عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2009, 02:23 AM   #11
آه ياسنيني
المركز الاول (أميرة الأبجديّــات)


الصورة الرمزية آه ياسنيني
آه ياسنيني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27270
 تاريخ التسجيل :  03 2009
 أخر زيارة : 29-12-2011 (06:32 AM)
 المشاركات : 817 [ + ]
 التقييم :  54
لوني المفضل : Cadetblue


خفق قلبه بعنف،
أمي..ماالذي جرى لها،أتجه نحو الباب،وقام بطرقه،ثم خفت صوت البكاء،

تكلم نديم:
أمي..هل أنت بخير؟

مرت برهة من الوقت قبل أن تفتح أمه
الباب،ولاحظ نديم وجه والدته..كان محمرا"..وعيناها متورمتان.. لكن يبدو
أنها قد مسحت دموعها وحاولت أظهار
تماسكها..ساور نديم القلق،

أرتسم شبح أبتسامة على شفتي والدته،
التي قالت:
نديم...أنا..بخير،هل تريد شيئا"؟

سألها نديم:
أمي..كنتي تبكين...!

بدت لوهلة مسحة من الألم على وجه والدته،وأختفت بسرعة،

ثم قالت:
أ..أجل بالطبع،فقد توفي قريب لأحدى صديقاتي،...لكن..نديم لماذا ما زلت مستيقظا"..كان من المفروض أن تذهب إلى سريرك؟

رد نديم:
آسف أمي..لم أكن أعلم،كنت في طريقي
لأجلب كوب ماء..عندما سمعتك تبكين..
سأذهب الآن..تصبحين على خير..

وعندما أستدار نديم ليذهب لغرفته،نادته والدته:
نديم..

وعندما ألتفت إليها..ضمته لصدرها وهي
تمسح على شعره،و تقول:

صغيري..لا لم تعد صغيري..لقد أصبحت رجلا..نديم..

تعجب نديم من تصرف والدته،ضمته وكأنها..تنشد الحماية..!

سألها نديم بقلق:
أمي..هل هذا البكاء..حقا..بسبب وفاة أحد
أقرباء صديقتك..؟

لم تجبه بل تنهدت بعمق وأبعدته عن حضنها وهي تشيح بعينيها عنه..

لا يدري نديم لماذا لاحت في ذاكرته صورة
ذلك الرجل الحزين نديم..مرت صورته الآن بخياله كالبرق..وخطر بباله..والده..
فسأل والدته بذعر:

أمي هل والدي بخير..؟

نظرت والدته لعينيه..وكأنها سرحت بخيالها
ثم قالت:
لا تقلق..نديم..إنه..بخير،هيا الآن يجب أن
تنام باكرا"،تصبح على خير

قبلته وعندما أدار ظهره لها،دخلت إلى غرفتها،وأتجهت إلى الصورة المعلقة
التي تجمعها هي وزوجها فراس ليلة
زفافهما،وأنهمرت دموعها وهي تلتقطها من على الحائط وتلقي بها أرضا"،وتدوس
عليها،ثم ترتمي على الأرض وهي تبكي بألم...


عاد نديم إلى غرفته بعد أن نظف الممر من قطع الزجاج،وأستلقى على سريره،
وبعد أن أغمض عينيه،عاد وفتحهما بسرعة،لقد مرت أمام ناظريه صورته مع
أبويه وكأنها..تتحطم..أستعاذ بالله من الشيطان،وأستطاع طرد هذا الهاجس..
وعاد لينام..وسرعان ما غط في النوم بعمق..بعد ما يقارب النصف ساعة،
فتحت والدته باب غرفته بهدوء،وآثار الدموع ماتزال بعينيها،وعندما رأت أبنها
نديم نائما"بوجه بريء متورد وقد أستلقت
على جبينه خصلة سوداء من شعره،فزادت مظهره وداعة وبراءة،أقتربت منه..وطبعت قبلة حانية"
على جبينه وعادت وأبتعدت عن سريره
وألقت نظرة أخرى حزينة،وقالت بصوت كالهمس:
آسفة صغيري،لم أكن السبب...أبدا"

وخرجت من صدرها تنهيدة ألم،ثم خرجت
وأغلقت الباب بهدوء...



//

وللرحلة بقية..


 

رد مع اقتباس