21-05-2009, 06:00 PM
|
#304
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة الرابعة والثمانين بعد المئتين
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن نعمة لما نظر إلى جاريته نعم قام إليها وضم كل واحد منهما صاحبه إلى صدره ثم وقعا على الأرض مغشياً عليهما ، فلما أفاقا ، قالت لهما أخت الخليفة :
اجلسا حتى نتدبر في الخلاص من الأمر الذي وقعنا فيه .
فقالا لها :
سمعاً وطاعة والأمر لك .
فقالت أخت الخليفة :
والله ما ينالكما سوء قط .
ثم قالت لجاريتها :
أحضري الطعام والشراب .
فأحضرت فأكلوا بحسب الكفاية ثم جلسوا يشربون فدارت الأقداح وزالت عنهم الأتراح فقال نعمة :
ليت شعري بعد ذلك ما يكون .
فقالت له أخت الخليفة :
يا نعمة هل تحب نعماً جاريتك ?
فقال لها نعمة :
يا سيدتي إن هواها هو الذي حملني على ما أنا فيه من المخاطرة بروحي .
ثم قالت لنعم :
يا نعم هل تحبين سيدك ?
قالت نعم :
يا سيدتي هواه هو الذي أذاب جسمي وغير حالي .
فقالت أخت الخليفة :
والله أنكما متحابان فلا كان من يفرق بينكما فقرا عيناً وطيبا نفساً .
ففرحا بذلك وطلبت نعم عوداً فأحضروه لها فأخذته وأصلحته وأطربت بالنغمات وأنشدت هذه الأبيات :
ولما أبى الواشون إلا فـراقـنـا ........ وليس لهم عندي وعندك من ثأر
وشنوا على أسماعنا كـل غـارة ........ وقلت حماني عند ذاك وأنصاري
غزوتهم من مقلتـيك وأدمـعـي ........ ومن نفسي بالسيف والسيل والنار
ثم إن نعماً أعطت العود لسيدها وقالت له :
إن لنا شعراً .
فأخذه وأصلحه وأطرب بالنغمات ثم أنشد هذه الأبيات :
البدر يحاكـيك لـولا أنـه كلـف ........ والشمس مثلك لولا الشمس تنكسف
إني عجبت وكم في الحب من عجب ........ فيه الهموم وفيه الوجد والكـلـف
أرى الطريق قريباً حين أسلـكـه ........ إلى الحبيب بعيداً حين أنـصـرف
فلما فرغ من شعره ملأت له قدحاً وناولته إياه فأخذه وشربه ثم ملأت قدحاً آخر وناولته لأخت الخليفة فشربته وأخذت العود وأصلحته وشدت اوتاره وأنشدت هذين البيتين :
غم وحزن في الفؤاد مـقـيم ........ وجودي تردد في حشاي عظيم
ونحول جسمي قد تبدى ظاهراً ........ فالجسم مني بالغرام سـقـيم
ثم ناولت العود لنعمة بن الربيع فأخذه وأصلح أوتاره وأنشد هذين البيتين :
يا من وهبت له روحي فعذبتها ........ ورمت تخليصه منه فلم أطق
دارك محباً بما ينجيه من تلف ........ قبل الممات فهذا آخر الرمق
ولم يزالوا ينشدون الأشعار ويشربون على نغمات الأوتار وهم في لذة وحبور وفرح وسرور فبينما هم كذلك إذ دخل عليهم أمير المؤمنين ، فلما نظروه قاموا وقبلوا الأرض بين يديه فنظر إلى نعم والعود معها ، فقال :
يا نعم الحمد لله الذي أذهب عنك البأس والوجع .
ثم التفت إلى نعمة وهو على تلك الحالة وقال :
يا أختي من هذه الجارية التي في جانب نعم ?
فقالت له أخته :
يا أمير المؤمنين إن هذه الجارية من المحاظي أنيسة لا تأكل نعم ولا تشرب إلا وهي معها .
ثم أنشدت قول الشاعر :
ضدان واجتمعا افتراقا في البهاء ........ والضد يظهر حسنه بالـضـد
فقال الخليفة :
والله العظيم أنها مليحة وفي غد أخلي لها مجلساً بجانب مجلسها وأخرج لها الفرش والقماش وأنقل إليها جميع ما يصلح لها أكثر مما لنعم .
واستدعت أخت الخليفة بالطعام فقدمته لأخيها فأكل وجلس معهم في تلك الحضرة ثم ملأ قدحاً .
|
|
|