عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2009, 09:42 AM   #357
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue



الليلة السادسة والثلاثين بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن العجمي قال :
فامتلأت غيظاً يا أمير المؤمنين وتقدمت إليه وقلت :
أيد الله مولانا القاضي أنا في جرابي هذا زرد وصفاح وخزائن سلاح وألف كبش نطاح وفيه للغنم مراح وألف كلب نباح وبساتين وكروم وازهار ومشموم وتين وتفاح وصور وأشباح وقناني وأقداح وعرائس ومغاني وأفراح وهرج وصياح وأقطار فساح وأخوة نجاح ورفقة صباح ومعهم سيوف ورماح ملاح وقوس ونشاب وأصدقاء وأحباب وخلان وأصحاب ومحابس للعقاب وندماء للشراب وطنبور ونايات وأعلام ورايات وصبيان وبنات وعرائس مجليات وجوار مغنيات وخمس حبشيات وثلاث هنديات وأربع مدنيات وعشرون روميات وخمسون تركيات وسبعون عجميات وثمانون كرديات وتسعون جرجيات والدجلة والفرات وشبكة صياد وقداحة وزناد وإرم ذات العماد وألف علق وقواد وميادين واصطبلات ومساجد وحمامات وبناء وتجار وخشبة ومسمار وعبد أسود ومزمار ومقدم وركبدار ومدن وأمصار ومائة ألف دينار والكوفة مع الأنبار وعشرون صندوقاً ملآنة بالقماش وخمسون حاصلاً للمعاش وغزة وعسقلان من دمياط إلى أسوان وإيوان كسرى وأنوشروان وملك سليمان ومن وادي نعمان إلى أرض خراسان وبلخ وأصبهان ومن الهند إلى بلاد السودان وفيه أطال الله عمر مولانا القاضي غلائل وعراضي وألف موس ماض تحلق ذقن القاضي إن لم يخش عقابي ولم يحكم بأن الجراب جرابي .
فلما سمع القاضي هذا الكلام تحير عقله من ذلك وقال :
ما أراكما إلا شخصين نحسين أو رجلين زنديقين تلعبان بالقضاة والحكام ولا تخشيان من الملام لأنه ما وصف الواصفون ولا سمع السامعون بأعجب مما وصفتما ولا تكلموا بمثل ما تكلمتما والله إن من الصين إلى شجرة أم غيلان ومن بلاد فارس إلى أرض السودان ومن وادي نعمان إلى أرض خراسان لا يسع ما ذكرتماه ولا يصدق ما ادعيتماه فهل هذا الجراب بحر ليس له قرار أو يوم العرض الذي يجمع الأبرار والفجار .
ثم إن القاضي أمر بفتح الجراب ففتحه وإذا فيه خبز وليمون وجبن وزيتون ثم رميت الجراب قدام الكردي ومضيت .
فلما سمع الخليفة هذه الحكاية من علي العجمي استلقى على قفاه من الضحك وأحسن جائزته .

حكاية هارون الرشيد مع جعفر والجارية والإمام أبي يوسف

ومما يحكى أن جعفر البرمكي نادم الرشيد ليلة فقال الرشيد :
يا جعفر بلغني أنك اشتريت الجارية الفلانية ولي مدة أطلبها فإنها على غاية الجمال وقلبي يحبها في اشتعال فبعها لي .
فقال الوزير جعفر :
لا أبيعها يا أمير المؤمنين .
فقال هارون الرشيد :
إذن هبها لي .
فقال الوزير جعفر :
لا أهبها يا أمير المؤمنين .
فقال الرشيد : زبيدة طالق ثلاثاً إن لم تبعها لي أو تهبها لي .
قال جعفر :
زوجتي طالق ثلاثاً إن بعتها لك .
ثم أفاقا من نشوتهما وعلما أنهما وقعا في أمر عظيم وعجزا عن تدبير الحيلة .
فقال هارون الرشيد :
هذه وقعة ليس لها غير أبي يوسف .
فطلبوه وكان ذلك نصف الليل فلما جاءه الرسول قام فزعاً وقال في نفسه :
ما طلبت في هذا الوقت إلا لأمر حدث في الإسلام .
ثم خرج مسرعاً وركب بغلته وقال لغلامه :
خذ معك مخلاة البغلة لعلها لم تستوف عليقها فإذا دخلنا دار الخلافة لتأكل ما بقي من عليقها إلى حين خروجي إذا لم تستوف عليقها في هذه الليلة .
فقال الغلام :
سمعاً وطاعة .
فلما دخل هارون الرشيد قام له وأجلسه على سريره بجانبه وكان لا يجلس معه أحداً غيره وقال له :
ما طلبناك في هذا الوقت إلا لأمر مهم هو كذا وكذا وقد عجزنا في تدبير الحيلة .
فقال أبي يوسف :
يا أمير المؤمنين إن هذا الأمر أسهل ما يكون .
ثم قال لجعفر :
يا جعفر بع لأمير المؤمنين نصفها وهب له نصفها وتبرآن يمينكما في بذلك .
فسر أمير المؤمنين بذلك وفعلا ما أمرهما به ثم قال هارون الرشيد :
أحضروا الجارية في هذا الوقت .


 

رد مع اقتباس