11-06-2009, 09:43 AM
|
#359
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة الثامنة والثلاثين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن خالداً بعد أن تحدث مع الشاب أمر به إلى السجن فمكث فيه ليلته فلما أصبح الصباح حضر الناس يقطعون يد الشاب ولم يبق أحد في البصرة من رجل وامرأة إلا وقد حضر ليرى عقوبة ذلك الفتى ، وركب خالد ومعه وجوه أهل البصرة وغيرهم ثم استدعى بالقضاة وأمر بإحضار الفتى فأقبل يحجل في قيوده ، ولم يره أحد من الناس إلا وبكى عليه .
وارتفعت أصوات النساء بالنحيب فأمر القاضي بتسكيت النساء ، ثم قال له :
إن هؤلاء القوم يزعمون أنك دخلت دارهم وسرقت مالهم فلعلك سرقت دون النصائب ?
قال الشاب :
بل سرقت نصاباً كاملاً .
قال القاضي :
لعلك شريك القوم في شيء منه ?
قال الشاب :
بل هو جميعه لهم ولا حق لي فيه .
فغضب خالد وقام إليه بنفسه وضربه على وجهه بالسوط وقال متمثلاً بهذا البيت :
يريد المرء أن يعطى مناه ........ ويأبى اللـه إلا مـا يريد
ثم دعا بالجزار ليقطع يده وأخرج السكين ومد يده ووضع عليها السكين فبادرت جارية من وسط النساء عليها أطوار وسخة فصرخت ورمت نفسها عليه ثم أسفرت عن وجه كأنه القمر وارتفع في الناس ضجة عظيمة وكاد أن يقع بسبب ذلك فتنة طائرة الشر ، ثم نادت تلك الجارية بأعلى صوتها :
ناشدتك الله أيها الأمير لا تعجل بالقطع حتى تقرأ هذه الرقعة .
ثم دفعت إليه رقعة ففتحها خالد وقرأها فإذا مكتوب فيها هذه الأبيات :
أخالد هـذا مـسـتـهـام متـيم ........ رمته لحاظي عن قسي الحمـالـق
فأصماه سيف اللحظ مـنـي لأنـه ........ حليف جوري من دائه غير فـائق
أقر بمـا لـم يقـتـرفـه كـأنـه ........ رأى ذلك خيراً من هتيكة عاشـق
فمهلاً عن الصب الكـئيب فـإنـه ........ كريم السجايا في الورى غير سارق
فلما قرأ خالد هذه الأبيات تنحى وانفرد عن الناس وأحضر المرأة ثم سألها عن القصة فأخبرته بأن هذا الفتى عاشق لها وهي عاشقة له وإنما أراد زيارتها فتوجه إلى دار أهلها ورمى حجراً في الدار ليعلمها بمجيئه فسمع أبوها وأخوها صوت الحجر فصعدوا إليه فلما أحس بهم جمع قماش البيت كله وأراهم أنه سارق ستراً على معشوقته ، فلما رأوه على هذه الحالة أخذوه وقالوا :
هذا سارق .
وأتوا به إليك فاعترف بالسرقة وأصر على ذلك حتى لا يفضحني وقد ارتكب هذه الأمور واتهم نفسه بالسرقة لفرط مرؤته وكرم نفسه .
فقال خالد : إنه لخليق أن يسعف بمراده .
ثم استدعى الفتى إليه وقبله بين عينيه وأمر بإحضار أبي الجارية وقال له :
يا شيخ إنا كنا عزمنا على إنفاذ الحكم في هذا الفتى بالقطع ولكن الله عز وجل قد حفظه من ذلك ، وقد أمرت له بعشرة آلاف درهم لبذله يده حفظاً لعرضك وعرض ابنتك وصيانتكما من العار ، وقد أمرت لابنتك بعشرة آلاف درهم حيث أخبرتني بحقيقة الأمر ، وأنا أسألك أن تأذن لي في تزويجها منه .
فقال الشيخ :
أيها الأمير قد أذنت لك في ذلك .
فحمد الله خالد وأثنى عليه وخطب خطبة حسنة .
|
|
|