عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2009, 05:52 AM   #331
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات

الليلة العاشرة بعد الثلاثمائة


قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن أحمد الدنف اجتمع بحسن شومان واتباعه وقال :
يا حسن هل الخليفة سأل عني ?
فقال حسن شومان :
ولا خطرت على باله .
فقام في خدمة الخليفة وصار يستنشق الأخبار فرأى الخليفة التفت إلى الوزير جعفر يوماً من الأيام وقال له :
انظر يا وزير هذا العملة التي فعلها معي علاء الدين .
فقال له الوزير :
يا أمير المؤمنين أنت جازيته بالشنق وجزاؤه ما حل به .
فقال له الخليفة :
يا وزير مرادي أن أنزل وأنظره وهو مشنوق .
فقال الوزير :
افعل ما شئت يا أمير المؤمنين .
فنزل الخليفة ومعه الوزير جعفر إلى جهة المشنقة ثم رفع طرفه فرأى المشنوق غير علاء الدين أبي الشامات الثقة الأمين فقال الخليفة :
هذا ما هو علاء الدين .
فقال له الوزير :
كيف عرفت أنه غيره ?
فقال الخليفة :
إن علاء الدين كان قصيراً وهذا طويل .
فقال له الوزير :
إن المشنوق يطول .
فقال الخليفة :
إن علاء الدين كان أبيض وهذا وجهه أسود .
فقال له الوزير :
أما تعلم يا أمير المؤمنين أن الموت له غبرات ?
فأمر بتنزيله من فوق المشنقة فلما أنزلوه وجد مكتوباً على كعبيه الاثنين اسما الشيخين فقال له :
يا وزير إن علاء الدين كان سنياً وهذا رافضي .
فقال له الوزير :
سبحان الله علام الغيوب ونحن لا نعلم هل هذا علاء الدين أو غيره فأمر الخليفة بدفنه وصار نسياً منسياً .
هذا ما كان من أمره .
وأما ما كان من أمر حبظلم بظاظة ابن الوالي فإنه قد طاب به العشق والغرام حتى مات وواروه في التراب .
وأما ما كان من أمر الجارية ياسمين فإنها وفت حملها ولحقها الطلق فوضعت ذكراً كأنه القمر فقالت لها الجواري :
ما تسميه ?
فقالت ياسمين :
لو كان أبوه طيباً كان سماه ولكن أنا أسميه أصلان .
ثم إنها أرضعته اللبن عامين متتابعين وفطمته وحبى ومشى فاتفق أن أمه اشتغلت بخدمة المطبخ يوماً من الأيام فمشى الغلام ورأى سلم فقعد فطلع عليه وكان الأمير خالد الوالي جالساً فأخذه وأقعده في حجره وسبح مولاه فيما خلق وصور وتأمل وجهه فرآه شبه النوايا بعلاء الدين أبي الشامات ، ثم إن أمه ياسمين فتشت عليه فلم تجده فطلعت المقعد فرأت الأمير خالد جالساً والولد في حجره يلعب وقد ألقى الله محبة الولد في قلب الأمير خالد .
فالتفت الولد فرأى أمه فرمى نفسه عليها فزنقه الأمير خالد في حضنه وقال لها :
تعالي يا جارية .
فلما جاءت قال لها :
هذا الولد ابن من ?
فقالت له ياسمين :
هذا ولدي وثمرة فؤادي .
فقال لها الأمير خالد :
ومن أبوه ?
فقالت له ياسمين :
أبوه علاء الدين أبي الشامات والآن صار ولدك .
فقال لها الأمير خالد :
إن علاء الدين كان خائناً .
فقالت ياسمين :
سلامته من الخيانة حاشا وكلا أن يكون الأمين خائناً .
فقال لها الأمير خالد :
إذا كبر هذا الولد ونشأ وقال :
من أبي ?
فقولي له :
أنت ابن الأمير خالد الوالي صاحب الشرطة .
فقالت ياسمين :
سمعاً وطاعة .
ثم إن الأمير خالد طاهر الولد ورباه وأحسن تربيته وجاء له بفقيه خطاط فعلمه الخط والقراءة فقرأ وأعاد وختم وصار يقول للأمير خالد :
يا والدي .
وصار الوالي يعمل في الميدان ويجمع الخيل وينزل يعلم الولد أرباب الحرب ومقاصد الطعن والضرب إلى أن انتهى في الفروسية وتعلم الشجاعة وبلغ من العمر أربع عشرة سنة ووصل إلى درجة الإمارة .
فاتفق أن أصلان اجتمع مع أحمد قماقم السراق يوماً من الأيام وصارا أصحاباً فتبعه إلى الخمارة وإذا بأحمد قماقم السراق أطلع المصباح الجوهر الذي أخذه من أمتعة الخليفة وحطه قدامه وتناول الكأس على نوره وسكر فقال له أصلان :
يا مقدم أعطني هذا المصباح .
فقال له أحمد قماقم :
ما أقدر أن أعطيك إياه .
فقال له أصلان :
لأي شيء ?


 

رد مع اقتباس