18-05-2009, 07:13 PM
|
#268
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة التاسعة والثلاثين بعد المئتين
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أنه لما أخذ الفص ليبصره في النور صار يتأمل فيه وإذا بطائر انقض عليه وخطفه من يده وطار به وحط على الأرض ، فخاف قمر الزمان على الفص وجرى خلف الطائر ، وصار الطائر يجري على قدر جري قمر الزمان خلفه من واد إلى واد ومن تل إلى تل إلى أن دخل الليل وتغلس الظلام فنام الطائر على شجرة عالية فوقف قمر الزمان تحتها وصار باهتاً وقد ضعف من الجوع والتعب وظن أنه هالك ، وأراد أن يرجع فما علاف الموضع الذي جاء منه ، وهجم الظلام فقال : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ثم نام تحت الشجرة التي فوقها الطائر إلى الصباح ثم انتبه من نومه فوجد الطائر قد انتبه وطار من فوق الشجرة فمشى قمر الزمان خلفه وصار ذلك الطائر يطير قليلاً بقدر مشي قمر الزمان وقال :
يا لله العجيب أن هذا الطائر كان بالأمس يطير بقدر جريتي وفي هذا اليوم علم إني أصبحت تعباناً لا أقدر على الجري فصار يطير على قدر مشيتي ، إن هذا عجيب ، ولكن لابد أن أتبع هذا الطائر فإما أن يقودني إلى حياتي أو مماتي ، فأنا أتبعه أينما يتوجه لأنه على كل حال لا يقيم إلا في البلاد العمار .
ثم إن قمر الزمان جعل يمشي تحت الطائر والطائر يبيت في كل ليلة على شجرة ولم يزل متابعه مدة عشرة أيام وقمر الزمان يتقوت من نبات الأرض ويشرب من الأنهار .
وبعد العشرة أيام أشرف على مدينة عامرة فمر الطائر في تلك المدينة مثل لمح البصر وغاب عن قمر الزمان وقال :
الحمد لله الذي سلمني حتى وصلت إلى هذه المدينة .
ثم جلس عند الماء وغسل يديه ورجليه ووجهه واستراح ساعة وتذكر ما كان فيه من الراحة ، ونظر إلى ما هو فيه من الغربة والجوع والتعب ، فأنشد يقول :
أخفيت ما ألقاه منه وقـد ظـهر ........ والنوم من عيني تبدل بالسـهـر
ناديت لما أوهنت قلبي الـفـكـر ........ يا دهر يا دهر لا تبقي علي ولاتذر
ها مهجتي بين المشقة والخطـر
لو كان سلـطان المحبة منصـفي ........ ما كان نومي من عيوني قد نفـي
يا سادتي رفقاً بـصـب مـدنـف ........ وتعطفوا لعـزيز قـوم ذل فـي
شرع الهوى وغني قوم وافتقـر
لج العـواذل فيك ما طـاوعتـهم ........ وسددت كل مسامعي وعصيتـهـم
قالوا عشقت مهفهفاً فأجـبـتهـم ........ اخترته من بينهـم وتركـتـهـم
كفوا إذا وقع القضا عمي البصر
ثم إن قمر الزمان لما فرغ من شعره واستراح دخل باب المدينة .
|
|
|