18-05-2009, 07:58 PM
|
#285
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة السادسة والخمسين بعد المئتين
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الخازندار بكى لبكائهما ، ثم إن الأخوين تعانقا وودعا بعضهما ، وقال أحدهما للآخر :
إن هذا كله من كيد الخائنتين أمي وأمك وهذا ما جرى مني في حق أمك وجزاء ما جرى منك في حق أمي ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، إنا لله وإنا إليه لراجعون .
ثم إن الأسعد اعتنق أخاه وصعد الزفرات وانشد هذه الأبيات :
يا من إليه المشتكى والمـفـزع ........ أنت المعد لكل مـا يتـوقـع
ما لي سوى قرعي لبابك حـيلة ........ ولئن وددت فأي بـاب أقـرع
يا من خزائن فضله في قول كن ........ أمنن فإن الخير عندك أجمـع
فلما سمع الأمجد بكاء أخيه بكى وضمه إلى صدره وأنشد هذين البيتين :
يا من أياديه عندي غير واحدة ........ ومن مواهبه تنمو من العدد
ما نابني من زماني قط نائبة ........ إلا وجدتك فيها آخذا بـيدي
ثم قال الأمجد للخازندار :
سألتك بالواحد القهار الملك الستار أن تقتلني قبل أخي الأسعد لعل نار قلبي تخمد ولا تدعها تتوقد .
فبكى الأسعد وقال :
ما يقتل قبل إلا أنا .
فقال الأمجد :
الرأي أن تعتنقني وأعتنقك حتى ينزل السيف علينا فيقتلنا دفعة واحدة .
فلما اعتنقا الاثنان وجهاً لوجه التزما ببعضهما ، وشدهما الخازندار وربطهما بالحبال وهو يبكي ، ثم جرد سيفه وقال :
والله يا سيدي أنه يعز علي قتلكما فهل لكما من حاجة فأقضيها أو وصية فأنفذها أورسالة فأبلغها ?
فقال الأمجد :
ما لنا حاجة ، وأما من جهة الوصية فإني أوصيك أن تجعل أخي الأسعد من تحت وأنا من فوق لأجل أن تقع علي الضربة أولاً فإذا فرغت من قتلنا ووصلت إلى الملك وقال لك :
ما سمعت منهما قبل موتهما ؟
فقل له :
إن ولديك يقرآنك السلام ويقولان لك أنك لا تعلم هل هما بريئان أو مذنبان وقد قتلتهما وما تحققت منهما وما نظرت في حالهم ، ثم أنشد هذين البيتين :
إن النساء شياطين خلقن لـنـا ........ نعوذ بالله من كيد الشياطـين
فهن أصل البليات التي ظهرت ........ بين البرية في الدنيا وفي الدين
ثم قال الأمجد :
ما نريد منك إلا أن تبلغه هذين البيتين .
|
|
|