**************
النفس = الدم
**************
يمكن أن نعرف النفس، (معنى ثالث غير ذات الله وصفاته- والروح) بأنها الدم.
فالدم هو المخلوق الوحيد في الجسم الذي نستطيع أن نقول بأنه مصدر جيمع الظواهر العضوية والنفسية التي ننسبها إلى النفس. وكما بدأ علم الكيمياء العضوية وعلم معالجة الأمراض النفسية بالمواد الكيميائية يثبت ذلك.
منذ منتصف القرن العشرين بدأ علماء الكيمياء العضوية يكتشفون تباعا أن كل القوى العقلية والانفعالات والتصرفات التي تدرس اليوم تحت اسم الظواهر والأمراض النفسية والعقلية ما هي إلا نتيجة لتداخلات ومؤثرات مادية بواسطة مواد بيوكميائية تفرزها مجموعات من الخلايا، وتصب كلها في الدم أو السوائل الناشئة منه والذي ينقلها بدوره إلى مختلف أعضاء الجسم التي ستكون مسرح الانفعالات والتصرفات التي ندعوها بالنفسية، سواء كانت سليمة أو مرضية: من حبور وسرور وانشراح أو غضب وخوف وقلق أوهلوسة وضياع...
النفس بمعنى الدم:
هناك قاعدة تعتمد في التفسير فعندما لا نستطيع استخلاص معنى الكلمة من كتاب الله نلجأ إلى الحديث الشريف التزاما بقوله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) (النحل 44)
وإن لم نجد، ونادرا ما يحصل ذلك، نلجأ إلى معاجم اللغة.
روي عن الرسول الكريم قوله: "ما ليس له نفس سائلة، فإنه لا ينجس الماء إذا مات فيه... كل شيء له نفس سائلة فمات في الإناء ينجسه".
والواضح أنه عليه أفضل الصلوات وأزكى التحيات قد عني بالنفس السائلة: الدم (عن لسان العرب رواه النخعي).
وتشير معاجم اللغة أن من معاني كلمة "النفس" "الدم" يقال امرأة "نفساء" أي ولدت حديثا، وكذلك قول الشاعر:
تسيل على حد الظبات(السيوف) نفوسنا(دماؤنا) = وليس على غير الظبات تسيل
استنادا إلى ما سبق، يمكن أن نعرف النفس بأنها الدم.
فالدم هو المخلوق الوحيد في الجسم الذي تستطيع أن نقول بأنه مصدر جيمع الظواهر العضوية والنفسية التي ننسبها إلى النفس. وكما بدأ علم الكيمياء العضوية وعلم معالجة الأمراض النفسية بالمواد الكيميائية يثبت ذلك.
منذ منتصف القرن العشرين بدأ علماء الكيمياء العضوية يكتشفون تباعا أن كل القوى العقلية والانفعالات والتصرفات التي ندرسها اليوم تحت اسم الظواهر والأمراض النفسية والعقلية ما هي إلا نتيجة لتداخلات ومؤثرات مادية بواسطة مواد بيوكيائية تفرزها مجموعات من الخلايا، وتصب كلها في الدم أو السوائل الناشئة منه والذي ينقلها بدوره إلى مختلف أعضاء الجسم التي ستكون مسرح الانفعالات والتصرفات التي ندعوها بالنفسية، سواء كانت سليمة أو مرضية من حبور وسرور وانشراح أو غضب وخوف وقلق وهلوسة وضياع...
ولقد اكتشف العلم منذ بدء الستينات مئات المواد الكيميائية في داخل الجسم وخارجه وكلها تتحكم في الظواهر والأمراض النفسية، وتنتقل أو توجد أو تصب في الدم ينقلها إلى مختلف أعضاء الجسم التي ستكون مسرح العوارض النفسية، وهكذا تتضح الصورة تدريجيا. فإذا عرفنا النفس بأنها الدم، فهذا التعريف الموجز الجامع البسيط يتوافق مع ما بدأ علم كيمياء العوارض النفسية بإثباته. وهذا علم جديد لا يتجاوز عمره بضع سنين، فكل العوارض النفسية من حبور وغضب وهلوسة وهدوء تتحكم فيها بالحقيقة مواد كيميائية ينقلها الدم إلى مختلف أعضاء الجسم التي هي مسرح الانفعالات.
مثلا: الخوف: هو عارض نفسي له ظواهر نفسية وعضوية، وتسببه مواد كيميائية، كذلك القلق والإحباط النفسي. ومنعا لكل تساؤل من أننا إذا عرفنا النفس بأنها الدم، يصبح معنى ذلك أننا نستطيع تغيير نفسية الإنسان بتغيير دمه، نقول:
المسألة ليست بهذه السهولة، فالمواد الكيميائية التي تسبب الظواهر النفسية تفرزها الغدد الصم ومختلف المراكز العصبية التي تصب هذه المواد في الدم.
فالدم هو مستقر ومستودع لمئات المواد الكيميائية التي تتأتى من مختلف أجزاء الجسم: كالجهاز الهضمي والغدد الصم، والخلايا العصبية المنتشرة في مختلف أعضاء الجسم والدماغ، لذلك فإن القول بأننا نستطيع تغيير نفسية الإنسان بتغيير دمه هو قول سطحي ومرفوض.
...