30-10-2002, 04:40 AM
|
#1
|
عضو جديد
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2886
|
تاريخ التسجيل : 10 2002
|
أخر زيارة : 07-12-2002 (10:32 PM)
|
المشاركات :
6 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
لماذا يخاف الإنسان من الظلام؟ تفسير عجيب وغريب
لماذا يخشى الإنسان الظلام؟
لماذا يخاف الأماكن المظلمة؟
هل سألت نفسك؟
وأعني بـ " الظلام" تلك الحالة الفيزيائية لانعدام النور أو خفته ... ليس الظلام المعنوي ... ولا كاتب السطور ...
سيرفع بعضكم عقيرته بالصياح يقولون: نحن لا نخاف من الظلمة !
تغلبك على ذاك الخوف لا يعني انعدامه الآن أو أنه لم يكن موجودا أصلا .... موضوعنا يبحث عن سبب وجود هذا الخوف في صورته الفطرية ... عن أصل هذا الخوف الذي تغلب عليه بعضكم بعدما " استرجل" (أو استجهل حقيقة) ... عن السبب ... الذي جعلنا نصف من يخوض غياهب الظلماء بـ " شجاع " ...
لا تتوقع إجابة مُتوقعّة ... فأنت تقرأ لداركنس !
لكني سأستعرض المتوقع ... لأوقعه على رأسه ...
لماذا يخاف الإنسان الظلام؟
سيقول قائل ( " قائل" هذا , على خطأ دائما , ما عمره قال شي صح , لا في مواضيعي ولا كتابات غيري ...
سيقول: بسيطة ...
انعدام النور ( الظلام ) تعطيل لحاسة البصر ... ومتى تعطلت حاسة أصاب الإنسان جهل بدرجة معينة ... والإنسان بطبعه يؤثر الإدراك على الجهل ... ويخشى المجهول ... يخشى ما يتربص به أثناء حالة الجهل تلك ... إنسانا كان أم شيطانا ... جمادا أم حيوانا ...
أريدك أن تسأل نفسك – عزيزي القارئ - : ألهذا تخشى الظلام؟
إن أجبت بـ" نعم " ... قلت لك : " كذاب " !!
و " كذاب" هذه صفعت بها وجهي من قبل أثناء تقليبي للفكرة ... فلا تحزن ...
الربط بين تعطيل حاسة البصر والخوف من الظلمة ... ربط يخالف منطق السبب والمسبب ... صحيح أنه " ملائم" convenient ... لكنه لا يصح ...
لو لاحظت ... ليس كلما حجب إدراكك أصابك خوف ... و ليس كلما تعطل بصرك أعترتك رعدة ... بل تكون في أقصى حالات الإطمئنان ... النوم مثلا ... تغمض جفنك لتنام ... لماذا؟ ... كي تحجب عين عينيك الضوء ... فترتاحان ... تخلق طبقة رقيقة من الظلمة بين الجفن والعين لتعطل حاسة بصرك ... لو نظرت من هذه الزاوية وتأملت... لا فرق بين إغماض جفن والقبوع في كهف مظلم ( من ناحية البصر والإدراك) ... لكنك آمن مطمئن مرتاح في الأولى ... وفي الثانية تكاد تبلل سراويلك من الخوف ( أو تبلل إزارك – للإخوة الإماراتيين )
قد يكون هذا كافيا لدحض قول " قائل" ( خيبه الله )
لكن لا بأس من إيراد الحالة ... بل التجربة التالية ...
أمامكم الطفل "محمد" ذو الست سنوات ... مصاب بخوف مرضي من الظلام والأماكن المظلمة ... دارك فوبيا ( أو شي زي كذا ) ... لا يستطيع النوم إلا والمصباح مضاء ... بل إنه يصاب بحالة هستيرية من الرعب لو مزحت معه واطفأت المصباح ... وكذا مرة استيقظ ليجد نفسه وسط الظلمة فبلل الفراش ( واحد تلقف وطفى النور عندما تأكد من نومه ) .... خوفه هذا لم يتوقف عند ظلمة الغرف والدور ... بل امتد ليشمل مفهوم الليل... فما أن يحل ... إلا وتجده متعلقا بأستار أمه يتضرع ويستغيث يلاحقها من مكان لآخر ... باختصار: هالولد خواف جبان رعديد أمام الظلام...
لو أنك ربطت عينيه برباط وسط غرفة مضاءة ... تلعب معه غميمة مثلا ... فلن تجد منه تأثرا أو خوفا ... لكن ... لو سحبته والرباط على عينه إلى غرفة مظلمة وأعلمته بذلك ... أو حتى قلت له ( كذبا) أنك أطفأت النور ... سيصرخ ...
( ستقول كيف تأكدت أنه سيصرخ ويخاف... وأرد: أنا عارف هالولد وخابره ... كان ومازال فأر تجارب واختبار للعديد من أفكاري )
هنا نجد أن خوف الإنسان من الظلام لا شأن له بحاسة الإبصار من قريب ولا بعيد ... إنما ينبع من معرفة الإنسان ( أو شكه ) بأن الظلام يحيط به من كل جانب ... خصوصا إذا حُصر مع هذا الظلام ...
سنعود للنقطة السابقة ... بعد قليل ...
لكن الآن ... سننتقل للشق الآخر من الفكرة ( عاد غروري يحب الفشخرة ووده أن يسميها " نظرية" ... بس بعطيه أشكل )
الإنسان يكبت الكثير ... الكثير من أفكاره ... نزواته ... شهواته ووساوسه ... يحبسها داخلا ويمنعها عن الظهور ... فقط ليسلم من انتقاد المجتمع ... ليكون " طبيعيا" ( مع تحفظي على هذه الكلمة )
هذه المشاعر والأفكار المكبوتة ... لا يحبسها الإنسان عن الظهور أمام الآخرين فقط ... بل يحبسها أيضا عن نفسه هو ... فلا يمارسها أو يفكر بها حتى في السر ... ينفي انتمائها إليه ... بل يحاول نفي وجودها من الأساس... نسيانها ... قهرها وإذلالها ...
تتنوع هذه المكبوتات ما بين وساوس عقائدية ... وشهوة جنسية غريبة... واتجاه أخلاقي معاكس...... وأفكار ونظريات وعواطف من عنصرية إلى أيدولوجية ... نوازع ودوافع من سادية ووحشية وغيرها... إلخ ...
يجمعها ... الشذوذ أو الغرابة ومخالفة وجهة النظر العامة من مجتمع وثقافة ...
لكن كونها غريبة لا يعني أبدا أن تلك الأفكار أو المشاعر شريرة أو إثمية حقيقة ... فقد تكون أنبلها وأرقاها وأصدقها ... فليس كل ما شذ مستهجن ...ويكفيك مثلا أن الصالحين المستقيمين الأطهار كانوا شواذا بين ظهراني سدوم وعمورية ...
على أي حال ... بغض النظر عن خيرية تلك المشاعر أو شريرتها ... ستظل توصم بالشر لأنها في حكم الغريب ... مع أن وصفها بالشر لا ينتقص من كينونتها و " حقيتها – صفة من الحق" ( وهذي النقطة بناقشها في موضوع ثاني إن شاء الله) ...وحتى الآن محدثكم يجهل سبب محاولة نفي الشاذ من الأفكار وكبت تلك المشاعر في النفس ( إن بدا لك ما سبق ضبابيا – فمعك حق ... فحتى أنا مب فاهم ... لكن فهم ما سبق ليس ضروريا لفهم فكرة الموضوع )
لكننا نعلم تماما من هو القائم على قهر وكبت تلك المشاعر والأفكار ... هي حزمة نفسية أو " شخصية" تسمى بـ " الأنا العليا " ... طبعا المقام والوقت لا يسمح بشرح ما بحثت عنها ووجدته تفصيلا ... لكن باختصار ... تقوم هذه الأنا العليا بوظيفة الرقابة على تصرفات الإنسان بما تمتلكه من قيم ومبادئ اكتسبتها من المجتمع والوسط المحيط ... أي أنها لا تضمن حكما صادقا على الخير والشر ... بل تضمن لك ألا تشذ عن " المألوف " ...
ستعرفها بذلك الصوت الخفي داخلك... يلومك على كل صغيرة وكبيرة ويسألك ما لاتطيقه... تسمعها تسألك معنفة: " ليش ما سويت كذا؟ " ... وتنصحك: " خلك رجال زي الناس" ... وتزجرك: " استح على وجهك لا تفكر كذا- عيب" ... بل وتشتم وتسب: " مالت عليك وعلى وجهك هذي خواطر تكتبها؟" ...
يعني ماوراها إلا الصجة واللجة ووجع الراس ... ومسماة كذبا وزورا بـ " الضمير الحي" ...
مع كل هذه القوة والجبروت الذي تمتلكه " الأنا العليا" لدرجة قدرتها على كبح جماح مشاعر وأفكار أصلية في الإنسان بل ونفيها (إذ تحجبها عن العقل الواعي وتنفيها إلى ما يسمى بالعقل الباطن) ... ومع كل هذه القداسة المحاطة بها كـ " ضمير مستنير" ... سيتكشف لك غبائها المحض وسذاجتها الفجة ... عند مسألة: الخوف من الظلام ... وستسقط من عينك وتصير " أنا سفلى في أسفل سافلين" ...
مادخل الـ " أنا العليا" ورهاب الظلام؟
أنا أقول لك ما توصلت إليه ...
وهي فكرة ... بل نظرية ( هه ياغروري .. استانست الحين؟ ) واكتشاف من نتاج التسريح في الصلاة والسباهة في محاضرات الهندسة الغثيثة ... ثم من كثرة النوم ... أنعم بهكذا أجواء وأكرم ... ولا تتوقع منها إلا كل خير !!
جمع مخك وركز ... لما أنزل أجيب لي بيالة شاهي وراجع لك ...
بااااااك ...
بسم الله نبدأ ...
ما شأن النفس والخوف من الظلام؟
يجب أن تعلم أنه مهما تقدم ذكاؤك ونبغت عقليتك ... ستظل "نفسك" ( وأعني النفس الإنسانية ذات المشاعر – ليس " أنت" ) تفكر بعقل طفل يكره الحليب ويشتاق لحضن ماما ويتلذذ بالشخبطة على الجدران وملاحقة الحشرات متعجبا من خلقتها ...
تفكير النفس لا يخضع لمنطق الرياضيات والفيزياء ... بل لمنطق ( أحس كذا ) .... لكن إيمانها بمعتقداتها الناتجة عن "إحساس" هو أشد تأصلا من إيمان العقل بمنطقه ... هذي حطها حلقة في ودانك ...
قلنا أن النفس تكبح بعض الأفكار والمشاعر وتمنعها عن الظهور إلى مستوى الوعي والإدراك ... لكن "طفلية" هذه النفس و"بدائية" تفكيرها يجعلها تعتقد بأن مكان وجود ما يخيفها من أفكار ومشاعر هو ( داخل الجسد )...
لماذا داخل الجسد تحديدا؟ .
هي تعلم بوجودها ... لولا ذاك الوجود لما تكلفت كبحها وكبتها ... لكنها تلاحظ أن من نتائج الكبت هو عدم وجود المشاعر "خارجا" ... عدم ممارستها بالجوارح ... عدم التفكير بها على مستوى العقل ... إذن هي غير موجودة في العالم الخارجي ... لكنها موجودة حتما ... إذن هي في الداخل ... داخل الجسد ...
هذي واحد ...
يثنِّيها ... معرفة النفس بظلمة ما داخل الجسد ... أو إحساسها به ....
أفسر لك ...
إدراك النور والظلام هو أحد المعلومات الأولية للطفل ... يعرف أن المصدر يأتي منه نور... ويعرف أن الحاجز يصنع الظلمة والظل ... لذلك فهو يعلم ( أو يحس ) بطريقة أو بأخرى بأن داخل جسده ظلام في ظلام ... هي معرفة غريزية لا تحتاج إلى تجربة أو شق للبطن مثلا... ويعلم أن الضياء ليس إلا قشرة رقيقة على البشرة ... بها يرى نفسه ... ويراه الآخرون ... وهذا الإدراك يستبق حالة الخوف من الظلام ... ( هناك حالة يرفض فيها الطفل حقيقة الظلمة الداخلية ويبحث عما يؤكد رفضه ,, لذلك تراه يحاول تجميع الضوء في كأس ورقي مثلا ليثبت أمام نفسه أن جسده أيضا يجمع الضوء داخلا )
الآن ... لنراجع نقطة واحد ونقطة اثنين من تلك المعتقدات الطفلية ...
1) تعتقد النفس ممثلة بالأنا العليا أن ما تكبته وتنفيه من مشاعر وأفكار شاذة ( مخيفة) يكون مكانها في أعماق الجسد ... داخله ...
2) تدرك النفس وتعرف بأن أحشائها وما يسبح داخلها ظلام في ظلام ...
هذه المساواة بين ( مكان ) الأفكار المخيفة و (مكان ) الظلام أدت إلى إسقاط نفسي ... إذ تمت المساواة بين الإثنين ( الأفكار والظلام)
فبما أنهم يسكنان نفس المكان ... إذن هما نفس الشيء ... هكذا تفكر النفس ( أو " تحس" )
فكان الظلام هو الأفكار المخيفة الشريرة المكبوتة التي تتجنبها الأنا العليا وترفض الإعتراف بها ...
وكانت تلك الأفكار المكبوتة هي الظلام ...
وطلعت لنا النفس باكتشافها العبقري تناقز وتركض وهي تصفق فرحة وتقول: " الظلام = الأفكار والمشاعر المكبوتة "
يفسر لنا هذا كره "النفس" للظلام وتجنبها له ...
يتبع ... بقية الموضوع تجدونه في الرد الأول ( هاها ها ... تحسب نفسك خلصت؟)
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة TheDarkness ; 30-10-2002 الساعة 04:51 AM
|