
يا أخي وأي شيء جرى في داري ؟
فقال له :
إن اللصوص قد رأوك بالأمس وأنت تنقل حوائجك إلى دارك الثانية فجاؤا إليها ليلاً وأخذوا ما عندك .
وقد حضر الجواهرجي لداره تلك فوجدها خالية من الأثاث ، ولا أثر لعلي بن بكار وشمس النهار ولا لوصيفتيها ، فدهش لذلك وبعد فترة وجيزة جاءه شخص لا يعرفه فقال له :
إذا كنت تريد إعادة أغراضك إليك فسر معي ولا تتكلم بشيء .
فسار معه فأخذه لعند رفاقه الذين قالوا له :
أطلعنا على خبرك ولا تكذب في شيء .
فقال لهم :
اعلموا إن حالي عجيب وأمري غريب فهل عندكم شيء من خبري ؟
فقالوا :
نعم نحن الذين أخذنا أمتعتك في الليلة الماضية وأخذنا صديقك والتي كانت تغني .
فقال لهم :
أسبل الله عليكم ستره ، أين صديقي هو والتي كانت تغني ؟
فأشاروا إليه بأيديهم إلى ناحية وقالوا :
هاهنا ولكن يا أخي ما ظهر على سرهما أحد منا ومن حين أتينا بهما لم نجتمع عليهما ولم نسألهما عن حالهما لما رأينا عليهما من الهيبة والوقار وهذا هو الذي منعنا عن قتلهما فأخبرنا عن حقيقة أمرهما وأنت في أمان على نفسك وعليهما .
فلما سمع الجواهرجي هذا الكلام .
|
|
|