عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-2009, 06:53 PM   #255
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة السادسة والعشرين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن بدور قالت :
يا أخي اسمع قصتي وذلك أنني تيقظت من منامي ليلة في الثلث الأخير من الليل وجلست فرأيت بجانبي شاباً أحسن ما يكون من الشبان يكل عن وصفه اللسان كأنه غصن بان أو قضيب خيزران فظننت أن أبي هو الذي أمره بهذا الأمر ليمتحنني به لأنه راودني عن الزواج لما خطبني منه الملوك فأبيت فهذا الظن هو الذي منعني من أن أنبهه وخشيت إني إذا عانقته ربما يخبر أبي بذلك فلما أصبحت رأيت بيدي خاتمه عوضاً عن خاتمي .
فهذه حكايتي وأنا يا أخي قد تعلق قلبي به من حين رؤيته ومن كثرة عشقي والغرام لم أذق طعم المنام وما لي شغل غير بكائي بالدموع وإنشاد الأشعار بالليل والنهار .
ثم أفضت العبرات وأنشدت هذه الأبيات :
أبعد الحب لـذاتـي تـطـيب ........ وذاك الظبي مرتعه القـلـوب
دم العشاق أهون مـا عـلـيه ........ وفيه مهجة الظـنـى تـذوب
أغار عليه من نظري وفكـري ........ فمن بعضي على بعضي رقيب
راجفان له ترمـي سـهـامـاً ........ فواتك في القلوب لنا تصـيب
فهل لي أن أراه قبل مـوتـي ........ إذا ما كان في الدنيا نـصـيب
وأكتم السـر فـينـيم دمـعي ........ بما عندي ويعلمـه الـرقـيب
قريب وصلـه مـنـي بعـيد ........ بعـيد ذكـره مـنـي قـريب
ثم إن الملكة بدور قالت لمرزوان :
انظر يا أخي ما الذي تعمل معي في الذي اعتراني .
فأطرق مرزوان رأسه إلى الأرض ساعة وهو يتعجب وما يدري ما يفعل ثم رفع رأسه وقال لها :
جميع ما جرى لك صحيح وإن حكاية هذا الشاب أعيت فكري ولكن أدور جميع البلاد وأفتش على دوائك لعل الله يجعله على يدي فاصبري ولا تقلقي .
ثم إن مرزوان ودعها ودعا لها بالثبات وخرج من عندها ثم إن مرزوان تمشى إلى بيت والدته فنام تلك الليلة ولما أصبح الصباح تجهز للسفر فسافر ولم يزل مسافراً من مدينة إلى مدينة ومن جزيرة إلى جزيرة مدة شهر كامل ثم دخل مدينة يقال لها الطيرب واستنشق الأخبار من الناس لعله يجد دواء للملكة بدور وكان كلما يدخل في مدينة أو يمر بها يسمع أن الملكة بدور بنت الملك الغيور قد حصل لها جنون ولم يزل يستنشق الأخبار حتى وصل إلى مدينة الطيرب فسمع إن قمر الزمان ابن الملك شهرمان مريض وأنه اعتراه وسواس وجنون .
فلما سمع مرزوان بخبره سأل بعض أهالي تلك المدينة عن بلاده ومحل تخته فقالوا له جزائر خالدات وبيننا وبينها مسيرة شهر كامل في البحر وأما في البر فستة أشهر ، فنزل مرزوان في مركب إلى جزائر خالدات وكانت مركب مجهزة للسفر وطاب لها الريح مدة شهر فبانت لهم المدينة ولما أشرفوا عليها ولم يبق لهم إلا الوصول إلى الساحل خرجت عليهم ريح عاصف فرمى الراية ووقعت القلوع في البحر وانقلب المركب بجميع ما فيه .


 

رد مع اقتباس