عرض مشاركة واحدة
قديم 21-05-2009, 06:05 PM   #310
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة التسعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن شمس الدين قال لزوجته :
أنت سبب حزني .
فقالت له زوجته :
لأي شيء ?
فقال لها شمس الدين :
إني فتحت دكاني في هذا اليوم ورأيت كل واحد من التجار له ولد أو ولدان أو أكثر وهم قاعدون في الدكاكين مثل آبائهم فقلت لنفسي :
إن الذي أخذ أباك لما يخليكي ، وليلة دخلت بك حلفتيني أنني ما أتزوج عليك ولا أتسرى بجارية حبشية ولا رومية ولا غير ذلك من الجواري ولم آت ليلة بعيداً عنك والحالة انك عاقر والنكاح فيك كالنحت في الحجر .
فقالت زوجته :
اسم الله علي أن العاقة منك ما هي مني لأن بيضك رائق .
فقال لها شمس الدين :
وما شأن الذي بيضه رائق ?
فقالت زوجته :
هو الذي لا يحبل النساء وهو لا يجيء بأولاد .
فقال لها شمس الدين :
وأين معكر البيض وأنا أشتريه لعله يعكر بيضي ?
فقالت له زوجته :
فتش عليه عند العطارين .
فبات التاجر وأصبح متندماً حيث عاير زوجته وندمت هي حيث عايرته ، ثم توجه إلى السوق فوجد رجلاً عطاراً فقال له :
السلام عليكم .
فرد السلام فقال له :
هل يوجد عندك معكر البيض ?
فقال له العطار :
كان عندي وجبر ولكن اسأل جاري .
فدار يسأل حتى سأل جميع العطارين وهم يضحكون عليه ، وبعد ذلك رجع إلى دكانه وقعد فكان في السوق نقيب الدلالين وكان رجلاً حشاشاً يتعاطى الأفيون والبرش ويستعمل الحشيش الأخضر وكان ذلك النقيب يسمى الشيخ محمد سمسم وكان فقير الحال وكانت عادته أن يصبح على التاجر في كل يوم فجاءه على عادته وقال له :
السلام عليكم .
فرد عليه السلام وهو مغتاظ ، فقال له :
يا سيدي ما لك مغتاظ ?
فحكى له جميع ما جرى بينه وبين زوجته وقال له :
لي أربعين سنة وأنا متزوج بها ولم تحبل مني بولد ولا ببنت وقالوا لي :
إن سبب عدم حبلها منك أن بيضك رائق ففتشت على شيء أعكر به بيضي فلم أجده .
فقال له النقيب :
يا سيدي أنا عندي معكر البيض فما تقول فيمن يجعل زوجتك تحبل منك بعد هذه الأربعين سنة التي مضت .
فقال له شمس الدين :
إن فعلت هذا فأنا أحسن إليك وأنعم عليك .
فقال له النقيب :
هات لي ديناراً .
فقال له شمس الدين :
خذ هذين الدينارين .
فأخذهما النقيب وقال :
هات هذه السلطانية الصيني .
فأعطاه السلطانية ، فأخذها وتوجه إلى بياع الحشيش وأخذ منه المكرر الرومي والحبهان والزنجبيل والفلفل الأبيض والسقنقور الجبلي ودق الجميع وغلاهم بالزيت الطيب وأخذ ثلاث أوراق حصا لبان ذكر وأخذ مقدار قدح من الحبة السوداء ونقعه وعمل جميع ذلك معجوناً بالعسل النحلي وحطه في السلطانية ورجع بها إلى التاجر وأعطاها له وقال :
هذا معكر البيض فينبغي أن تأخذ منه على رأس الملوق بعد أن تأكل اللحم الضاني البيتي وتكثر له الحرارات والبهارات وتتعشى وتشر بالسكر المكرر .
فأحضر التاجر جميع ذلك وأرسله إلى زوجته وقال لها :
اطبخي ذلك طبخاً جيداً وخذي معكر البيض واحفظيه عندك حتى أطلبه .
ففعلت ما أمرها به ووضعت له الطعام فتعشى ، ثم عنه طلب السلطانية فأكل بقيتها وواقع زوجته فعلقت منه تلك الليلة ففات عليها الشهر الأول والثاني والثالث ولم ينزل عليها الدم فعلمت أنها حملت ، ثم وفت حملها ولحقها الطلق وقامت الأفراح فقاست الداية المشقة في الخلاص ورقته باسم محمد وكبرت وأذنت في أذنه ولفته وأعطته لأمه فأعطته ثديها وأرضعته فشرب وشبع ونام ، وأقامت الداية عنده ثلاثة أيام حتى عملوا الحلاوة ليفرقوها في اليوم السابع ثم رشوا ملحه ودخل التاجر وهنأ زوجته بالسلامة وقال لها :
أين وديعة الله ?
فقدمت له مولوداً بديع الجمال صنع المدبر الموجود وهو ابن سبعة أيام ولكن الذي ينظره يقول عليه أنه ابن عام ، فنظر التاجر في وجهه فرآه بدراً مشرقاً وله شامات على الخدين ، فقال لها :
ما سميتيه ?
فقالت له زوجته :
لو كان بنتاً كنت سميتها وهذا ولد فلا يسميه إلا أنت .
وكان أهل ذلك الزمن يسمون أولادهم بالفال ، فبينما هم يتشاورون في الاسم وإذا بواحد يقول :
يا سيدي علاء الدين .
فقال لها شمس الدين :
نسميه علاء الدين أبي الشامات .
ووكل به المراضع والدايات فشرب اللبن عامين وفطموه فكبر وانتشى وعلى الأرض مشى ، فلما بلغ من العمر سبع سنين أدخلوه تحت طابق خوفاً عليه من العين وقال هذا لا يخرج من الطابق حتى تطلع لحيته ووكل به جارية وعبداً فصارت الجارية تهيء له السفرة والعبد يحملها إليه ثم إنه طاهره وعمل له وليمة عظيمة ثم بعد ذلك أحضر له فقيهاً يعلمه فعلمه الخط والقرآن والعلم إلى أن صار ماهراً وصاحب معرفة فاتفق أن العبد أوصل إليه السفرة في بعض الأيام ونسي الطابق مفتوحاً فطلع علاء الدين من الطابق ودخل على أمه وكان عندها محضر من أكابر النساء .
فبينما النساء يتحدثن مع أمه وإذا هو داخل عليهن كالمملوك السكران من فرط جماله فحين رأينه النسوة غطين وجوههن وقلن لأمه :
الله يجازيك يا فلانة كيف تدخلين علينا هذا المملوك الأجنبي أما تعلمين أن الحياء من الإيمان ?
فقالت لهن :
سمين الله إن هذا ولدي وثمرة فؤادي وابن شاه بندر التجار شمس الدين أبو الدارة والقلادة والقشفة واللبانة .
فقلن لها النسوة :
عمرنا ما رأينا لك ولداً .
فقالت زوجة شمس الدين :
إن أباه خاف عليه من العين فجعل مرباه في طابق تحت الأرض .


 

رد مع اقتباس