21-05-2009, 06:08 PM
|
#314
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة الرابعة والتسعين بعد المئتين
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين والعكام لما أمروا العبيد أن يحملوا البغال ودعوا شاه بندر التجار والد علاء الدين وساروا حتى خرجوا من المدينة وكان محمود البلخي تجهز للسفر إلى جهة بغداد ، وأخرج حموله ونصب صواوينه خارج المدينة وقال في نفسه :
ما تحظى بهذا الولد إلا في الخلاء لأنه لا واشي ولا رقيب يعكر عليك .
وكان لأبو الولد ألف دينار عند محمود البلخي بقية معاملة فذهب إليه وودعه وقال له :
أعط الألف دينار لولدي علاء الدين وأوصاه عليه وقال له :
إنه مثل ولدك .
فاجتمع علاء الدين بمحمود الذي قدم لعلاء الدين المأكل والمشرب هو وجماعته ، ثم توجهوا للسفر وكان للتاجر محمود البلخي أربعة بيوت واحد في مصر وواحد في الشام وواحد في حلب وواحد في بغداد ولم يزالوا مسافرين في البراري والقفار حتى أشرفوا على الشام فأرسل محمود عبده إلى علاء الدين فرآه قاعداً يقرأ فتقدم وقبل يديه فقال :
ما تطلب ?
فقال له العبد :
سيدي يسلم عليك ويطلبك لعزومتك في منزله .
فقال له علاء الدين :
لما أشاور أبي المقدم كمال الدين العكام .
فشاوره على الرواح فقال له المقدم :
لا ترح .
ثم سافروا من الشام إلى أن دخلوا إلى حلب فعمل محمود البلخي عزومة وأرسل يطلب علاء الدين فشاور المقدم فمنعه وسافروا من حلب إلى أن بقي بينهم وبين بغداد مرحلة فعمل محمود البلخي عزومة وأرسل بطلب علاء الدين ، فشاور المقدم فمنعه ، فقال علاء الدين :
لابد لي من الرواح .
ثم قام وتقلد بسيف تحت ثيابه وسار إلى أن دخل على محمود البلخي فقام لملتقاه وسلم عليه وأحضر له سفرة عظيمة فأكلوا وشربوا وغسلوا أيديهم ومال محمود البلخي على علاء الدين ليأخذ منه قبلة فلاقاه في كفه وقال له :
ما مرادك أن تعمل ?
فقال محمود البلخي :
إني أحضرتك ومرادي أعمل معك حظاً في هذا المجال ونفسر قول من قال :
أيمكن أن تجيء لنا لحـظـه ........ كجلب شويهة أو شي بيضـه
وتأكل ما تيسر مـن خـبـيز ........ وتقبض ما تحمل من فضيضه
وتحمل ما تشاء بغير عـسـر ........ شبيراً أو فتيراً أو قبـيضـه
ثم إن محمود البلخي هم بعلاء الدين وأراد أن يفترسه فقام علاء الدين وجرد سيفه وقال له :
واشيبتاه أما تخشى الله وهو شديد المحال ولم تسمع قول من قال :
احفظ مشيبك من عيب يدنسـه ........ إن البياض سريع الحمل للدنس
فلما فرغ علاء الدين من شعره قال لمحمود :
إن هذه البضاعة أمانة الله لا تباع ، ولو بعتها لغيرك بالذهب لما بعتها لك بالفضة ، ولكن والله يا خبيث ما بقيت أرافقك أبداً .
ثم رجع علاء الدين إلى المقدم كمال الدين وقال له :
إن هذا رجل فاسق فأنا ما بقيت أرافقه أبداً ، ولا أمشي معه في الطريق .
فقال له المقدم :
يا ولدي قلت لك لا تروح عنده ، ولكن يا ولدي إن افترقنا منه نخشى على أنفسنا التلف فخلنا قفلاً واحداً .
فقال له علاء الدين :
لا يمكن أن أرافقه في الطريق أبداً ثم حمل علاء الدين حموله وسار هو ومن معه إلى أن نزلوا في واد وأرادوا أن يحطوا فيه فقال العكام :
لا تحطوا هنا واستمروا رائحين وأسرعوا في المسير لعلنا نحصل بغداد قبل أن تقفل أبوابها فإنهم لا يفتحونها ولا يقفلونها إلا بعد الشمس خوفاً على المدينة أن يملكها الروافض ويرموا كتب العلم في دجلة .
فقال له علاء الدين :
يا والدي أنا ما توجهت بهذا المتجر إلى هذا البلد لأجل أن أتسبب بل لأجل الفرجة على بلاد الناس .
فقال له المقدم :
يا ولدي نخشى عليك وعلى مالك من العرب .
فقال له علاء الدين : هل أنت خادم أو مخدوم ? أنا ما أدخل بغداد إلا في وقت الصباح لأجل أن تنظر أولاد بغداد إلى متجري ويعرفونني .
فقال له العكام :
افعل ما تريد فأنا أنصحك وأنت تعرف خلاصك .
فأمرهم علاء الدين بتنزيل الأحمال عن البغال فأنزلوا الأحمال ونصبوا الصيوان واستمروا مقيمين إلى نصف الليل ، ثم طلع علاء الدين يزيل ضرورة فرأى شيئاً يلمع على بعد فقال للعكام :
يا مقدم ما هذا الشيء الذي يلمع ?
فتأمل العكام وحقق النظر فرأى الذي يلمع أسنة رماح وسيوفاً بدوية ، وإذا بهم عرب ورئيسهم يسمى شيخ العرب عجلان أبو ناب ، ولما قرب العرب منهم ورأوا حمولهم قالوا لبعضهم :
يا ليلة الغنيمة .
فلما سمعوهم يقولون ذلك قال المقدم كمال الدين العكام :
حاسب يا أقل العرب ....
فلطشه أبو ناب بحربته في صدره فخرجت تلمع من ظهره فوقع على باب الخيمة قتيلاً فقال السقا :
حاسب يا أخس العرب ...
فضربوه بسيف على عاتقه فخرج يلمع من علائقه ووقع قتيلاً ، كل هذا جرى وعلاء الدين واقف ينظر ، ثم إن العرب جالوا وصالوا على القافلة فقتلوهم ولم يبق أحد من طائفة علاء الدين ثم حملوا الأحمال على ظهور البغال وراحوا فقال علاء الدين لنفسه :
ما يقتلك إلا بغلتك وبدلتك هذه .
فقام وقطع البدلة ورماها على ظهر البغلة وصار بالقميص والسروال فقط والتفت قدامه إلى باب الخيمة فوجد بركة دم سائلة من القتلى فصار يتمرغ فيها بالقميص والسروال حتى صار كالقتيل الغريق في دمه .
هذا ما كان من أمره .
وأما ما كان من أمر شيخ العرب عجلان فإنه قال لجماعته :
يا عرب هذه القافلة داخلة من مصر أو خارجة من بغداد .
|
|
|