عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-2009, 06:51 PM   #253
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الرابعة والعشرين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن قمر الزمان أفاض العبرات وأنشد هذه الأبيات :
خذوا حذركم من طرفها فهو ساحر ........ وليس بناج من رمته المـحـاجـر
ولا تخدعوا من رقة في كلامـهـا ........ فإن الحميا للعـقـول تـخـامـر
منعمه لولا مـس الـورد خـدهـا ........ بكت وبدت من مقلتيها الـبـواتـر
فلو في الكرى مر النسيم بأرضهـا ........ سرى وبدا من أرضها وهو عواطر
فلما فرغ قمر الزمان من شعره قال الوزير للملك :
يا ملك الزمان إلى متى أنت محجوب عن العسكر عند ولدك قمر الزمان فربما يفسد عليك نظام المملكة بسبب بعدك عن أرباب دولتك ، والعاقل إذا ألمت بجسمه أمراض مختلفة يجب أن يبدأ بمداواة أعظمها ، والرأي عندي أن تنقل ولدك فيه وتجعل للموكب والديوان في كل جمعة يومين الخميس والاثنين فيدخل عليك الأمراء والحجاب والنواب وأرباب الدولة وأصحاب الصولة وبقية العساكر والرعية ويعرضون عليك أحوالهم فاقض حوائجهم واحكم بينهم وخذ مطلبهم وأمر وانهي بينهم ، وبقية الجمعة تكون عند ولدك قمر الزمان ولا تزال على تلك الحالة حتى يفرج الله عنك وعنه ، ولا تأمن أيها الملك من نوائب الزمان وطوارق الحدثان فإنه العاقل دائماً محاذر وما أحسن قول الشاعر :
حسنت ظنك بالأيام إذ حـسـنـت ........ ولم نخف سوء ما يأتي به القـدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بها وعند ........ وعند صفو الليالي يحدث الكـدر
يا معشر الناس من كان الزمان له ........ مساعد فليكن من رأيه الـحـذر
فلما سمع السلطان من الوزير هذا الكلام رآه صواباً ونصيحة في مصلحته فأثر عنده وخاف أن ينفسد عليه نظام الملك فنهض من وقته وساعته وأمر بتحويل ولده من ذلك المكان إلى القصر الذي في السرايا المطل على البحر ويمشون إليه على ممشاة في وسط البحر عرضها عشرون ذراعاً وبدائر القصر شبابيك مطلة على البحر وأرض ذلك القصر مفروشة بالرخام الملون وسقفه مدهون بأفخر الدهان من سائر الألوان ومنقوش بالذهب واللازورد ففرشوا لقمر الزمان فيه البسط الحرير وألبسوا حيطانه الديباج وأرخوا عليه الستائر المكللة بالجواهر ودخل فيه قمر الزمان وصار من شدة العشق كثير السهر ، فاشتغل خاطره واصفر لونه وانتحل جسمه ، وجلس والده عند رأسه وحزن عليه .
وصار الملك كل يوم اثنين وخميس يأذن في أن يدخل عليه من شاء الدخول الأمراء والوزراء والحجاب والنواب وأرباب الدولة وسائر العساكر والرعية في ذلك القصر فيدخلون عليه ويؤدون وظائف الخدمة ويقيمون عنده إلى آخر النهار ثم ينصرفون بعد ذلك إلى حال سبيلهم وبعد ذلك يدخل الملك عند ولده قمر الزمان في ذلك المكان ولا يفارقه ليلاً ولا نهاراً ، ولم يزل على تلك الحالة مدة أيام وليال من الزمان .
هذا ما كان من أمر قمر الزمان ابن الملك شهرمان .
وأما ما كان من أمر الملكة بدور بنت الملك الغيور صاحب الجزائر والسبعة قصور فإن الجن لما حملوها وأناموها في فراشها لم يبق من الليل إلا ثلاث ساعات ، ثم طلع الفجر فاستيقظت من منامها .


 

رد مع اقتباس