10-06-2009, 06:23 PM
|
#341
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة العشرين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن اسحق الموصلي قال :
ثم إن الجارية أمرت بإحضار الطعام فحضر فجعلت تأخذ وتضع قدامي وكان في المجلس من أصناف الرياحين وغريب الفواكه ما لا يكون إلا عند الملوك ، ثم دعت بالشراب فشربت قدحاً ثم ناولتني قدحاً وقالت :
هذا المذاكرة والأخبار .
فاندفعت أذاكرها وقلت :
بلغني أنه كذا وكذا وكان رجل يقول كذا .
حتى حكيت لها عدة أخبار حسان فسرت بذلك وقالت :
إني لأعجب كيف يكون أحد من التجار يحفظ مثل هذه الأخبار وإنما هي أحاديث ملوك .
فقلت لها :
كان لي جار يحادث الملوك وينادمهم ، وإذا تعطل حضرت بيته فربما حدث بما سمعت .
فقالت الجارية :
لعمري لقد أحسنت الحفظ .
ثم أخذنا في المذاكرة وكلما سكت ابتدأت هي حتى قطعنا أكثر الليل وبخور العود يعبق وأنا في حالة لو توهمها المأمون لطار شوقاً إليها فقالت لي :
إنك من ألطف الرجال وأظرفهم لأنك ذو أدب بارع وما بقي إلا شيء واحد .
فقلت لها :
وما هو ?
قالت الجارية :
لو كنت تترنم بالأشعار على العود .
فقلت لها :
إني كنت تعلقت بهذا قديماً ولكن لما لم أرزق حظاً فيه فأعرضت عنه وفي قلبي منه حرارة وكنت أحب في هذا المجلس أن أحسن شيئاً منه لتكتمل ليلتي .
قالت الجارية :
كأنك عرضت بإحضار العود .
فقلت لها :
الرأي لك وأنت صاحبة الفضل ولك المنة في ذلك .
فأمرت بعود فحضرت وغنت بصوت ما سمعت بمثل حسنه مع حسن الأدب وجودة الضرب والكمال الراجح ثم قالت :
هل تعرف هذا الصوت لمن ? وهل تعرف الشعر لمن ?
قلت لها :
لا .
قالت الجارية :
الشعر لفلان والمغنى لإسحق .
قلت لها :
وهل اسحق جعلت فداءك بهذه الصفة ?
قالت الجارية :
اسحق بارع في هذا الشأن .
فقلت لها :
سبحان الله الذي أعطى هذا الرجل ما لم يعطه أحد سواه .
قالت الجارية :
فكيف لو سمعت هذا الصوت منه ?
ثم لم تزل على ذلك حتى إذا كان انشقاق الفجر أقبلت عليها عجوز كأنها داية لها وقالت :
إن الوقت قد حضر .
فنهضت عند قولها وقالت :
فتستر ما كان منا فإن المجالس بالأمانات .
|
|
|