16-05-2009, 02:44 PM
|
#243
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة الرابعة عشر بعد المئتين
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن دهنشاً قال :
أنشدتيني فيمن تعشقينه هذا الشعر الرقيق مع أن بالك مشغول به ولكن أنا أبذل الجهد في إنشاد الشعر على قدر فكرتي .
ثم إن دهنشاً قام إلى معشوقته بدور وقبلها بين عينيها ونظر إلى العفريتة ميمونة وإلى معشوقته بدور وجعل ينشد هذه القصيدة وهو بلا شعور :
أفوت معاهدهم بـشـط الـوادي ........ فبقيت مقتولاً بـوسـط الـوادي
وسكرت من خمر الغرام ورقصت ........ عيني الدموع على غناء الحـادي
أسعى لأسعد بالوصال وحـق لي ........ إن السعادة في بدور سـعـاد
لم أدر أي مـن الثـلاثة أشتكـي ........ ولقد عددت فأصغ لـلأعـداد
من لحظها السـياف أم من قـدها ........ الرماح أم صدغهـا الـزراد
قالت وقد فتـشت عنها كل مـن ........ لاقيته من حـاضـر وبـادي
أنا في فؤادك فارم طرفك نـحوه ........ ترني فقلت لها وأين فـؤادي
فلما فرغ من شعره قالت العفريتة :
أحسنت يا دهنش ولكن أي هذين الاثنين أحسن ?
فقال لها دهنش :
محبوبتي بدور أحسن من محبوبك .
فقالت له ميمونة :
كذبت يا ملعون بل معشوقي أحسن من معشوقتك .
ثم إنهما لم يزالا يعارضان بعضهما في الكلام حتى صرخت ميمونة على دهنش وأرادت أن تبطش به فذل لها ورفق في كلامه وقال لها :
لا يصعب عليك الحق فابطلي قولك وقولي فإن كلانا يشهد لمعشوقه أنه أحسن فنعرض عن كلام كل واحد منا ونطلب من يفصل الحكم بيننا بالإنصاف ونعتمد على قوله .
فقالت له ميمونة :
وهو كذلك .
ثم ضربت الأرض برجلها فطلع لها من الأرض عفريت أعور أجرب وعيناه مشقوقتان في وجهه بالطول وفي رأسه سبعة قرون وله أربع ذوائب من الشعر مسترسلة إلى الأرض ويداه مثل يدي القطرب له أظفار كأظفار الأسد ورجلان كرجلي الفيل وحوافر كحوافر الحمار فلما طلع ذلك العفريت ورأى ميمونة قبل الأرض بين يديها وتكتف وقال لها :
ما حاجتك يا سيدتي يا بنت الملك ?
فقالت له ميمونة :
يا قشقش إني أريد أن تحكم بيني وبين هذا الملعون دهنش .
ثم إنها أخبرته بالقصة من أولها إلى آخرها فعندها نظر العفريت قشقش إلى وجه ذلك الصبي ووجه تلك الصبية فرآهما متعانقين وهما نائمان ومعصم كل منهما تحت عنق الأخر وهما في الحسن والجمال متشابهان وفي الملاحة متساويان فنظر وتعجب المارد قشقش من حسنهما وجمالهما والتفت إلى ميمونة ودهنش بعد أن أطال إلى الصبي والصبية الإلتفات وأنشد هذه الأبيات :
زر من تحب ودع مقالة حـاسـد ........ ليس الحسود على الهوى بمساعد
لم يخلق الرحمن أحسن منـظـراً ........ من عاشقين على فـراش واحـد
متعانقين عليهما حلـل الـرضـا ........ متوسدين بمعصـم وبـسـاعـد
وإذا صفا لك من زمانـك واحـد ........ فهو المراد وعش بذاك الواحـد
وإذا تألفت القلوب على الـهـوى ........ فالناس تضرب في حـديد بـارد
يا من يلوم على الهوى أهل الهوى ........ هل يستطاع صلاح قلب فاسـد
يا رب يا رحمن تحسن ختمـنـا ........ قبل الممات ولـو بـيوم واحـد
ثم إن العفريت قشقش التفت إلى ميمونة وإلى دهنش وقال لهما :
والله ما فيهما أحد أحسن من الآخر ولا دون الآخر بل هما أشبه الناس ببعضهما في الحسن والجمال والبهجة والكمال ، ولا يفرق بينهما إلا بالتذكير والتأنيث وعندي حكم أخر وهو أن ننبه كل واحد منهما من غير علم الأخر ، وكل من التهب على رفيقه فهو دونه في الحسن والجمال .
فقالت ميمونة :
نعم هذا الرأي الذي قلته فأنا رضيته وقال دهنش وأنا رضيته .
فعند ذلك انقلب دهنش في صورة برغوث ولدغ قمر الزمان .
|
|
|