عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-2009, 07:53 PM   #279
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الخمسين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الملكة بدور لما رأت الفص صاحت من فرحتها وخرت مغشياً عليها ، فلما أفاقت قالت في نفسها :
إن هذا الفص كان سبباً في فراق محبوبي قمر الزمان ولكنه بشير الخير .
ثم أعلمت الملكة حياة النفوس بأن وجود بشارة الاجتماع ، فلما أصبح الصباح جلست على كرسي المملكة وأحضرت ريس المركب ، فلما حضر قبل الأرض بين يديها فقالت :
أين خليتم صاحب هذا الزيتون ?
فقال الريس :
يا ملك الزمان تركناه في بلاد المجوس وهو خولي بستان .
فقالت له الملكة بدور :
إن لم تأت به فلا تعلم ما يجري عليك وعلى مركبك من الضرر .
ثم أمرت بالختم على مخازن التجار وقالت لهم :
إن صاحب هذا الزيتون غريمي ولي عليه دين وإن لم يأت لأقتلنكم جميعاً وأنهب تجارتكم .
فأقبلوا على الريس ووعدوه بأجرة مركبه ويرجع ثاني مرة وقالوا له :
خلصنا من هذا الغاشم .
فنزل الريس في المركب وحل قلوعها وكتب الله له السلامة حتى دخل الجزيرة في الليل وطلع إلى البستان وكان قمر الزمان قد طال عليه الليل وتذكر محبوبته فقعد يبكي على ما جرى له وهو في البستان ثم إن الريس دق الباب على قمر الزمان ففتح الباب وخرج إليه فحمله البحرية ونزلوا به إلى المركب وحلوا القلوع فسافروا وساروا ولم يزالوا سائرين أياماً وليالي وقمر الزمان لا يعلم ما موجب ذلك فسألهم عن السبب .
فقالوا له :
أنت غريم الملك صاحب جزائر الآبنوس صهر الملك أرمانوس وقد سرقت ماله يا منجوس .
فقال قمر الزمان :
والله عمري ما دخلت هذه البلاد ولا أعرفها .
ثم إنهم ساروا به حتى أشرفوا على جزائر الأبنوس وطلعوا به على الملكة بدور ، فلما رأته عرفته قالت لهم :
دعوه عند الخدام ليدخلوا به الحمام .
وأفرجت عن التجار وخلعت على الريس خلعة تساوي عشرة آلاف دينار ودخلت على الملكة حياة النفوس وأعلمتها بذلك ، وقالت لها :
اكتمي الخبر حتى أبلغ مرادي وأعمل عملاً يؤرخ ويقرأ بعدنا على الملوك والرعايا وقد أمرت أن يدخلوا بقمر الزمان الحمام فدخلوا به وألبسوه لبس الملوك .
ولما طلع قمر الزمان من الحمام كأنه غصن بان أو كوكب يخجل بطلعته القمران وردت روحه إليه ودخل القصر .
فلما نظرته صبرت قلبها حتى يتم مرادها وأنعمت عليه بمماليك وخدم وجمال وبغال وأعطته خزانة مال ولم تزل ترقي قمر الزمان من درجة إلى درجة حتى جعلته خازندار وسلمت إليه الأموال وأقبلت عليه وقربته منها وأعلمت الأمراء بمنزلته فأحبوه جميعهم وصارت الملكة بدور كل يوم تزيد له في المرتبات وقمر الزمان لا يعرف سبب تعظيمها له ومن كثرة الأموال صار يهب ويتكرم ويخدم الملك أرمانوس حتى أحبه وكذلك أجبته الأمراء والخوادم والعوام وصاروا يحلفون بحياته ، كل ذلك وقمر الزمان يتعجب من تعظيم الملكة بدور له ويقول في نفسه :
والله إن هذه المحبة لابد لها من سبب وربما يكون هذا الملك إنما يكرمني هذا الإكرام الزائد لأجل غرض فاسد فلابد أن أستأذنه وأسافر من بلاده .


 

رد مع اقتباس