عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2009, 06:28 PM   #348
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة السابعة والعشرين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن أنهم قالوا للشيخ :
إنا نشتهي أن تفرجنا في مركبك وخذ هذا الدينار .
قال لهم الشيخ :
من ذا الذي يقدر على الفرجة والخليفة هارون الرشيد ينزل في كل ليلة بحر الدجلة في زورق صغير ومعه مناد ينادي ويقول :
يا معشر الناس كافة من كبير وصغير وخاصاً وعام وصبي وغلام كل من نزل في مركب وشق الدجلة ضربت عنقه أو شنقته على صاري مركبه .
وكأنكم به في هذه الساعة وزورقه مقبل .
فقال الخليفة وجعفر :
يا شيخ خذ هذين الدينارين وادخل بنا قبة من هذه القباب إلى أن يروح زورق الخليفة .
فقال لهم الشيخ :
هاتوا الذهب والتوكل على الله تعالى .
فأخذ الذهب وعوم بهم قليلاً وإذا بالزورق قد أقبل من كبد الدجلة وفيه الشموع والمشاعل مضيئة ، فقال لهم الشيخ :
أما قلت لكم أن الخليفة يشق في كل ليلة .
ثم إن الشيخ صار يقول :
يا ستار لا تكشف الأستار .
ودخل بهم في قبة ووضع عليهم مئزر أسود وصاروا يتفرجون من تحت المئزر فرأوا في مقدم الزورق رجلاً بيده مشعل من الذهب الأحمر وهو يشعل فيه بالعود القاقلي وعلى ذلك الرجل قباء من الأطلس الأحمر وعلى كتفه مزركش أصفر وإلى رأسه شاش موصلي وعلى كتفه الآخر محلاة من الحرير الأخضر ملآنة بالعود القاقلي يوقد منها المشعل عوضاً عن الحطب ورأوا رجلاً آخر في الزورق لابساً مثل لبسه وبيده مشعل مثل المشعل الذي معه ورأوا في الزورق مائتي مملوك واقفين يميناً ويساراً ووجد كرسياً من الذهب الأحمر منصوباً وعليه شاب حسن جالس كالقمر وعليه خلعة سوداء بطراز من الذهب الأصفر وبين يديه إنسان كأنه الوزير جعفر وعلى رأسه خادم واقف كأنه مسرور وبيده سيف مشهور ورأوا عشرين نديماً .
فلما رأى الخليفة ذلك قال :
يا جعفر .
قال الوزير جعفر :
لبيك يا أمير المؤمنين .
قال الخليفة :
لعل هذا واحد من أولادي إما المأمون وإما الأمين .
ثم تأمل الشاب وهو جالس على الكرسي فرآه كامل الحسن والجمال والقد والإعتدال ، فلما تأمله التفت إلى الوزير وقال :
يا وزير جعفر .
قال الوزير جعفر :
لبيك .
قال الخليفة :
والله إن هذا الجالس لم يترك شيئاً من شكل الخلافة والذي بين يديه كأنك أنت يا جعفر والخادم الذي وقف على رأسه كأنه مسرور وهؤلاء الندماء كأنهم ندمائي وقد حار عقلي في هذا الأمر .
فقالت لها أختها دنيازاد :
ما أحسن حديثك وأطيبه وأحلاه وأعذبه .
فقالت شهرزاد :
وأين هذا مما أحدثكم به الليلة القابلة إن عشت وأبقاني الملك ?
فقال الملك شهريار في نفسه :
والله لا أقتلها حتى أسمع حديثها .


 

رد مع اقتباس