عرض مشاركة واحدة
قديم 22-05-2009, 01:46 AM   #1
المفتخر بعبوديته لله
عضو


الصورة الرمزية المفتخر بعبوديته لله
المفتخر بعبوديته لله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24090
 تاريخ التسجيل :  05 2008
 أخر زيارة : 23-05-2009 (06:07 AM)
 المشاركات : 10 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
كيف ننظر للآخر؟ .. الاختلاف المذهبي مثالاً



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

لا أعلم في الحقيقة إلى أي مدى يمكن أن أعبر عما يدور بخلدي، وإلى أي مدى يمكن أن أكون مقنعاً رغم أنني لا أسعى إلى ذلك، وإنما أسعى فقط إلى أن أكون صادقاً مع نفسي أولاً ومع كل من يقرأ كلامي أو يدخل في نقاش معي ..
كما ألتمس العذر عن عدم تفاعلي مع الإخوة والأخوات الكرام وكثرة تغيبي عن المنتدى وذلك لأسباب وظروف لا داعي لذكرها ..

وأعتقد -غير جازم- بأن هذا الموضوع سوف يحصد بعض التعليقات التي تعودت ألا تفتح أفقاً أمام الأفكار الأخرى والسبب في ذلك أنها لم تعتد على سماع أي أفكار أخرى خارج ما تعلمته - وتلقته، ولُقِّنته- في محيطها الثقافي.. والواقع أن هذا الموضوع ينتقد هذه الظاهرة بشكل أساسي!

وبالله التوفيق

_____________



"أنا في الجنة وغيري في النار"
ربما تكون هذه هي القاعدة التي(يتشدق) بها بعضنا أو يركن إليها ويترجمها ترجمة خاطئة وذلك عندما يدخل في: نقاش/علاقة اجتماعية/دراسة/عمل .. أو غير ذلك من مساحات الالتقاء مع الآخر الذي يختلف معه في الرأي أو العقيدة أو المذهب.
فيقوم بخلق الحواجز الوهمية كفعل (أو كردة فعل) معبراً عما يكتنز في نفسه من تحامل على هذا الطرف.. لا لشيء إلا أنه - أي الطرف الآخر- يحمل أفكاراً قد لا تلتقي في بعض خطوطها مع أفكاره، وسوف أذكر باختصار بعض مناشئ هذا الاختلاف.

ظناً منه أنه قام بالواجب الشرعي، ضارباً بالواجب الأخلاقي - الذي يتفق جميع المسلمين على أن الرسول إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق- عرض الجدار .

وقد تلاحظ أن التركيز ينصب على الاختلاف الديني أو المذهبي،وذلك لأن (العقيدة الدينية) هي المحرك الفكري وهي السياج الذي من المفترض أن تحد كل تصرفات الدائنين بها.


لنكن صريحين مع أنفسنا
لا أدعو أحد لأن ينقلب على كل معتقداته وخصوصاً ما ثبت له صحتها بالفطرة كاللإيمان بالله، والأمانة والأخلاق الكريمة واحترام ورعاية الوالدين والتواضع والعطف على المسكين وغيرها من محامد الأخلاق والمعاملات.
ولكن ألا تتفقون معي بأننا أصبحنا أتباع المذهب (س) وذلك لأننا ولدنا في محيط أسري واجتماعي معين؟!
يمعنى آخر لو ولدنا في أسرة حنفية في مصر لأصبحنا حنيفيون، ولو ولدنا في أسرة حنبلية لأصبحنا حنبليون.. وهكذا ..
أتراني أصبحت سنياً لو ولدت في مدينة النجف العراقية؟ أو أصبحت شيعياً لو ولدت في بيت من بيوتات نجد؟
والشاذ منا هو من يخرج عن هذه القاعدة.. ونسبتهم جداً ضئيلة ولا تكاد تذكر، وأسباب هذا الشواذ له مقام آخر.

ولذلك لا ينبغي لي أن أرى نفسي أفضل الفضلاء وغيري أرذل الأرذلين.. لأنه في النهاية لم نكن مختارين - نشأة وخلقة وبشكل مبدئي وأساسي- لما نحن عليه من عقيدة ومذهب.
أو على الأقل:
من المفترض أن أتعامل مع غيري من منطلق أنني لا أعلم أنه قام باختيار هذا الدين أو ذاك.
فهو ليس إلا إنسان خلق في بيئة وجو معين واكتسب ثقافية دينية واجتماعية معينة، وليس من حقي أن أنظر له نظرة أتعمد فيها أن أحتقره فيها أو أتفوه له بكلام ينتقص من إنسانيته!


أسباب الخلاف وما يشجع عليه

بشكل مختصر وسريع وبما يحضرني من نقاط :

- الاختلاف الطبيعي بين البشر:
فلو شاء الله لجعلنا أمة واحدة ومؤمنين (مرة واحدة) ولكن شاءت حكمته في خلقه أن يبتليهم كيف يتعاملون في اختلافاتهم؟ هل يعدلون، أم يظلمون؟ هل رحمون، أم يبطشون؟ هل يحييون، أم يقتلون؟

- تراكمات تاريخية ساعدت على ذلك:
فقد لا يكون الاختلاف في بداية الأمر بهذه الحدة وبهذا الشكل، ولكنه مع مرور الزمن وتعاقب الأجيال، يتخذ الاختلاف شكل الخلاف ويكتسب طابعاً آخر أكثر شراسة وفتكاً بالمجتمع.

- الاستغلال:
يتنفع بعض الساسة من الحكام على مر الأزمان مستغلاً الاختلاف المذهبي أو الديني لكي يقوي شوكته ويدعم من سلطانه، فبغية جلب المؤيدين يغدق على فئة منهم من الخيرات ويفسح لهم المجال بالتحرك في شتى الصُعد، ويوفر لهم كافة الإمكانات وكل أجهزة الإعلام .. ليوهمهم بمحبته لهم، في حين أنه يستغل اختلافهم ويمتطيهم للوصول إلى مآربه السلطوية والجبروتية.. ولنا في التاريخ (الماضي والحاضر) خير شاهد على ذلك (( بلاش نحكي سياسة خخ )).




الخلاصة
عادة لا أوفق للخاتمة في مواضيعي( ولا في الموضوع حتى خخخ) وذلك لأنني أكتب بشكل سريع ومستعجل، مع أن الخاتمة تحتوي الخلاصة والزبدة كما يقولون فينبغي الدقة في انتقاء الكلام والتأني، وهذا ما لا أتوخاه ولكن على كل حال:

* أنا أسعى للجنة وغيري يسعى للجنة، (لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)..
*علينا أن نعزز الثقة بأنفسنا بالوعي وليس بما وجدنا عليه آباءنا فقط.
وعلينا أن نبني الثقة بين أنفسنا ونشجع عليها.
*ليس بالضرورة أن يكون صاحب اللحية بإرهابي ومتعصب وإقصائي، وحليق اللحية ليس بالضرورة أن يكون مستهتراً وفاحشاً!
*دعني أتعامل مع الناس بحسب إخلاصهم وكفاءتهم وليس بحسب انتمائهم المذهبي أو الأسري.
* علينا ان نتعلم أن : (قول الحق ولو على أنفسنا).
* يقول الإمام علي بن أبي طالب: (الناس إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق".
* (الخلق عيال الله وأحب الخلق أنفعهم لعياله)
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس