عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2009, 06:24 PM   #342
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue



الليلة الحادية والعشرين بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن اسحق الموصلي قال أن الجارية قالت لي :
فتستر ما كان منا فإن المجالس بالأمانات .
فقلت لها :
جعلت فداءك فلست محتاجاً إلى وصية في ذلك .
ثم ودعتها وأرسلت جارية تمشي بين يدي إلى باب الدار ففتحت لي وخرجت متوجهاً إلى داري فصليت الصبح ونمت فأتاني رسول المأمون فسرت إليه وأقمت نهاري عنده فلما كان وقت العشاء تفكرت ما كنت فيه البارحة وهو شيء لا يصبر عنه الجهلاء فخرجت إلى الزنبيل وجلست فيه ورفعت إلى موضعي الذي كنت فيه البارحة .
فقالت لي الجارية :
لقد عاودت .
فقلت لها :
لا أظن إلا أنني قد غفلت .
ثم أخذنا في المحادثة على عادتنا في الليلة السالفة من المذاكرة والمناشدة وغريب الحكايات منها ومني إلى الفجر .
ثم انصرفت إلى منزلي وصليت الصبح ونمت فأتى رسول المأمون فمضيت إليه وأقمت نهاري عنده ، فلما كان وقت العشاء قال لي أمير المؤمنين :
أقسمت عليك أن تجلس حتى أذهب إلى غرض وأحضر .
فلما ذهب الخليفة وغاب عني جالت وساوسي وتذكرت ما كنت فيه فهان علي ما يحصل لي من أمير المؤمنين فوثبت مدبراً وخرجت جارياً حتى وصلت إلى الزنبيل فجلست فيه ورفع بي إلى مجلسي فقالت :
لعلك صديقنا ?
قلت لها :
أي والله .
قالت الجارية :
أجعلتنا دار إقامة ?
قلت لها :
جعلت فداءك حتى الضيافة ثلاثة أيام فإن رجعت بعد ذلك فأنتم في حل من دمي .
ثم جلسنا على تلك الحالة فلما قرب الوقت علمت أن المأمون لابد أن يسألني فلا يقنع إلا بشرح القصة فقلت لها :
أراك ممن يعجب بالغناء ولي ابن عم أحسن مني وجهاً وأشرف قدراً وأكثر أدباً وأعرق خلق الله تعالى باسحق .
قالت الجارية :
أطفيلي وتقترح .
قلت لها :
أنت المحكمة في الأمر .
فقالت الجارية :
إن كان ابن عمك على ما تصف فما نكرر معرفته .
ثم جاء الوقت فنهضت وقمت متوجهاً إلى داري فلم أصل إلى داري إلا ورسل المأمون هجموا علي وحملوني حملاً عنيفاً .


 

رد مع اقتباس