16-05-2009, 01:59 PM
|
#235
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة السادسة بعد المئتين
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الملك شهرمان قبل رأي الوزير في ذلك اليوم ونام تلك الليلة وهو مشتغل القلب على ولده لأنه كان يحبه محبة عظيمة حيث لم يكن له سواه ، وكان الملك شهرمان كل ليلة لا يأتيه نوم حتى يجعل ذراعه تحت رقبة قمر الزمان وينام ، فبات الملك الليلة وهو متشوش الخاطر من أجله وصار يتقلب من جنب إلى جنب كأنه نائم على جمر اللظى ولحقه الوسواس ولم يأخذه نوم في تلك الليلة بطولها وذرغت عيناه بالدموع وأنشد قول الشاعر :
لقد طال ليلي والوشاة هجـوع ........ وناهيك قلباً بالفـراق مـروع
أقول وليلي زاد بالهم طـولـه ........ أما لك يا ضوء الصباح رجوع
وقال آخر :
لما رأيت النجم سـاه طـرفـه ........ والقلب قد ألقى عليه سباتـا
وبنات نعش في الحداد سوافرا ........ أيقنت أن صباحه قد مـاتـا
هذا ما كان من أمر الملك شهرمان .
وأما ما كان من أمر قمر الزمان فإنه لما قدم عليه الليل قدم له الخادم الفانوس وأوقدوا له شمعة وجعلها في شمعدان وقدم له شيئاً من المأكل فأكل قليلاً وصار يعاتب نفسه حيث أساء الأدب في حق أبيه الملك شهرمان وقال في نفسه :
ألم تعلم أن ابن آدم رهين لسانه وأن لسان الآدمي هو الذي يوقعه في المهالك ?
ولم يزل يعاتب نفسه ويلومها حتى غلبت عليه الدموع واحترق قلبه المصدوع وندم على ما خرج من لسانه في حق الملك غاية الندم وأنشد هذين البيتين :
يموت الفتى من عثرة في لسانه ........ وليس يموت المرء من عثرة الرجل
فعثرته من فيه تقضي بحتـفـه ........ وعثرته بالرجل تبرأ على مـهـل
ثم إن قمر الزمان لما فرغ من الأكل والشرب طلب أن يغسل يديه فغسل من الطعام وتوضأ وصلى المغرب والعشاء وجلس .
|
|
|