10-06-2009, 06:09 AM
|
#339
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة الثامنة عشرة بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن إن الجواري أقبلن على معن حاملات ثلاث قرب ماء فاستقاهن فأسقينه فطلب شيئاً من غلمانه ليعطيه للجواري فلم يجد معه مالاً فدفع لكل واحدة منهن عشرة أسهم من كنانته نصولها من الذهب فقالت إحداهن لصاحبتيها :
لم تكن هذه الشمائل إلا لمعن بن زائدة فلتقل كل واحدة منكن شيئاً من الشعر مدحاً فيه فقالت الأولى :
يركب في السهام نصول يبر .......... ويرمي العدا كرماً وجـودا
فللمرضى علاج من جراح .......... وأكفان لمن سكن اللحـودا
و قالت الثانية :
ومحارب من فرط جود بنـانـه .......... عممت مكارمه الأحبة والعـدا
صيغت نصول سهامه من عسجد .......... كيلا تعوقه الحروب عن النـدا
و قالت الثالثة :
ومن جوده يرمي العداة بأسهم .......... من الذهب الإبريز صيغت نصولها
لينفقها المجـروح عند دوائها .......... ويشتري الأكفان منـها قـتـيلا
وقيل إن معن بن زائدة خرج في جماعته إلى الصيد فقرب منهم قطيع ظباء فافترقوا في طلبه وانفرد معن خلف ظبي فلما ظفر به نزل فذبحه فرأى شخصاً مقبل من البرية على حمار فركب فريه واستقبله فسلم عليه وقال له :
من أين أتيت ?
قال له :
أتيت من أرض قضاعة وإن مدة من السنين مجدبة وقد أخصبت هذه السنة فزرعت فيها القثاء فطرحت في غير وقتها فجمعت منها ما استحسنته من القثاة وقصدت الأمير معن بن زائدة لكرمه المشهور ومعروفه المأثور .
فقال له معن :
كم أملت منه ?
قال الإعرابي :
ألف دينار .
فقال معن :
فإن قال لك هذا القدر كثير ؟
قال الإعرابي :
خمسمائة دينار .
قال معن :
فإن قال لك كثير ؟
قال الإعرابي :
مائة دينار .
قال معن :
فإن قال لك كثير ؟
قال الإعرابي :
خمسين دينار .
قال معن :
فإن قال لك هذا كثير?
قال الإعرابي :
أدخلت قوائم حماري في حرامه ورجعت إلى أهلي صفر اليدين .
فضحك معن من كلامه وساق جواده حتى لحق بعسكره ونزل في منزله وقال لحاجبه :
إذا أتاك شخص على حمار بقثاة فأدخله علي .
فأتى ذلك الرجل بعد ساعة فأذن له الحاجب بالدخول ، فلما دخل على الأمير معن لم يعرف أنه هو الذي قابله في البرية لهيبته وجلاله وكثرة خدمه وحشمه وهو متصدر في دست مملكته والحفدة قيام عن يمينه وعن شماله وبين يديه .
فلما سلم عليه قال له الأمير :
ما الذي أتى بك يا أخا العرب ?
قال الإعرابي :
أملت من الأمير واتيت له بقثاة في غير أوانها .
فقال له معن :
كم أملت منها ?
قال الإعرابي :
ألف دينار .
قال معن :
هذا القدر كثير .
قال الإعرابي :
خمسمائة دينار .
قال معن :
كثير .
قال الإعرابي :
ثلثمائة دينار .
قال معن :
كثير .
قال الإعرابي :
مائتي دينار .
قال معن :
كثير .
قال الإعرابي :
مائة دينار .
قال معن :
كثير .
قال الإعرابي :
خمسين ديناراً .
قال معن :
كثير .
قال الإعرابي :
ثلاثين ديناراً .
قال معن :
كثير .
قال الإعرابي :
والله لقد كان ذلك الرجل الذي قابلني في البرية مشؤوماً أفلا أقل من ثلاثين ديناراً .
فضحك معن وسكت فعلم الإعرابي أنه هو الرجل الذي قابله في البرية فقال له :
يا سيدي إذا لم تجيء بالثلاثين فها هو الحمار مربوط بالباب وها معن جالس .
فضحك معن حتى استلقى على قفاه ، ثم استدعى بوكيله وقال :
أعطه ألف دينار وخمسمائة دينار وثلثمائة دينار ومائتي دينار ومائة دينار وخمسين دينار وثلاثين دينار ودع الحمار مربوطاً مكانه .
فبهت الإعرابي وتسلم الألفين ومائة وثمانين ديناراً ، فرحمة الله عليهم أجمعين .
حكاية تتعلق ببعض مدائن الأندلس التي فتحها طارق بن زياد
وبلغني أيها الملك السعيد أن مملكة يقال لها البطة وكانت مملكة للإفرنج وكان فيها قصر مقفل دائماً وكلما مات ملك وتولى بعده ملك آخر من الروم رمي عليه قفلاً محكماً فاجتمع على الباب أربعة وعشرون قفلاً من كل ملك قفل ثم تولى بعدهم رجل ليس من أهل بيت المملكة فأراد فتح تلك الأقفال ليرى ما في ذلك القصر فمنعه من ذلك أكابر الدولة وأنكروا عليه وزجروه فأبى وقال :
لابد من فتح ذلك القصر .
فبذلوا له جميع ما بأيديهم من نفائس الأموال والذخائر على عدم فتحه فلم يرجع .
|
|
|