10-06-2009, 05:56 AM
|
#335
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
الليلة الرابعة عشرة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين لما نظر إلى بنت الملك ، ورأى صحبتها صبية وهي تقول لتلك الصبية :
آنست يا زبيدة .
فأمعن علاء الدين النظر في تلك الصبية فرآها زوجته زبيدة العودية التي كانت ماتت ، ثم إن بنت الملك قالت لزبيدة :
قومي اعملي لنا نوبة على العود .
فقالت لها زبيدة :
أنا لا أعمل لك نوبة حتى تبلغني مرادي وتفي لي بما وعدتني به .
فقالت لها بنت الملك :
ما الذي وعدتك به .
قالت لها زبيدة :
وعدتني بجمع شملي بزوجي علاء الدين أبي الشامات الثقة الأمين .
فقالت لها بنت الملك :
يا زبيدة طيبي نفساً وقري عيناً واعملي لنا نوبة حلاوة اجتماع شملك بزوجك علاء الدين .
فقالت لها زبيدة :
وأين هو ؟
فقالت لها بنت الملك :
إنه هنا في هذا المخدع يسمع كلامنا .
فعملت نوبة على العود ترقص الحجر الجلمود فلما سمع ذلك علاء الدين هاجت بلابله وخرج من المخدع وهجم عليهما وأخذ زوجته زبيدة العودية بالحضن وعرفته فاعتنق الاثنان بعضهما ووقعا على الأرض مغشياً عليهما ، فتقدمت الملكة حسن مريم ورشت عليهما ماء الورد ونبهتهما وقالت :
جمع الله شملكما .
فقال لها علاء الدين :
على محبتك يا سيدتي .
ثم التفت علاء الدين إلى زوجته زبيدة العودية وقال لها :
أنت قد مت يا زبيدة ودفناك في القبر فكيف حييت وجئت إلى هذا المكان .
فقالت له زبيدة :
يا سيدي أنا ما مت وإنما اختطفني عون من أعوان الجان وطار بي إلى هذا المكان وأما التي دفنتموها فإنها جنية ، وتصورت في صورتي وعملت أنها ميتة وبعدما دفنتوها شقت القبر وخرجت منه وراحت إلى خدمة سيدتها حسن مريم بنت الملك ، وأما أنا فإني صرعت وفتحت عيني فرأيت نفسي عند حسن مريم بنت الملك وهي هذه فقلت لها :
لأي شيء جئت بي إلى هنا ؟
فقالت لي :
أنا موعودة بزواجي بزوجك علاء الدين أبي الشامات فهل تقبليني يا زبيدة أن أكون ضرتك ويكون لي ليلة ولك ليلة ؟
فقلت لها :
سمعاً وطاعة يا سيدتي ولكن أين زوجي ؟
فقالت :
إنه مكتوب على جبينه ما قدره الله تعالى فمتى استوفى ما على جبينه لابد أن يجيء إلى هذا المكان ولكن نتسلى على فراقه بالنغمات والطرب على الآلات حتى يجمعنا الله به فمكثت عندها هذه المدة إلى أن جمع الله شملي بك في هذه الكنيسة .
ثم إن حسن مريم التفتت إليه وقالت له :
يا سيدي علاء الدين هل تقبلني أن أكون أهلاً وتكون بعلاً ?
فقال لها علاء الدين :
يا سيدتي أنا مسلم وأنت نصرانية فكيف أتزوج بك ?
فقالت حسن مريم :
حاشا الله بل أنا مسلمة ولي ثمانية عشر عاماً وأنا متمسكة بدين الإسلام وإني بريئة من كل دين يخالف دين الإسلام .
فقال لها علاء الدين :
يا سيدتي مرادي أن أروح إلى بلادي .
فقالت له حسن مريم :
اعلم أني رأيت مكتوباً على جبينك أموراً لابد أن تستوفيها وتبلغ غرضك ونهنيك يا علاء الدين أنه ظهر لك ولد اسمه أصلان وهو الآن جالس في مرتبتك عند الخليفة وقد بلغ من العمر ثمانية عشر عاماً واعلم أنه ظهر الحق واختفى الباطل وربنا كشف الستر عن الذي سرق أمتعة الخليفة وهو أحمد قماقم السراق الخائن وهو الآن في السجن محبوس ومقيد واعلم أني أنا التي أرسلت إليك الخرزة ووضعتها لك في داخل الجراب الذي كان في الدكان وأنا التي أرسلت القبطان وجاء لك بالخرزة واعلم أن هذا القبطان متعلق بي ، ويطلب مني الوصال فما رضيت أن أمكنه من نفسي إلا إذا جئت لي بالخرزة وصاحبها وأعطيته مائة كيس وأرسلته في صفة تاجر وهو قبطان ولما قدموك إلى القتل بعد قتل الأربعين الأسارى الذين كنت معهم أرسلت إليك هذه العجوز .
فقال لها علاء الدين :
جزاك الله عني كل خير .
ثم إن حسن مريم جددت إسلامها على يديه ولما عرف صدق كلامها قال لها :
خبريني عن فضيلة هذه الخرزة من أين هي .
فقالت له حسن مريم :
هذه الخرزة من كنز مرصود وفيها خمس فضائل تنفعنا عند الاحتياج إليها وإن جدتي أم أبي كانت ساحرة تحل الرموز وتختلس ما في الكنوز فوقعت لها هذه الخرزة من كنز فلما كبرت أنا وبلغت من العمر أربعة عشر عاماً قرأت الإنجيل وغيره من الكتب السماوية فرأيت اسم محمد صلى الله عليه وسلم في الأربعة كتب التوراة والإنجيل والزابور والفرقان فآمنت بمحمد وأسلمت وتحققت بعقلي أنه لا يعبد بحق إلا الله تعالى وأن رب الأنام لا يرضى إلا دين الإسلام وكانت جدتي حين ضعفت وهبت لي هذه الخرزة وأعلمتني بما فيها من الخمس فضائل وقبل أن تموت جدتي قال أبي :
اضربي لي تخت رمل وانظري عاقبة أمري وما يحصل لي .
فقالت له :
إن البعيد يموت قتيلاً من أسير يجيء من الإسكندرية .
فحلف أبي أن يقتل كل أسير يجيء منها وأخبر القبطان بذلك وقال له :
لابد أن تهجم على مراكب المسلمين وكل من رأيته من الإسكندرية تقتله أو تجيء به إلي .
فامتثل أمره حتى قتل عدد شعر رأسه .
ثم هلكت جدتي فطلعت أنا وضربت لي تخت رمل وأضمرت ما في نفسي وقلت :
يا هل ترى من يتزوج بي ? فظهر أنه لا يتزوج بي إلا واحد يسمى علاء الدين أبا الشامات الثقة الأمين فتعجبت من ذلك وصبرت إلى أن آن الأوان واجتمعت بك .
ثم إنه تزوج بها وقال لها :
أنا مرادي أن أروح إلى بلادي .
فقالت له حسن مريم :
إذا كان الأمر كذلك فتعال معي .
ثم أخذته وخبأته في مخدع قصرها ودخلت على أبيها .
فقال لها أبيها :
يا ابنتي أنا عندي اليوم قبض زائد فاقعدي حتى أسكر معك .
فقعدت ودعا بسفرة المدام وصارت تملأ وتسقيه حتى غاب عن الوجود ثم إنها وضعت له البنج في قدح فشربه وانقلب على قفاه ثم جاءت إلى علاء الدين وأخرجته من المخدع وقالت له :
إن خصمك مطروح على قفاه فافعل به ما شئت فإني أسكرته وبنجته .
فدخل علاء الدين فرآه مبنجاً فكتفه تكتيفاً وثيقاً .
|
|
|