21-05-2009, 06:07 PM
|
#313
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة الثالثة والتسعين بعد المئتين
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين قال لوالدته :
إن أولاد التجار عايروني وقالوا لي :
ما فخر أولاد التجار إلا بالسفر لأجل أن يكسبوا الدراهم والدنانير .
فقالت أمه :
يا ولدي هل مرادك السفر ?
قال علاء الدين :
نعم .
فقالت له أمه :
تسافر إلى أي البلاد ?
فقال لها علاء الدين :
إلى مدينة بغداد فإن الإنسان يكسب فيها المثل مثلين .
فقالت له أمه :
يا ولدي إن أباك عنده مال كثير وإن لم يجهز لك متجراً من ماله فأنا أجهز لك متجراً من عندي .
فقال لها علاء الدين :
خير البر عاجله فإن كان معروفاً فإن هذا وقته .
فأحضرت العبيد وأرسلتهم إلى الذين يحزمون القماش وفتحت حاصلاً وأخرجت منه قماشاً وحزموا عشرة أحمال .
هذا ما كان من أمر أمه .
وأما ما كان من أمر أبيه فإنه التفت فلم يجد ابنه علاء الدين في البستان فسأل عنه فقالوا انه ركب بغلته وراح إلى البيت ، فركب وتوجه خلفه فلما دخل منزله رأى أحمالاً محزومة فسأل عنها فأخبرته زوجته بما وقع من أولاد التجار لولده علاء الدين فقال له :
يا ولدي خيب الله الغربة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من سعادة المرء أن يرزق في بلده .
وقال الأقدمون :
دع السفر ولو كان ميلاً .
ثم قال شمس الدين لولده :
هل صممت على السفر ولا رجعت عنه ?
فقال له ولده :
لابد لي من السفر إل بغداد بمتجر وإلا قلعت ثيابي ولبس ثياب الدراويش وطلعت سائحاً في البلاد .
فقال له شمس الدين :
ما أنا محتاج ولا معدم بل عندي مال كثير .
وأراه جميع ما عنده من المال والمتاجر والقماش وقال له :
أنا عندي لكل بلد ما يناسبها من القماش والمتاجر .
وأراه من جمل ذلك أربعين حملاً محزمين ومكتوباً على كل حمل ثمنه ألف دينار ، ثم قال :
يا ولدي خذ الأربعين حملاً والعشرة أحمال التي من عند أمك وسافر مع سلامة الله تعالى ولكن يا ولدي أخاف عليك من غابة في طريقك تسمى غابة الأسد وواد هناك يقال له واد الكلاب فإنهما تراوح فيهما الأرواح بغير سماح .
فقال له علاء الدين :
لماذا يا والدي ?
فقال شمس الدين :
من بدوي قاطع الطريق يقال له : عجلان .
فقال له علاء الدين :
الرزق رزق الله وإن كان لي فيه نصيب لم يصبني ضرر .
ثم ركب علاء الدين مع والده وسار إلى سوق الدواب وإذا بعكام نزل من فوق بغلته وقبل يد شاه بندر التجار وقال له :
والله زمان يا سيدي ما استقضينا في تجارات .
فقال له شمس الدين :
لكل زمان دولة ورجال ورحم الله من قال :
وشيخ في جهات الأرض يمشي ........ ولحيته تقـابـل ركـبـتـيه
فقلت له لمـاذا أنـت مـحـن ........ فقال وقد لوى نـحـوي يديه
شبابي في الثرى قد ضاع مني ........ وها أنا منحن بحـثـاً عـلـيه
فلما فرغ من شعره قال شمس الدين :
يا مقدم ما مراده السفر إلا ولدي هذا .
فقال له العكام :
الله يحفظه عليك .
ثم إن شاه بندر التجار عاهد بين ولده وبين العكام وجعله ولده وأوصاه عليه وقال له :
خذ هذه المائة دينار لغلمانة .
ثم إن شاه بندر التجار اشترى ستين بغلاً وستر السيد عبد القادر الجيلاني وقال له :
يا ولدي أنا غائب وهذا أبوك عوضاً عني وجميع ما يقوله لك طاوعه فيه .
ثم توجه بالبغال والغلمان وعملوا في تلك الليلة ختمة ومولد الشيخ عبد القادر الجيلاني ، ولما أصبح الصباح أعطى شاه بندر التجار لولده عشرة آلاف دينار وقال له :
إذا دخلت بغداد ولقيت القماش رائجاً معه ، فبعه وإن لقيت حاله واقفاً اصرف من هذه الدنانير .
ثم حملوا البغال وودعوا بعضهم .
|
|
|