16-05-2009, 01:52 PM
|
#228
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة الخامسة والتسعين بعد المئة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الجواهرجي لما سمع هذا الكلام كاد يهلك من الخوف والفزع وقال لهم :
اعلموا أن المروءة إذا ضاعت لا توجد إلا عندكم وإذا كان عندي سر أخاف إفشاءه فلا يخفيه إلا صدوركم .
وصار يبالغ في هذا المعنى ، ثم إنه وجد المبادرة لهم بالحديث أنفع من كتمانه ، فأخبرهم بجميع ما وقع له حتى انتهى آخر الحديث ، فلما سمعوا حكايته قالوا :
وهل هذا الفتى علي بن بكار وهذه شمس النهار ؟
فقال لهم :
نعم .
فذهبوا إليهما واعتذروا لهما ثم قالوا :
إن الذي أخذناه من دارك ذهب بعضه وهذا ما بقي منه .
ثم ردوا إليه أكثر الأمتعة والتزموا أنهم يعيدوها إلى محلها في داره ويردون إليه الباقي .
هذا ما كان من أمره .
وأما ما كان من أمر علي بن بكار وشمس النهار فإنهما قد أشرفا على الهلاك من الخوف ، ثم تقدم الجواهرجي إلى علي بن بكار وشمس النهار وسلم عليهما وقال لهما :
يا ترى ما جرى للجارية والوصيفتين وأين ذهبتا ؟
فقالا :
لا علم لنا بهن .
ولم يزالوا سائرين إلى أن انتهوا إلى المكان الذي فيه الزورق فطلعوا فيه وإذا هو الزورق الذي عدا بهم بالأمس فقذف بهم الملاح حتى أوصلهم إلى البر الثاني فأنزلوهم فما استقر بهم الجلوس على جانب البر حتى جاءت خيالة وأحاطوا بهم من كل جانب فوثب الذين معهم عاجلاً كالعقبان فرجع لهم الزورق فنزلوا فيه وسار بهم في البحر وبقي الجواهرجي وعلي بن بكار وشمس النهار على شاطيء البحر لا يستطيعوا حركة ولا سكوناً فقال لهم الخيالة :
من أين انتم ؟
فتحيروا في الجواب .
فقال الجواهرجي لهم :
إن الذين رأيتموهم لا نعرفهم وإنما رأيناهم هنا وأما نحن فمغنون .
فأرادوا أخذهم ليغنوا لهم فما تخلوا منهم إلا بالحيلة ولين الكلام فأفرجوا عنهم في هذه الساعة وقد كان منهم ما رأيتم من أمرهم فنظر الخيالة إلى شمس النهار وإلى علي بن بكار ثم قالوا للجواهرجي :
لست صادقاً فأخبرنا من أنتم ومن أين أتيتم وما موضعكم وفي أي الحارات انتم ساكنون ؟
فلم يدر الجواهرجي ماذا يقول ، فوثبت شمس النهار وتقدمت إلى مقدم الخيالة وتحدثت معه سراً فنزل من فوق جواده واركبها عليه وأخذ بزمامها وصار يقودها وكذلك فعل بعلي بن بكار وبالجواهرجي أيضاً .
ثم إن مقدم الخيالة لم يزل سائراً بهم إلى موضع على جانب البحر وصاح بالرطانة فأقبل له جماعة من البرية فأطلعهم المقدم في زورق وأطلع أصحابه في زورق آخر فقذفوا بهم إلى أن انتهوا إلى دار الخلافة وهم يكابدوا الموت من شدة الخوف فدخلت شمس النهار وأما الجواهرجي وعلى بن بكار فرجعوا ولم يزالوا سائرين إلى أن انتهوا إلى المحل الذي يتوصلوا منه إلى موضعهم فنزلوا على البر ومشوا ومعهم جماعة من خيالة يؤانسونهم إلى أن دخلوا الدار ، وحين دخلوها ودعوا من كان معهم من الخيالة ومضوا في حال سبيلهم ، وأما على بن بكار والجواهرجي فقد دخلوا مكانهم وهم لا يقدروا أن يتحركوا من مكانهم ولا يدروا الصباح من المساء ، ولم يزالوا على هذه الحالة إلى أن أصبح الصباح .
فلما جاء آخر النهار سقط علي بن بكار مغشياً عليه وبكت عليه النساء والرجال وهو مطروح لم يتحرك فجاء للجواهرجي بعض أهله وقالوا :
حدثنا بما جرى لولدنا وأخبرنا بسبب الحال الذي هو فيه ؟
فقال الجواهرجي :
يا قوم اسمعوا كلامي
|
|
|