عرض مشاركة واحدة
قديم 21-05-2009, 06:06 PM   #311
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الحادية والتسعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن أم علاء الدين قالت للنسوة :
إن أباه خاف عليه من العين فجعل مرباه في طابق تحت الأرض فلعل الخادم نسي الطابق مفتوحاً فطلع منه ولم يكن مرادنا أن يطلع منه حتى تطلع لحيته .
فهنأها النسوة بذلك وطلع الغلام من عند النسوة إلى حوش البيت ثم طلع المقعد وجلس فيه ، فبينما هو جالس وإذا بالعبيد قد دخلوا ومعهم بغلة أبيه فقال لهم علاء الدين :
أين كانت هذه البغلة ?
فقالوا له :
نحن أوصلنا أباك إلى الدكان وهو راكب عليها وجئنا بها .
فقال لهم علاء الدين :
أي شيء صنعه أبي ?
فقالوا له :
إن أباك شاه بندر التجار بأرض مصر وهو سلطان أولاد العرب .
فدخل علاء الدين على أمه وقال لها :
يا أمي ما صناعة أبي ؟
فقالت له أمه :
يا ولدي إن أباك تاجر وهو شاه بندر التجار بأرض مصر وسلطان أولاد العرب وعبيده لا تشاوره في البيع إلا على البيعة التي تكون أقل ثمنها ألف دينار وأما البيع التي تكون بتسعمائة دينار فأقل فإنهم لا يشاورنه عليها بل يبيعونها بأنفسهم ولا يأتي متجر من بلاد الناس قليلاً أو كثيراً إلا ويدخل تحت يده ويتصرف فيه كيف يشاء ولا ينحزم متجراً ويروح بلاد الناس إلا ويكون من بيت أبيك والله تعالى أعطى أباك يا ولدي مالاً كثيراً لا يحصى .
فقال لها علاء الدين :
يا أمي الحمد لله الذي جعلني ابن سلطان أولاد العرب ووالدي شاه بندر التجار ولأي شيء تحطونني في الطابق وتتركوني محبوساً فيه ?
فقالت له أمه :
يا ولدي نحن ما حطيناك في الطابق إلا خوفاً عليك من أعين الناس فإن العين حق وأكثر أهل القبور من العين .
فقال لها علاء الدين :
يا أمي وأين المفر من القضاء والحذر لا يمنع القدر والمكتوب ما منه مهروب وإن الذي أخذ جدي لا يترك أبي فإنه عاش اليوم وما يعيش غداً وإذا مات أبي وطلعت أنا علاء الدين ابن التاجر شمس الدين لا يصدقني أحد من الناس ، والإختيارية يقولون عمرنا ما رأينا لشمس الدين ولداً ولا بنتاً فينزل بيت المال ويأخذ مال أبي ، ورحم الله من قال :
يموت الرجل ويذهب ماله ........ ويأخذ أنذال الرجال نساءه
فأنت يا أمي تكلمين أبي حتى يأخذني معه إلى السوق ويفتح لي دكاناً وأقعد فيه ببضائع ويعلمني البيع والشراء والأخذ والعطاء .
فقالت له أمه :
يا ولدي إذا حضر أبوك أخبرته بذلك .
فلما رجع التاجر إلى بيته وجد ابنه علاء الدين أبي الشامات قاعداً عند أمه فقال لها :
لأي شيء أخرجتيه من الطابق ?
فقالت له زوجته :
يا ابن عمي أنا ما أخرجته ولكن الخدم نسوا الطابق مفتوحاً فبينما أنا قاعدة وعندي محضر من أكابر النساء وإذا به دخل علينا .
وأخبرته بما قال ولده فقال له :
يا ولدي في غد إن شاء تعالى آخذك معي إلى السوق ولكن يا ولدي قعود الأسواق والدكاكين يحتاج إلى الأدب والكمال في كل حال .
فبات علاء الدين وهو فرحان من كلام أبيه .
فلما أصبح الصباح أدخله الحمام وألبسه بدلة تساوي جملة من المال ، ولما أفطروا وشربوا الشرابات ركب بغلته واركب ولده بغلة وأخذه وراءه وتوجه به إلى السوق فنظر أهل السوق شاه بندر التجار مقبلاً ووراءه غلام كأن وجهه القمر في ليلة أربعة عشر فقال واحد منهم لرفقيه :
انظر هذا الغلام الذي وراء شاه بندر التجار وقد كنا نظن به الخير وهو مثل الكرات شائب وقلبه أخضر .
فقال الشيخ محمد سمسم المتقدم ذكره للتجار :
نحن ما بقينا نرضى به أن يكون شيخاً علينا أبداً .
وكان من عادة شاه بندر التجار أنه لما يأتي من بيته في الصباح ويقعد في دكانه يتقدم نقيب السوق ويقرأ الفاتحة للتجار فيقومون معه ويأتون شاه بندر التجار ويصبحون عليه ثم ينصرف كل واحد منهم إلى دكانه .
فلما قعد شاه بندر التجار في دكانه ذلك اليوم على عادته لم يأت إليه التجار عادته فنادى النقيب وقال له :
لأي شيء لم يجتمع التجار على جري عادتهم ?
فقال له النقيب :
أنا ما أعرف نقل الفتن ، إن التجار اتفقوا على عزلك من المشيخة ولا يقرأون لك فاتحة .
فقال له شمس الدين :
ما سبب ذلك ?
فقال له النقيب :
ما شان هذا الولد الجالس بجانبك وأنت إختيار ورئيس التجار ، فهل هذا الولد هو مملوكك أو يقرب لزوجتك وأظن انك تعشقه وتميل إلى الغلام .
فصرخ عليه شمس الدين وقال له :
اسكت قبح الله ذاتك وصفاتك هذا ولدي .
فقال له النقيب :
عمرنا ما رأينا لك ولداً .
فقال له شمس الدين :
لما جئتني بمعكر البيض حملت زوجتي وولدته ولكن من خوفي عليه من العين ربيته في طابق تحت الأرض وكان مرادي أنه لا يطلع حتى يمسك لحيته بيده فما رضيت أمه وطلب مني أن أفتح له دكاناً وأحط عنده بضائع وأعلمه البيع والشراء .
فذهب النقيب إلى التجار وأخبرهم بحقيقة الأمر فقاموا كلهم بصحبته وتوجهوا إلى شاه بندر التجار ووقفوا بين يديه وقرأوا الفاتحة وهنأوه بذلك الغلام وقالوا له :
ربنا يبقي الأصل والفرع ولكن الفقير منا لما يأتيه ولداً أو بنتاً لابد أن يصنع لإخوانه دست عصيدة ويعزم معارفه وأقاربه وأنت لم تعمل ذلك .
فقال لهم :
لكم علي ذلك ويكون اجتماعنا في البستان .


 

رد مع اقتباس