عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2009, 05:34 AM   #1
آه ياسنيني
المركز الاول (أميرة الأبجديّــات)


الصورة الرمزية آه ياسنيني
آه ياسنيني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27270
 تاريخ التسجيل :  03 2009
 أخر زيارة : 29-12-2011 (06:32 AM)
 المشاركات : 817 [ + ]
 التقييم :  54
لوني المفضل : Cadetblue
قـصــة..رحلة البحث عن..الوهم..!!



نديم فتى" مهذب،ولد لأبوين أفضل ما ننعتهما به أنهما يتشاركان مشروعا"واحدا"..يسمونه الأسرة..!!
طفولته عادية،لعب كما يلعب جميع الأطفال،يأكل ويشرب كأقرانه،ينام ويصحو ككل الأطفال،يذهب إلى الملاهي
نهاية الأسبوع،بصحبة والديه.. الشريكين،يلهو حتى يتعب،يأكل الآيسكريم ولا ينسى شعر البنات،ويمضي الوقت
ويعود بصحبتهما إلى المنزل،يعود لمدرسته بنشاط،ينتهي اليوم الدراسي يعود بعدها بصحبة والده،يجد والدته قد أعدت الطعام،فيأخذ كل منهم مكانه إلى
طاولة الطعام،ينتهي الغداء،يأخذون قيلولة مابعد الظهيرة،عصرا"يؤدي وظيفته
المدرسية،يفتح التلفاز ليشاهد الرسوم المتحركة،بينما والده يجلس بجانب والدته،
يتناولان القهوة ويتبادلان الحديث،يخرج بعدها ليجد رفقاه يلعبون الكرة في الشارع فيشاركهم،يعود إلى المنزل قرب
المغرب،يجتمع مع أبويه اللذين يلاطفانه،
ويشجعانه على أن يحكي لهم أحداث يومه العادي،يتناولون عشاءهم،ثم يذهب
لغرفته،يجهز حقيبته المدرسية وأغراضه،
ثم يخلد للنوم مبكرا"،فأمامه غدا يوم
دراسي آخر..
هكذا هي حياته أو كانت هكذا حتى صباح
أحد الأيام،عندما أوصله والده إلى مدرسته مبكرا أكثر من عادته لكون والده
سيذهب في مهمة رسمية لإحدى المدن القريبة،وسيأتي خاله لأخذه عند الظهيرة،
ودع والده ونزل من السيارة،وقبل دخوله من بوابة المدرسة،سمع أحدا"يهمس بإسمه..نديم..نديم ..
تلفت نديم فلم يرى أحدا"سوى حارس المدرسة،وهو رجل كبير في السن ضعيف السمع،سأله
نديم بصوت عال:
صباح الخير يا عم راضي..هل ناديتني؟
كان العم راضي يجلس على كرسي حديدي..وبجانبه براد من الشاي وكأس صغير بيده يرشف منه..
نظر إلى نديم وأبتسم وقال:
نديم !
صباح الخير بني،لكن ألست مبكرا اليوم؟
بقي مايقارب الساعة والنصف على بدأ الدوام..
تعجب نديم،إذن لم يلحظ عم راضي وجوده إلا بعد أن تحدث إليه،إذن..من ناداه..؟!
تلفت مرة"أخرى،لم يلحظ أحدا"إن الوقت
مبكرا جدا لتوافد الطلاب وحضور أصحابه،
لمح الشجرة الكبيرة ذات الجذع العريض
والقريبة بعض الشيئ من المدرسة والتي لم يرى في السابق أحدا يقترب منها ولا يدري السبب،وفكر هل يوجد أحد خلفها..؟
وحينها..سمع نفس الصوت يناديه:
نديم..نعم أنا خلف هذه الشجرة تعال أرجوك..
أرتعب نديم لسماعه الصوت مجددا"،إذن
بالفعل هناك شخص يناديه بإسمه،ويرجوه أن يذهب إليه!
من هو وكيف عرف أسمه؟
مالبث الصوت أن عاد يحمل نبرة رجاء:
نديم..أرجوك..تعال
أنتبه نديم وخطر بباله أنه ربما يكون بحاجة للمساعدة،ودون مزيد من التفكير
أتجه بسرعة إلى حيث تلك الشجرة ذات الفروع المترامية والتي يبدو أنها زرعت هنا
قبل عشرات السنين،
وصل إليها ودار حول جذعها ليفاجأ بوجود
رجل كهل،قد أبيض شعر رأسه ولحيته،مسند رأسه لجذع الشجرة،ألتفت لنديم وهو يبتسم
بوهن ثم قال:
نديم..لا تخف يا نديم..أقترب وأجلس بجانبي،
لم يعلم نديم من أين حلت عليه الطمأنينة،
لقد ذهب خوفه!
أبتسم بدوره،وقال:
صباح الخير ياعم....
رد الرجل العجوز:
نديم..نادني عم نديم..
أستغرب نديم كثيرا..وسأله:
نديم..!
أسمك كاسمي..ولكن..كيف عرفت اسمي وأنا لم أرك قبل الآن ولا أعرفك؟
أجاب الرجل وهو يبتسم مرة أخرى بوهن:
بني ..ليس لجميع الأسئلة أجوبة،أنا نديم
وأنا أعرف أنك أنت..نديم أيضا"..هذا يكفي
لا تخف مني فأنا رجل شبه عاجز بالكاد
أستطيع المشي،ولكن ..ألن تساعدني..؟
رد نديم وقد شعر بالخجل لأنه لم يساعد
هذا الرجل،وقال:
أعتذر ياعم نديم..فقد أستغربت من معرفتك بإسمي ومناداتي لآتي إليك،لكني
أشعر بأني قد رأيتك من قبل،هل تسكن
في حينا أقصد..حي النافع..؟
أجاب الرجل وقد تراءى لنديم أنه رأى ملامحه يكتسيها الألم..:
نعم..لا بل ..كنت أسكن هناك..
شعر نديم براحة وإن كان جواب الرجل
غامضا"،إذن فهو من سكان حيه،لذلك تعرف إليه،تذكر نديم أنه كان يجتمع في صباحات الأعياد بعد الصلاة مع فتيان وأطفال الحي،ويمرون على منازل الحي طلبا"
للعيدية،وكثيرا ما قابل شيوخا"كبارا"في
السن فيجلس معهم ويحادثهم ويتعرف إليهم حتى بعد أخذه للعيدية منهم،بخلاف الأطفال الآخرين الذين يسرعون في الذهاب بمجرد أخذهم
العيدية..تبسم نديم لهذه الذكرى الحلوة،
إنه ينجذب لمساعدة الناس وخاصة كبار السن فهو يحترمهم و يحب مجالستهم
ومساعدتهم،وهذا ما يجعل أبويه يفخران به وبأخلاقه الحميدة،
أنتبه على صوت الرجل يحادثه:
نديم..نعم أنت فتى"طيب منذ صغرك،
لكنك يا نديم..بحاجة إلي،كما أنا بحاجة إليك،
تعجب نديم من حديث هذا الرجل عن حاجته إليه،وقبل أن ينطق،أكمل الرجل
حديثه:
نديم..عدني أن تجيب ندائي إذا ناديتك،وأن لا تخبر أحدا"بأنك ألتقيت بي،والآن..هيا لم يبق على بدأ الدوام المدرسي الكثير..ستتأخر إذا لم تذهب الآن..
أجاب نديم بأستغراب:
كلامك غريب..ألست تريد أن أساعدك..
لهذا ناديتني؟
رد الرجل:
بلى..لكن..سنلتقي مجددا"عدني فقط..
تبسم الرجل بسمة"بعثت الأمان في قلب
نديم،ورق لضعف هذا الشيخ الكبير فأجاب بنبرة يملأها العطف:
حسنا"ياعم نديم..أعدك..والآن سأذهب..
قام نديم وهم بالذهاب،إلا أنه نظر إلى
الرجل وقال بتردد:
ولكن..أين سأجدك..؟
أجاب الرجل وهو ينظر للسماء التي أضاءتها الشمس:
ستجدني عندما..أناديك..يانديم..إلى اللقاء..
رغم غموض جوابه إلا أن نديم شعر بأنه
يعرف هذا الشيخ منذ..الأزل..غريب هذا الشعور..لكنه قال:
إلى اللقاء إذن ياعم..
وقفل عائدا"لمدرسته...
بينما أستمر ذلك الرجل بالنظر إلى شروق الشمس..التي شهدت..دموع الرجل..ثم تلاشيه...
//
للرحلة بقية..
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس