21-05-2009, 06:19 PM
|
#324
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة الرابعة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة قال لجاريته قوت القلوب :
مرادي أن تسمعيه نوبة على العود من غرائب الموجود لأجل أن يتسلى عن الهم والأحزان .
فقامت الجارية وعملت نوبة من الغرائب فقال الخليفة :
ما تقول يا علاء الدين في صوت هذه الجارية ?
فقال له علاء الدين :
إن زبيدة أحسن صوتاً منها إلا أنها صاحبة صناعة في ضرب العود لأنها تطرب الحجر الجلمود .
فقال له الخليفة :
هل هي أعجبتك ?
فقال له علاء الدين :
أعجبتني يا أمير المؤمنين .
فقال الخليفة :
وحياة رأسي وتربة جدودي أنها هبة مني إليك هي وجواريها .
فظن علاء الدين أن الخليفة يمزح معه فلما أصبح الخليفة دخل على جاريته قوت القلوب ، وقال لها :
أنا وهبتك لعلاء الدين .
ففرحت بذلك لأنها رأته وأحبته ثم تحول الخليفة من قصر السرايا إلى الديوان ودعا بالحمالين وقال لهم :
انقلوا أمتعة قوت القلوب وحطوها في التختروان هي وجواريها إلى بيت علاء الدين .
فنقلوها هي وجواريها وامتعتها وأدخلوها القصر وجلس الخليفة في مجلس الحكم إلى آخر النهار ، ثم انفض الديوان ودخل قصره .
هذا ما كان من أمره .
وأما ما كان من أمر قوت القلوب فإنها لما دخلت قصر علاء الدين هي وجواريها وكانوا أربعين جارية غير الطواشية ، قالت لاثنين من الطواشية :
أحدكما يقعد على كرسي في ميمنة الباب والثاني يقعد على كرسي في ميسرته وحين يأتي علاء الدين قبلا يديه وقولا له :
إن سيدتنا قوت القلوب تطلبك إلى القصر فإن الخليفة وهبها لك هي وجواريها .
فقالا لها :
سمعاً وطاعة .
ثم فعلا ما أمرتهما به فلما أقبل علاء الدين وجد اثنين من طواشية الخليفة جالسين بالباب فاستغرب الأمر وقال في نفسه :
لعل هذا ما هو بيتي وإلا فما الخبر ?
فلما رأته الطواشية قاموا إليه وقبلوا يديه ، وقالوا :
نحن من أتباع الخليفة ومماليك قوت القلوب وهي تسلم عليك وتقول لك أن الخليفة قد وهبها لك هي وجواريها وتطلبك عندها .
فقال لهم علاء الدين :
قولوا لها :
مرحباً بك ولكن ما دمت عنده ما يدخل القصر الذي أنت فيه لأن ما كان للمولى لا يصلح أن يكون للخدام ، وقولا لها :
ما مقدار مصروفك عند الخليفة في كل يوم ?
فطلعوا إليها وقالوا لها ذلك فقالت :
كل يوم مائة دينار .
فقال لنفسه :
أنا ليس لي حاجة بأن يهب لي الخليفة قوت القلوب حتى أصرف عليها هذا المصروف ولكن لا حيلة في ذلك .
ثم إنها أقامت عنده عدة أيام وهو مرتب لها في كل يوم مائة دينار إلى أن انقطع علاء الدين عن الديوان يوماً من الأيام فقال الخليفة للوزير جعفر :
أنا ما وهبت قوت القلوب لعلاء الدين إلا لتسليته عن زوجته ، وما سبب انقطاعه ?
فقال جعفر :
لعله ما قطعه عنا إلا عذر ولكن نحن نزوره .
وكان قبل ذلك بأيام قال علاء الدين للوزير :
أنا شكوت للخليفة ما أجده من الحزن على زوجتي زبيدة العودية فوهب لي قوت القلوب .
فقال له الوزير :
لولا أنه يحبك ما وهبها لك وهل دخلت بها يا علاء الدين ?
فقال علاء الدين :
لا والله لا أعرف لها طولاً من عرض .
فقال له الوزير :
ما سبب ذلك ?
فقال علاء الدين :
يا وزير الذي يصلح للمولى لا يصلح للخدام .
ثم إن الخليفة وجعفر اختفيا وسارا لزيارة علاء الدين ولم يزالا سائرين إلى أن دخلا على علاء الدين فعرفهما وقام وقبل يد الخليفة فلما رآه الخليفة وجد عليه علامة الحزن فقال له :
يا علاء الدين ما سبب هذا الحزن الذي أنت فيه أما دخلت على قوت القلوب ?
فقال علاء الدين :
يا أمير المؤمنين الذي يصلح للمولى لا يصلح للخدام وإني إلى الآن ما دخلت عليها ولا أعرف لها طولاً من عرض فأقلني منها .
فقال الخليفة :
إن مرادي الإجتماع بها حتى أسألها عن حالها .
فقال علاء الدين :
سمعاً وطاعة يا أمير المؤمنين .
فدخل عليها الخليفة .
|
|
|