18-05-2009, 06:58 PM
|
#262
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة الثالثة والثلاثين بعد المئتين
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن قمر الزمان ومرزوان لما استقلا البر سارا أول يوم إلى المساء ثم نزلا وأكلا وشربا وأطعما دوابهما واستراحا ساعة ثم ركبا وما زالا سائرين مدة ثلاثة أيام وفي رابع يوم بان لهما مكان متسع فيه غاب فنزلا فيه ثم أخذ مرزوان جملاً وفرساً وذبحهما وقطع لحمهما قطعاً ونحر عظمهما وأخذ من قمر الزمان قميصه وسرواله وقطعهما ولونهما بدم الفرس وأخذ ملوطة قمر الزمان ومزقها ولوثها بالدم ورماها في مفرق الطريق ثم أكلا وشربا وسافرا فسأله قمر الزمان عما فعله فقال مرزوان :
اعلم أن والدك الملك شهرمان إذا غبت عنه ليلة ولم تحضر ثاني ليلة يركب ويسافر في أثرنا إلى أن يصل إلى هذا الدم الذي فعلته ويرى قماشك مقطعاً وعليه الدم فيظن في نفسه أنه جرى لك شيء من قطاع الطريق أو وحش البر فينقطع رجاؤه منك ويرجع إلى المدينة ونبلغ بهذه الحيلة ما نريد .
فقال قمر الزمان :
نعم ما فعلت .
ثم سارا أياماً وليالي وكل ذلك وقمر الزمان باكي العين إلى أن استبشر بقرب الديار أنشد هذه الأشعار :
أتجفو محباً مـا سـلا عـنـك سـاعة ...... وتزهد فيه بعد ما كـنـت راغـبا
حرمت الرضا إن كنت خنتك في الهوى ...... وعوقبت بالهجران إن كنـت كاذبا
وما كان لي ذنب فاستوجب الجـفـا ...... وإن كان لي ذنب فقد جـئت تـائبا
ومن عـجـب الأيام أنـك هاجـري ...... وما زالت الأيام تبـدي الـعـجائبا
فلما فرغ قمر الزمان من شعره بانت له جزائر الملك الغيور ففرح قمر الزمان فرحاً شديداً وشكر مرزوان على فعله .
|
|
|