18-05-2009, 07:12 PM
|
#266
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة السابعة والثلاثين بعد المئتين
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن قمر الزمان لما وضع الخاتم في الورقة ناولها للخادم فأخذها ودخل بها إلى الملكة بدور فأخذتها من يد الخادم وفتحتها فوجدت خاتمها بعينه ثم قرأت الورقة ، فلما عرفت المقصود علمت أن معشوقها قمر الزمان وأنه هو الواقف خلف الستارة فطار عقلها من الفرح واتسع صدرها وانشرح ، ومن فرط المسرات أنشدن هذه الأبيات :
ولقد ندمت على تفرق شملنـا ........ دهرأ وفاض الدمع من أجفاني
ونذرت إن عاد الزمان يلمـنا ........ لا عدت أذكر فرقة بلسـانـي
هجم السرور علي حتـى أنـه ........ من فرط ما سرني أبكـانـي
يا عين صار الدمـع سـجـية ........ تبكين في فرح وفي أحـزان
فلما فرغت الملكة بدور من شعرها قامت من وقتها وصلبت رجليها في الحائط واتكأت بقوتها على الغل الحديد فقطعته من رقبتها وقطعت السلاسل وخرجت من خلف الستارة ورمت روحها على قمر الزمان وقبلته في فمه مثل زق الحمام وعانقته من شدة ما بها من الغرام وقالت له :
يا سيدي هل هذا يقظة أو منام وقد من الله علينا بجمع شملنا .
ثم حمدت الله وشكرته على جمع شملها بعد اليأس ، فلما رآها الخادم على تلك الحالة ذهب يجري حتى وصل إلى الملك الغيور فقبل الأرض بين يديه وقال له : يا مولاي اعلم أن هذا المنجم أعلم المنجمين كلهم فإنه داوى ابنتك وهو واقف خلف الستارة ولم يدخل عليها .
فقال الملك للخادم :
أصحيح هذا الخبر ?
فقال الخادم :
يا سيدي قم وانظر كيف قطعت السلاسل وخرجت للمنجم تقبله وتعانقه .
فعند ذلك قام الملك الغيور ودخل على ابنته فلما رأته نهضت قائمة وغطت رأسها وأنشدت هذين البيتين :
لا أحب السواك من أجل أني ........ إن ذكرت السواك قلت سواكا
وأحب الأراك من أجل أنـي ........ إن ذكرت الأراك قـلت أراك
ففرح أبوها بسلامتها وقبلها بين عينيها لأنه كان يحبها محبة عظيمة ، وأقبل الملك الغيور على قمر الزمان وسأله عن حاله وقال له :
من أي البلاد أنت ?
فأخبره قمر الزمان بشأنه وأعلمه أن والده الملك شهرمان ، ثم إن قمر الزمان قص عليه القصة من أولها إلى آخرها وأخبره بجميع ما اتفق له مع الملكة بدور وكيف أخذ الخاتم من إصبعها وألبسها خاتمه فتعجب الملك الغيور من ذلك وقال :
إن حكايتكما يجب أن تؤرخ في الكتب وتقرأ بعدكما جيلاً بعد جيل .
ثم إن الملك الغيور أحضر القضاة والشهود من وقته وكتب كتاب الملكة بدور على قمر الزمان وأمر بتزيين المدينة سبعة أيام ، ثم مدوا السماط والأطعمة وزينت المدينة وجميع العساكر وأقبلت البشائر ودخل قمر الزمان على السيدة بدور وفرح بعافيتها وزواجها وحمد الله الذي رماها في حب شاب مليح من أبناء الملوك ثم جلوها عليه وكانا يشبهان بعضهما في الحسن والجمال والظرف والدلال ونام قمر الزمان عندها الليلة وبلغ أربه منها وتمتعت هي بحسنه وجماله وتعانقا إلى الصباح ، وفي اليوم الثاني عمل الملك وليمة وجمع أهل الجزائر الجوانية والجزائر البرانية وقدم لهم الأطعمة وامتدت الموائد مدة شهر كامل ، وبعد ذلك تفكر قمر الزمان أباه ورآه في المنام يقول له :
يا ولدي أهكذا تفعل معي هذه الفعال وأنشده في المنام هذين البيتين :
لقد راعني بدر الدجـى بـصـدوده ........ ووكل أجفاني برعـي كـواكـبـه
فياكبدي مهلاً عـسـاه يعـود لـي ........ ويا مهجتي صبراً على ما كواك به
ثم إن قمر الزمان لما رأى والده في المنام يعاتبه أصبح حزيناً وأعلم زوجته بذلك
|
|
|