من إيمان الفطرة إلى إيمان اليقين
(يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا(174)(النساء)
"إن الإيمان ليخلق (يضعف ويبلى) في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فسلوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم" حديث شريف، رواه الطبراني)
"إن الإيمان هو أقوى وأنبل نتائج البحوث العلمية.
إن الإيمان بلا علم ليمشي مشية الأعرج.
وإن العلم بلا إيمان ليتلمس تلمس الأعمى." (أينشتاين)
******************************
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)
*****************************
(اقرأ باسم ربك الذي خلق ) أول آية مباركة في التنزيل، هي أمر من المولى عز وعلا لكل إنسان عاقل بأن يتعلم، والاستزادة من العلم أمر إلهي آخر (وقل رب زدني علما) والذي بلغ الدعوة عليه أزكى الصلوات، وصف نفسه قائلا: "إنما بعثت معلما" لذلك لا ينتقل العبد المكلف من خانة المسلم بالهوية، وهي مع الأسف حالة أكثر المسلمين اليوم، إلى خانة المسلم المؤمن حقا، وهي حالة القلة، إلأ إذا انتقل بإيمانه نقلة نوعية، من إيمان الفطرة إلى إيمان البرهان أي الحجة والدليل، ولا يكون ذلك إلا بواسطة العلم، فالايمان الصحيح، هو عملية منطقية، فكرية، علمية، قبل أن يصبح مسألة وجدانية شعورية. ولا يخشع قلب الانسان وتلتزم جوارحه بالطاعة لتعاليم السماء، إلا إذا تكونت لديه الحجة والبرهان، أي الدليل العقلي المنطقي والعلمي الذي من خلاله لا مناص لكل خلية من خلايا دماغه المفكر بالتملص منه، وعندئد فقط يخشع قلبه وتلتزم جوارحه، وتصبح لديه المناعة ضد كل أصوات التشكيك المنبعثة من النفوس المريضة، الأمارة بالسوء، الظانة بالله (ظن السوء) وما أكثرها وأعتاها في داخلنا ومن حولنا...