10-06-2009, 06:28 PM
|
#349
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الجوهري
الليلة الثامنة والعشرين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة لما رأى هذا الأمير تحير في عقله وقال :
والله إني تعجبت من هذا الأمر يا جعفر .
فقال له جعفر :
وأنا والله يا أمير المؤمنين .
ثم ذهب الزورق حتى غاب عن العين ، فعند ذلك خرج الشيخ بزورقه وقال :
الحمد لله على السلامة حيث لم يصادفنا أحد .
فقال الخليفة :
يا شيخ وهل الخليفة في كل ليلة ينزل دجلة ?
قال الشيخ :
نعم يا سيدي وله على هذه الحالة سنة كاملة .
فقال الخليفة :
يا شيخ نشتهي من فضلك أن تقف لنا هنا الليلة القابلة ونحن نعطيك خمسة دنانير ذهباً فإننا قوم غرباء وقصدنا النزهة ونحن نازلون في الفندق .
فقال له الشيخ :
حباً وكرامة .
ثم إن الخليفة وجعفراً ومسروراً توجهوا من عند الشيخ إلى القصر وقلعوا ما كان عليهم من لبس التجار ولبسوا ثياب الملك وجلس كل واحد في مرتبته ودخل الأمراء والوزراء والحجاب والبواب وانعقد المجلس بالناس ، فلما انقضى المجلس وتفرقت أجناس الناس وذهب كل واحد إلى حال سبيله قال الخليفة هارون رشيد :
يا جعفر انهض بنا للفرجة على الخليفة الثاني .
فضحك جعفر ومسرور ولبسوا لبس التجار وخرجوا يشقون وهم في غاية الإنشراح وكان خروجهم من باب السر .
فلما وصلوا إلى الدجلة وجدوا الشيخ صاحب الزورق قاعداً لهم في الإنتظار فنزلوا عنده في المركب فما استقر بهم الجلوس مع الشيخ ساعة حتى جاء زورق الخليفة الثاني وأقبل عليهم فالتفتوا إليه وأمعنوا فيه النظر فوجدوا فيه مائتي مملوك غير المماليك الأول والمشاعلية ينادون على عادتهم ، فقال الخليفة :
يا وزير هذا شيء لو سمعت به ما كنت أصدقه ولكنني رأيت ذلك عياناً .
ثم إن الخليفة قال لصاحب الزورق الذي هم فيه :
خذ يا شيخ هذه العشرة دنانير وسر بنا في محاذاتهم فإنهم في النور ونحن في الظلام فننظرهم ونتفرج عليهم وهم لا ينظروننا .
فأخذ الشيخ العشرة دنانير ومشى بزورقه في محاذاتهم وساروا في ظلام زورقهم .
|
|
|