V I P
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 23056
|
تاريخ التسجيل : 02 2008
|
أخر زيارة : 09-04-2012 (07:12 PM)
|
المشاركات :
5,013 [
+
] |
التقييم : 121
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
{ ,, انسيه يآ ابنتي ,, }
التفت أبو فادي إلى الجميع " الأم ,, أمل ,, مروان ,, وائل "
و وجهُه لا يفسّر ,, صَمت للحضات ,,
الجميع حوله في تلهّف لمعرفة أي خبر عن فادي ,,
تنهّد بعمق ٍ ,, ثم قال بالحرف الواحد ..
" لقد تمّ تعيين فادي كطبيب في مشفى العاصمة ,,
و يريدنوه أن يحضر أوراقه ؛ ليبدأ عمله في المشفى بأقرب فرصة "
قفز وائل فرحــًا : " إذآ سينفذ وعده الذي قطعه لي !! "
تعجّب الجميع مـن تصرّفه ,, و تعجّبوا أكثر من قوله ,,
وكزه مروان و قال له ساخرًا : " عجبــًا لهذيانك فقد أتى بموعده الخاطئ ,,
فعلى حدّ علمي أنت لا تهذي إلا و الناس نيام أو قبل ما تشرق الشمس !! "
وائل : " الذي يسمع كلامك يقول بأنك شيطان شعري الذي يسوس لي "
مروان : " لا أنـا وجه البوم الذي يُلهمك الجمال !! "
وائل + مروان " ههههههههههههآآآيــ "
طبعــًا الشابان ,, انقلبا على ظهورهما من الضحك ,,
ارتسمت علامات الإستغراب على الجميع ,,
فليس هذا هو وقت الضحك ,,
صرخ الأب بهما جميعــًا " يا أطفال ,, ألم تكبرا بعد ,, ألا تدركان ما نحن فيه ؟! اصمتا ,, "
أجاباه قائلان و هم يكتمان ضحكتهما : " حااااظرين .. سنصمت "
الأم و هي تغالب دموعها " يا ناس و الله قلبي مو مطمّن ,,
أشعر بأن مكروهــًا أصاب فادي "
هنا هدأ الجميع ,,
توجّه مروان لعند أمّه و قال لها " أماه ,, ألا تؤمنين بحكمة المولى ؟! "
الأم : " بلى "
مروان : "إذا الخيرة فما اختاره المولى عزّ و جلّ "
الأم : " و الله إني أؤمن بحكمة المولى أشدّ الإيمان ,,
و أؤمن بالقدر خيرهـ و شرّهـ ,,
لكن ما أنا فيه لا يحتمله القلب ,,
فابني فلذة فؤادي بعيدٌ عني ,,
و أنا لا أعرف عنه أهو حيّ أو ميّتـ"
أنهتـْـ حديثها و وضعت يديّها على خديّها ,,
و بكت و بكت و بكت حتى أغرقت خديّها بالدموع ,,
مروان : " أمي ,,بإذن الله سيعود فادي قريبـًا ,,
قد يكون توجّه إلى مكانٍ ما و نسي أن يُخبركِ"
عندما سمعت الأم هذا الكلام تذكرت شيئــًا ,,
تذّكرت بأن فادي ودّعها و أخبرها بأنه سيتّجه نحو البساتين !!
هنا دغدغ الأمل قلبها و قالت : " مروان ,, وائل .. إذهبا و ابحثـا عنه بين البساتين "
لم تكمل أم فادي جملتها ,, حتى هبّ الشابان للبحث عنه ,,
و تناسيا الحرّ الشديد في عزّ الظهيرة ,,
و التعب الكبير الذي يشعران به جراء السهر في الليل ,,
و المواصلة حتى الصباح بدون أن يغمض لهما جفن ,,
على العكس من ذلك فقد تحولت كلّ ذرةٍ في جسدهما ,,
لمصنع ٍ من الطاقة ,, و حماس ٍ شديد ٍ للقياه ,,
فكليهما يملكان الكثير من الحب و الإحترام له ,,
فهو الأخ الكبير و الطيب .. لــ مروان ,,
و الأخ الكبير و الحنون الذي لم تلده أمّـه .. لــ وائل ,,
******
" ألم تجدوا معه أي هوية أو ورقة تدل على شخصيّته ؟! "
" لا لم نجد .. يبدو جسده في غاية الإرهاق ,, "
" نعم ,, يبدو أنه قد عانى كثيرًا حتى وصل إلى هنا ,, بعدما أصيب بالجرح في رأسه ,, "
" دكتور ,, هل تظنّه نـائم أم أنه في غيبوبة ؟! "
" يبدو من هيئته أنه مستغرقٌ في النوم .. "
"ماذا نفعل معه حضرة الطبيب ؟! "
"واجبنا الطبي و ضميرنا الإنساني يستوجب علينا علاجه ,,
حتى و إن لم يملك أي إثبات يدل على هويته ,,
هيا أيتها الممرضه قيس ِ نبض قلبه و ضغط الدّم في جسده ,,
و أحضري له السيروم بسرعة "
" أمرك حضرة الطبيب ,, سأسرع بقدر إستطاعتي "
******
في غرفةٍ أخرى من غُرف المشفى ,,
و قد بدت على نزيلتها أولى علامات التحسن ,,
فله : " أمي أين فادي ؟! "
أم فله : " لا أدري ,, خرج من الغرفةِ قبل أكثر من ساعة ,,
بعدما اطمأنّ على صحّتكِ ,, و لم أعرف إلى أين توجّه !!"
فله : " أمي كيف سمحتي له بالخروج ,, و هو في غاية التعب ؟! "
أم فله : " يا ابنتي ,, ما الذي يربطنا بذلك الشاب ؟! "
فله : " أمي ألا يكفي أنه أنقذ حياتي ؟! "
أم فله : " يا ابنتي ,, ألم تفهمي بعد بأنه هو السبب في كلّ ما حدث لكِ ؟! "
فله : " أمييي ,, أرجوكِ لا تعيدي هذا الكلام ,, أريد أن أطمئنّ عليه,,
أرجوكِ يا أمي ابحثي عنه !! "
أم فله : " حسنــًا "
ذهبت أم فله للبحث عن فادي داخل المشفى ,,
دارت بين كلّ الأقسام و لم تجد له أي أثر ,,
ملت من البحث ,, فقررت أن تعود إلى ابنتها ,,
فلعله يتواجد معها في الغرفة و هي لا تدري !!
و في طريق رجوعها للغرفة سمعت حوارًا شدّها يقوة
" نعم .. إنه لا يملك أي دليل ٍ على هويته ,, "
" و كيف هي صحته ,, فقد سمعتـُـ أنه سقط مغشيــًا عليه في الممر "
" الحمد لله صحته مستقرّه ,, و قد باشرنا بعلاج جرحه في مأخرةِ الرأس ,,
و عندما يستيقظ سنعرف عنه كل شيء "
نبضات قلب أم فله تسارعت ,,
فقد شعرت بأن الحديث يدور حول فادي ,,
اقتربت نحو الطبيبين و جسدها يرتجف ,,
" السلام عليكم "
" و عليكم السلام ,, كيف أستطيع أن أخدمكِ أيتها السيدة "
" سمعت أنكما كنتما تتحدثان عن شاب سقط في الممر ,,
و أحببت أن أستفسر عنه ,, فلربما أني أعرفه "
" إذا تعالي معي ,, "
توجّه بها الطبيب نحو القسم و رأيا " فآآديــ " معـًا ,,
تأمّلته قليلا ًً ,, و الطبيب ينتظر منها إجابة ,,
لكنها لم تقل شيئــًا ,, أبصر دمعة ً خرجت من عينها و قد سارعت لمسحها ,,
فأدرك بحدسه أنها عرفته ,,
الطبيب : " أختي ,, هل عرفتي الشاب ؟! "
أم فله : " لا لم أعرفه !! "
الطبيب وهو يحاول أن يتأكّد مما شعر به: " إذا لمَ تأملتيهِ كثيرًا "
أمّ فله و هي تتلعثم في الجواب : " كنتُ أظنه ابن أختي ,, لكن يبدو أنه ليس هو "
الطبيب : " حسنـًا حسنـًا ,, هل تريدين أي خدمةٍ أخرى يا أختي ؟! "
و أكمل بدهاء " و هل تريدين مساعدة ً على إيجاد ابن أختكِ ؟! "
أم فله و هي تحاول التهرّب منه : " لا شكرًا ,, سأعود لغرفة ابنتي
فهي ترقد في أحد غرف المشفى "
الطبيب : " الله يعافيها ,, خذي كامل حريتكِ ,, "
أم فله : " مع السلامة "
الطبيب : " الله يسلمك "
توجّهت الأم إلى غرفة ابنتها و قد شكرت الله على أن خلّصها من هذا الموقف ,,
لكن الطبيب لم يهدأ له بال ,,
فالشكوك في رأسه كبيرة ٌ جدًا ,,
فقرر أن يقوم بشيء يكشف له عن صحّةِ ظنونه !!
يا ترى ماذا سيفعل ؟!
******
مروان : " هل وَجدت شيئــًا يا وائل ؟! "
وائل : " لا لم أجد له أي أثر ,, ما رأيكَ أن نفترق كلٌ منا يتّجه إلى جهة ,,
حتى نسهّل عمليّة البحث "
مروان : " أوافق ,, و لكن بشرط "
وائل : " ما هو ؟!! "
مروان : " أن نصيد !!! "
وائل و قد فهمَ ما يقصده : " أخوكَ مختفي ,, و لا نعرفُ أين هو ,, و أنت تريد الصيد !! "
مروان : " إنه عاقل و يعرف كيف يخلّص نفسه ,, و إذا لم تأتي معي سأذهب لوحدي "
وائل : " الله يكفينا من شرك و شر صيدك ,, سآتي معك لكن نصيد واحدة ً فقط !! "
مروان : " اجعلهما اثنتان واحدة ٌ لي و الأخرى لكَ "
وائل : " أووووف لا أريد أن أصطاد أي شيئــًا ,, اصطد ْ لوحدكَ كيفما تشاء "
مروان : " و هذا ما سيحصل "
الصيد الذي كان يقصده مروان هو : صيد العقارب !!
فهذه هواية ٌ جمعتهما منذ الصغر ,,
يقلبان الأحجار و يتسابقان في قتل أكبر عدد من العقارب ,,
و أحيانــًا من يصطاد الأكبر ,,
ومرّه من يجد أصغر عقرب ,,
و مرّه من يجمع أكبر كميّة من السم !!
و هكذا كل يوم صيد من نوع مختلف ,,
طبعــًا أصبحت لهمـا خبرة ً كبيرة في هذا المجال ,,
و الفضل في هذا يعود إلى " فـَـــآآديــ " فهو من علّمهما أصول صيد العقارب ,,
ليس هذا فحسب بل أيضــًا لهم مواقف كثيرة مضحكة و مخيفة في نفس الوقت ,,
ليس مع العقارب فقط ,, إنمـا مع " الأفاعي " أيضــًا ,,
فهي تنتشر أيضـًا في هذه المنطقة ,,
******
|