21-05-2009, 06:02 PM
|
#306
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة السادسة والثمانين بعد المئتين
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن أخت أمير المؤمنين أكملت كلامها وقالت :
بلغني يا أخي أن نعمة لم يزل معارفاً لأهله ووطنه وخاطر بنفسه وبذل مهجته حتى توصل إلى اجتماعه بجاريته وكان يقال لها نعم ، فلما اجتمع بها سراً لم يستقر بهما الجلوس حتى دخل عليهما الملك الذي كان اشتراها من الذي سرقها فعجل عليهما وأمر بقتلهما ولم ينصف من نفسه ولم يمهل عليه في حكمه ، فما تقول يا أمير المؤمنين في قلة إنصاف هذا الملك .
فقال أمير المؤمنين :
إن هذا شيء عجيب فكان ينبغي لذلك الملك العفة عند المقدرة لأنه يجب عليه أن يحفظ ثلاثة أشياء الأول أنهما متحابان والثاني أنهما في منزله وتحت قبضته والثالث أن الملك ينبغي له في الحكم بين الناس فكيف بالأمر الذي يتعلق به ، فهذا الملك قد فعل فعلاً لا يشبه فعل الملوك .
فقالت له أخته :
يا أخي بحق ملك السموات والأرض أن تأمر نعماً بالغناء وتسمع ما تغني به .
فقال الخليفة :
يا نعم غني لي .
فأطربت بالنغمات وأنشدت هذه الأبيات :
غدر الزمـان ولـم يزل غـداراً ........ يصمي القلوب ويورث الأفكارا
ويفرق الأحباب بعـد تـجـمـع ........ فترى الدموع على الخدود غزارا
كانوا وكنت وكان عيشي ناعمـاً ........ والدهر يجمع شملنـا مـدرارا
فلأبكـين دمـاً ودمعـاً ساجمـاً ........ أسـفاً عليـك لياليـاً ونهـارا
فلما سمع أمير المؤمنين هذا الشعر طرب طرباً عظيماً فقالت له أخته :
يا أخي من حكم على شيء ألزمه القيام به والعمل بقوله وأنت قد حكمت على نفسك هذا الحكم .
ثم قالت أخت الخليفة :
يا نعمة قف على قدميك وكذا قفي أنت يا نعم .
فوقفا فقالت أخت الخليفة أمير المؤمنين :
إن هذه الواقفة هي نعم المسروقة سرقها الحجاج بن يوسف الثقفي وأوصلها لك وكذب فيما ادعاه في كتابه من انه اشتراها بعشرة آلاف دينار وهذا الواقف هو نعمة بن الربيع سيدها وأنا أسألك بحرمة آبائك الطاهرين أن تعفو عنهما وتهبهما لبعضهما لتغنم أجرهما فإنهما في قبضتك وقد أكلا من طعامك وشربا من شرابك وان الشافعة فيهما المستوهبة دمهما .
فعند ذلك قال الخليفة :
صدقت أنا حكمت بذلك وما أحكم بشيء وأرجع فيه .
ثم قال الخليفة :
يا نعم هل هذا مولاك ?
قالت له نعم :
نعم يا أمير المؤمنين .
فقال الخليفة :
لا بأس عليكما فقد وهبتكما لبعضكما .
ثم قال الخليفة لنعمة :
يا نعمة وكيف عرفت مكانها ومن وصف لك هذا المكان .
فقال نعمة :
يا أمير المؤمنين اسمع خبري وأنصت إلى حديثي فوحق آبائك الطاهرين لا أكتم عنك شيئاً .
ثم حدثه بجميع ما كان من أمره وما فعله معه الحكيم العجمي وما فعلته القهرمانة وكيف دخلت به في الأبواب .
فتعجب الخليفة من ذلك غاية العجب ثم قال :
علي بالعجمي .
فأحضروه بين يديه فجعله من جملة خواصه وخلع عليه خلعة وأمر له بجائزة سنية وقال :
من يكون هذا تدبيره يجب أن نجعله من خواصنا .
ثم إن الخليفة أحسن على نعمة وأنعم على القهرمانة وقعدا عنده سبعة أيام في سرور وحظ وأرغد عيش ، ثم طلب نعمة إذن بالسفر هو وجاريته فأذن له بالسفر إلى الكوفة فسافر واجتمع بوالده ووالدته وأقاموا في أطيب عيش إلى أن أتاهم هازم اللذات ومفرق الجماعات .
فلما سمع الأمجد والأسعد هذا الحديث من بهرام تعجبا منه غاية العجب وقالا :
إن هذا لشيء عجيب .
|
|
|