عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2009, 05:54 AM   #333
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات

الليلة الثانية عشرة بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن أصلان طلع من عند أمه وسار إلى أن دخل على المقدم أحمد الدنف وقبل يده ، فقال له :
ما لك يا أصلان ?
فقال له أصلان :
إني عرفت وتحققت من أن أبي علاء الدين أبي الشامات ومرادي أنك تأخذ لي ثأري من قاتله .
فقال له أحمد الدنف :
من الذي قتل أباك ?
فقال له أصلان :
أحمد قماقم السراق .
فقال له أحمد الدنف :
ومن أعلمك بهذا الخبر ?
فقال له أصلان :
رأيت معه المصباح الجوهر الذي ضاع من جملة أمتعة الخليفة وقلت له أعطني هذا المصباح فما رضي وقال لي :
هذا راحت على شأنه الأرواح وحكى لي أنه هو الذي نزل وسرق الأمتعة ووضعها في دار أبي .
فقال له أحمد الدنف :
إذا ما رأيت الأمير خالد يلبس ثياب الحرب فقل له :
ألبسني مثلك .
فإذا طلعت معه وأظهرت باباً من أبواب الشجاعة قدام أمير المؤمنين فإن الخليفة يقول لك :
تمن علي يا أصلان .
فقل له :
أتمنى عليك أن تأخذ ثأر أبي من قاتله .
فيقول لك الخليفة :
أباك حي وهو الأمير خالد .
فقل له :
إن أبي علاء الدين أبي الشامات وخالد الوالي له علي حق التربية فقط وأخبره بجميع ما وقع بينك وبين أحمد قماقم السراق وقل له :
يا أمير المؤمنين أؤمر بتفتيشه وأنا أخرجه من جيبه .
فقال له أصلان :
سمعاً وطاعة .
ثم طلع أصلان فوجد الأمير خالد يتجه إلى طلوعه ديوان الخليفة فقال له :
مرادي أن تلبسني لباس الحرب مثلك وتأخذني معك إلى ديوان الخليفة .
فألبسه وأخذه معه إلى الديوان ونزل الخليفة بالعسكر خارج البلد ونصبوا الصواوين والخيام واصطفت الصفوف وطلع بالأكرة والصولجان منهم فصار الفارس يضرب الأكرة وبالصولجان فيردها عليه الفارس الثاني وكان بين العسكر واحد جاسوس مكري على قتل الخليفة فأخذ الأكرة وضربها بالصولجان وحررها على وجه الخليفة وإذا بأصلان استلقاها عن الخليفة وضرب بها راميها فوقعت بين أكتافه فوقع على الأرض فقال الخليفة :
بارك الله فيك يا أصلان .
ثم نزلوا على ظهور الخيل وقعدوا على الكراسي وأمر الخليفة بإحضار الذي ضرب الأكرة فلما حضر بين يديه قال له :
من أغراك على هذا الأمر وهل أنت عدو أم حبيب ?
فقال له الجاسوس :
أنا عدو وكنت مضمر قتلك .
فقال الخليفة :
ما سبب ذلك أما أنت مسلم ?
فقال الجاسوس :
لا وإنما أنا رافضي .
فأمر الخليفة بقتله وقال لأصلان :
تمن علي .
فقال له أصلان :
أتمنى عليك أن تأخذ لي ثأر أبي من قاتله .
فقال له الخليفة :
إن أباك حي وهو واقف على رجليه .
فقال له أصلان :
من هو أبي ?
فقال له الخليفة :
الأمير خالد الوالي .
فقال له أصلان :
يا أمير المؤمنين ما هو أبي إلا في التربية وما والدي إلا علاء الدين أبي الشامات .
فقال له الخليفة :
إن أباك كان خائناً .
فقال أصلان :
يا أمير المؤمنين حاشا أن يكون الأمين خائناً وما الذي خانك فيه ?
فقال الخليفة :
سرق بدلتي وما معها .
فقال أصلان :
يا أمير المؤمنين حاشا أن يكون أبي خائناً ولكن يا سيدي لما عدمت بدلتك وعادت إليك هل رأيت المصباح رجع إليك أيضاً ?
فقال الخليفة :
ما وجدناه .
فقال أصلان :
أنا رأيته مع أحمد قماقم السراق وطلبته منه فلم يعطني إياه وقال :
هذا راحت عليه الأرواح .
وحكى لي عن ضعف حبظلم بظاظة ابن الأمير خالد الوالي وعشقه للجارية ياسمين وخلاصه من القيد وأنه هو الذي سرق البدلة والمصباح وأنت يا أمير المؤمنين تأخذ لي بثأر والدي من قاتله .
فقال الخليفة :
اقبضوا على أحمد قماقم .
فقبضوا عليه وقال :
أين المقدم أحمد الدنف .
فحضر بين يديه فقال الخليفة :
فتش قماقم .
فحط يديه في جيبه فأطلع منه المصباح الجوهر .
فقال الخليفة :
تعال يا خائن من أين لك هذا المصباح ?
فقال أحمد قماقم :
اشتريته يا أمير المؤمنين .
فقال الخليفة :
من أين اشتريته ومن يقدر على مثله حتى يبيعه لك ?
وضربوه فأقر أنه هو الذي سرق البدلة والمصباح فقال له الخليفة :
لأي شيء تفعل هذه الفعال يا خائن حتى ضيعت علاء الدين أبا الشامات وهو الثقة الأمين ?
ثم أمر الخليفة بالقبض عليه وعلى الوالي فقال الوالي :
يا أمير المؤمنين أنا مظلوم وأنت أمرتني بشنقه ولم يكن عندي خبر بهذا الملعوب ، فإن التدبير كان بين العجوز وأحمد قماقم وزوجتي وليس عندي خبر وأنا في جيرتك يا أصلان فتشفع فيه أصلان عند الخليفة .
ثم قال الخليفة :
يا أمير خالد ما فعل الله بأم هذا الولد .
فقال له الأمير خالد :
عندي .
فقال الخليفة :
أمرتك أن تأمر زوجتك أن تلبسها بدلتها وصيغتها وتردها إلى سيادتها ، وإن تفك الختم الذي على بيت علاء الدين وتعطي ابنه رزقه وماله .
فقال الأمير خالد :
سمعاً وطاعة .
ثم نزل الوالي وأمر امرأته فألبستها بدلتها وفك الختم عن بيت علاء الدين وأعطى أصلان المفاتيح ، ثم قال الخليفة :
تمن علي يا أصلان .
فقال له أصلان :
تمنيت عليك أن تجمع شملي بأبي .
فبكى الخليفة وقال :
الغالب أن أباك هو الذي شنق ومات ولكن وحياة جدودي كل من بشرني بأنه على قيد الحياة أعطيته جميع ما يطلبه .
فتقدم أحمد الدنف وقبل الأرض بين يديه وقال له :
أعطني الأمان يا أمير المؤمنين .
فقال له الخليفة :
عليك الأمان .
فقال أحمد الدنف :
أبشرك أن علاء الدين أبا الشامات ، الثقة الأمين طيب على قيد الحياة .
فقال له الخليفة :
ما الذي تقوله ?
فقال له أحمد الدنف :
وحياة رأسك إن كلامي حق وفديته بغيره ممن يستحق القتل وأوصلته إلى الإسكندرية ، وفتحت له دكان سقطي .
فقال الخليفة :
ألزمتك أن تجيء به .


 

رد مع اقتباس